الكريمة سميراميس
لم أدخل لهذا الموضوع إلا لعلمي ويقيني بأن النقاش معكِ إختلاف لا يؤدي إلى خلاف وعليه سأبدأ بطرح بعض الأسئلة أو النقاط لكي يكون النقاش أكثر سهوله ومرونه
1_ ما الأمر الذي تضمنهُ الليبراليه للفرد مما لم يضمنهُ لهُ الإسلام ؟ , وما الأمر الذي يمنعهُ الإسلام عن الفرد وتمنحهُ إياه الليبراليه ؟
2_ في تصنيفك أعلاه ذكرتِ أن الإسلام نظام ديني عقائدي , بينما الليبرالية طريقة تفكير ومنهج .
السؤال هل الإسلام فقط نظام ديني عقائدي حقاً ؟ وإن كان كذلك فعلاً لمَ نزل القرآن على فترات ولم ينزل دفعه واحده , ومن ثم قرأهُ الناس وحفظوا هذا النظام ومن ثم بدأوا العمل به ؟ ولماذا استغرق النبي عليه الصلاة والسلام 23 عاماً في دعوته واستمر تواتر نزول الوحي طيلة هذهِ السنوات ؟ , ولو عدنا للكثير من سور القرآن وآياته لوجدنا أن لها أسباب نزول كانت من واقع الحياة المدنية التي كان يعيشها النبي عليه الصلاة والسلام والصحابه رضوان الله عليهم , ولو تمعنا في الكثير من سور القرآن وآياته لوجدنا فيها أن الله عز وجل يحث عباده على التدبر والتفكر بل وبين لهم جل تعالى في كثير من آياته طرق التعامل والتفكير , كقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " وقوله تعالى " وادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين " وقوله جل وتعالى " فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " والكثير الكثير من الآيات التي هي عباره عن تأسيس نهج للتفكير والتعامل , فما الذي جاءت بهِ الليبراليه وهو غير موجود في الإسلام أساساً ؟
3_ ذكرتِ في نقطه مهمه أن التقاطع والخلاف في بعض المسائل هو ما يفتح المجال لوجود الليبراليه , فهل هذا يعني أن الليبراليه وجدت على مبدأ الخلاف ؟ , إذ أننا لا نرى لها تواجداً إلا في المسائل الخلافيه التي تكون شائكه وربما لا تُهم أغلب العامه وخاصه تلك التي تكون موضع تندر في من يسمونهم الصحويين وفتاواهم .
4_ فلنوسع الدائرة قليلاً ولننظر ما الذي قدمتهُ الليبراليه للدول العربيه المجاوره , وعلى سبيل المثال أذكر قبل عشرة أعوام أو إثنى عشر عاماً كانت لا زالت الليبراليه فتيّه لدينا في الأردن وأذكر ذات الإحتدام الذي كان يحصل في حواراتهم وكتاباتهم مع من كانوا يطلقون عليهم حينها " المتشددين " , والآن بعد 12 عشر عاماً تقريباً أنظر حولي فلا أجد من أثر الليبراليه على المجتمع لدينا إلا التفسخ والإنحلال , وكونها طريقة نهج وتفكير فلا أعلم لم نرى لها أي تأثير على الفساد المالي والإداري والسياسي وغلاء الأسعار , لم بقيت كل الأوضاع هذهِ على حالها بل زادت وتفشت , والامر الوحيد الذي جنيناه ونراه بوضوح من دورها أننا أصبحنا نرى النساء تقود السيارات ونرى الفتيات أقرب للعري منهن للستر في الشوارع , تفشّت الحانات والملاهي الليلية والسينمات والكثير الكثير من أوجه الفساد , التي كانت في البداية مُجرد مطالب بالحريه , فلا أعلم هل هذهِ الحُرية التي كانوا ينشدونها ؟
* نقطه أخيرة أود توضيحها , أنا لست هُنا للدفاع عمن وصفتهم بالأصوليين , بل إني أرى أن الأصوليين والليبراليين في ذات الخندق ضد العامه , وكلاهما يؤثران سلباً في الشعوب فالأول يعدك بحوريه والآخر يعدك بحريه بغية أن يصل كل منهما لمبتغاه الذي هو بكل تأكيد ليس مبتغاك إنما يصورون لك ذلك .
للتوضيح : لونت جملة قيادة النساء للسيارات لأوضح أنا لست ضد قيادة المرأة للسيارات أبداً ولكني ضد الطريقة التي يعملون عليها لذلك
أعتذر جداً عن الإطالة
مع وافر تقديري وودي