كانت دار احلام في الطريق الى المدرسه التي توظفتُ مدرساً فيها ،مدرسةٌ ثانوية ٌبنيُتْ حديثا في مدينة صغيرةتجمع البنين والبنات وهي المدرسة الثانوية الوحيدة في الناحيه.
شاب صغير مزهو ومغرور بشبابه ومتعة التوظيف فكنت اهتم بادق تفاصيل الاناقه والوان الملابس وتناسقاتها وتصفيف الشعر وحلاقة ذقن نبتت في ارضه شعرات هنا وهناك كزرعٍ في ارض بور فلاتستدعي حلاقته كل يوم.
كانت ادارة المدرسه كلها من التوظيف الجديد الا مديرها نُسبَ من مدرسة بعيده لذا نشعر امامه ببعد التجانس لاسيما وهو منطوي ومنهمك في اعمال المدرسه ويحاسبنا على كل صغيرة وكبيرةٍ فنحن ليس افضل حالا من طلابها
ا
احلام صبية في الرابعة عشر من العمر
كبيرة اخواتها بجسم مكتنز ينبض حيوية وشهوة تحسها من خلف الرداء الملتسق به وكأنه ُرسم لينمو معه بتلافيفه وطيات بطنها كموج نهر منحدر
كانت تتعمد المشي بتمايل وهز لاردافها وهي تستعرضه امام المارة موقتة خروجنا من المدرسه لتقوم بغسل بوابة البيت حافية القدمين وكثيرا ما كانت ترفع اطراف الثوب لتظهر سيقانا حنطية اللون غضة تعكس اشعة الشمس فيتسمر طلاب المدرسة مذهولين لاغرائها
وجهها الطفولي الذي اكتسى بالسمرة الفاتحه من لفح الشمس يناقض نضج وتكورات جسدها
كان ابواها موظفين في المستوصف الصحي المجاور لدارهم وطالما وجدتُ ابويها عند البوابة وانا اختلس النظر الى مفاتن احلام والهرب من رقابتهم.
حينها افتعل النسيان لاشيائي في المدرسةِ لافترقَ عن زملائي واعاود المرور لمقابلة عيون احلام.
مع الوقت فهمت احلام رسائل العيون بيننا فكانت تنتظر خروجي من المدرسة عند بوابة البيت كل يوم. فلابد ان افصح لها ما بداخلي
ذلك اليوم
توقفت عند البوابة طلبت رشاش الماء متعذرا بشدة الحر وبحركه مليئة بالخبث والدهاء انحنت امامي لتصب الماء فوق يدي نافرةً كعبيها كحمامتين في ايكيهما شعرت عندها ان لهيبا اتقد في جوفي وبكلماتٍ متعثرة شكرتها.
تنهدت وعضت على شفتها وردت على شكري.
فررت من عينيها وتنهداتها فتعثرت قدماي بانبوب الماء فسقطت ارضا.
دوت ضحكة طفوليه ممزوجة بالسخرية مماحصل لكنها كانت رسالة بيننا
في السنه التاليه كانت احلام
طالبة في المدرسة الثانويه التي ُادَرس ُفيها ولم تكن مفاجاةً لي
حاولت في الايام الاولى ان اخفي عشقي وشوقي لها بين الطلاب والمدرسين دون جدوى كانت نظراتنا وحركاتنا تفضح ما نخفي.
كانت محط اهتمام الجميع مراهقه تتصرف بعفويه وحرية وعشوائيه نادرة من امرأة في تلك الناحيه
كانت تجلس في نهايه الفصل وفي طرف المقعد محركةً ساقيها شمالا ويمينا ومظهرةً مرايا الركبتين
في احد الصباحات استدعيت احلام الى غرفتي في المدرسه مدعيا انها غشت في ورقة الامتحان.
جلست امامي ولاول مرةٍ طأطأت برأسها شعرت انها تشدني دون اراده
اقتربت منها ودون شعورٍ قبلتها بنهم وعانقتها بل تعانقنا في قبلةٍ طويله كعاشقين. استمرت لقاءاتي باحلام منتهزا كل فرصة تسنح بذلك
لكن علاقتنا لم تستمر
فقد نُقلتْ من المدرسه بوشاية من المدير.
كذلك انتقلت احلام مع عائلتها الى مدينةٍ اخرى وكأن كل شئ قد رتب ضدناحاولت البحث عنها والاتصال بها دون جدوى
لكنها لم تبرح خيالاتي
بعد سنوات التقيت صدفة باحلام في مركز المدينه وقد تزوجت وانجبت ثلاثة اطفال. استعدنا الذكريات لكن الشوق قد خمد لهيبه تبادلنا الاحاديث
عن حياة كلا منا كان ا للقاء قصيرا
بعد حين سمعت ان زوجها قد توفي في حادث وقد ارتحلت مع ابناءها الى دولة مجاوره بسبب ظروف الحرب
كانت احلام اجمل حكاية في حياتي لم تفارقها مع تقدم العمر واحاطتي بالاحفاد اتذكرها كلما رأيت رشاش ماٍء او صبيةُ قد تملك ملامحها.
اٍرتحلت احلام ولم ترتحل احلامي .
قد يغلق الباب لان نافذة قد فُتِحَتْ