الجزء الأول :
بداية الأزمة العراقية الأمريكية :
في نهاية العام 1990 م كنت أكره شخص الرئيس الراحل صدام حسين وذلك بسبب غزوه لدولة الكويت وتشتيت الصف العربي وانقسامه ما بين مؤيد ومعارض لهذا الفعل الشنيع على الصعيد العربي أما على الصعيد الدولي فقد أغلقت بسبب ذلك الغزو غالبية مكاتب مناصرة الشعب الفلسطيني لسبب بسيط جدا هو أن الإعلام الصهيوني ومكاتب الدعاية اليهودية وجدت ضالتها وقالت بأن الدول العربية لا تحترم حقوق الجوار حتى ولو كانوا عربا فكيف سيحترمون اسرائيل تلك الدولة المعتدى عليها من العرب وقد أيد تلك الأكذوبة المفضوحة من خلال ضرب تل أبيب بصواريخ سكود وهذا لحمق الإنسان الغربي وحبه للبهرجة ...
لكن بعد أن خرجت العراق من الكويت في شباط 1991م وعودة الأمور لمجراها الطبيعي وتنفيذ العراق كافة مقررات مجلس الأمن الدولي واستقرار الأمور في منطقة الخليج العربي لم يعد مبررا لما كان يعرف بالحصار الدولي وتطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء كان لابد من وجود ما يبرر وجود الحصار بسبب انتفاء أسبابه الحقيقية التي دعت لوجوده أصلا فكان المفسدين بالشرق العربي يدعون بوجود خطر عراقي فيما لو عاد الوضع إلى ما قبل 1990م ومنها اكذوبة خطره النووي وامتلاكه أسلحة الدمار الشامل وبدأت رحلات المفتشين الدوليين { باعتقادي أن معظمهم افرادهم من الجاسوسية العالمية } واتضح الأمر جليا بالضربات الأنجلوامريكية الجوية في العام 1998م وهنا كان الهدف ليس حماية الجوار من خطر الرئيس الراحل صدام بل القضاء على البنى التحتية العراقية ولم تحظى امريكا وحلفيتها بريطانيا بالتأييد الدولي وفهم الجميع المسألة بأنها تصفية حسابات واستعراض عضلات دون رادع أخلاقي أو دولي وكان هنا لابد من التدخل العربي الفعال في مواجهة الهجمة الغاشمة والظالمة فتباينت المواقف العربية ما بين الرسمي والشعبي فنددت الحكومات وثارت الشعوب وما أجملها من ثورة أرغمت الغطرسة الانجلوأمريكية لتوقيف هجومها العدواني الجوي ...
والمتأمل لفترة ما قبل 1997م بالشأن العراقي يعلم جيدا أن هذه الفترة كان هناك مد وجرز في السياسة الأمريكية العراقية سيما أن الرئيس الأمريكي كان كلينتون وليس لديه أحقاد سابقه أو لاحقه في الرئاسة الإمريكية وعندما تسلم الأمعة بوش الابن الرئاسة الإمريكية بدأ يحاول جاهدا الثأر لأبيه من الرئيس الراحل صدام وهنا اتضحت الأحقاد الدفينة وسخر الأمعة بوش الابن الرئاسة لأغراضه الشخصية في الإنتقام وانعكس ذلك سلبيا على الشعب العراقي الذي كان يأمل انفراجا في واقعه الحالي ويخرج من دائرة الحصار المقيت ليفاجأ بدولة عظمى كامريكا سخرت كافة طاقاتها خدمة لهدف واحد هو الإنتقام ثأرا من شخص الرئيس العراقي الراحل صدام وبدأ ذلك الأمعة المعتوه يبحث عن حثالة المعارضين العراقيين ليزجهم في حرب الثأر { حتى لا أذهب بعيدا سيسأل سائل لماذا يبحث الأمعة بوش عن حثالة المعارضين ، سأجيب بأن المعارضة الوطنية الصادقة لا ترضى الحرب على العراق وتحاول الحل السياسي الذي يحفظ ماء الوجه ودون أن يذل الشعب أو الحكومة } وبعد أن وجد الأمعة الكلاب الضآلة قرر أن يعيدها على متن جيش جرار ولكن لا بد من الذريعة { كلنا يذكر ذريعة فرنسا عندما احتلت الجزائر 1830م قالت أن السبب أن الداي حسين ضرب عاملها أي دبلوماسيها بمنفة الذباب } وكذلك امريكا بحثت عن السبب ولم تجده بداية فعادت إلى مقررات مجلس الأمن غير المنفذة { على فكرة امريكا ارغمت مجلس الأمن على تنفيذ كافة العقوبات الوارد بمثياق الأمم منذ تأسيس الأمم المتحدة وحتى الآن بحق العراق } ووجدت أن المفتشين الدوليين ومعظمهم عملاء امريكيين مأجورين يشكون من إعاقات كاذبة في عملهم التفتيشي عن السلاح النووي العراقي فكان هذا الأمر مسمار جحا فحاولت امريكا وكلابها الضآلة من حثالة المعارضين أن يوهموا العالم المخدوع بإعلامهم أن العراق يهدد أمن منطقة الشرق الأوسط والمقصود امن اسرائيل وامريكا وبحجة محاربة الإرهاب في العالم بأت محاولات امريكا وبريطانيا بالفشل من أجل الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي لشن حربهما الثأرية من الرئيس الراحل صدام تحت مظلة الأمم المتحدة...
نلتقي بالجزء الثاني " حرب الثأر "