ثـلاثـة

[ماجد الذيبان]

في الطائرة
ثلاثة أصدقاء يجلسون بجانب بعضهم .
الاول: يقراء كتاب
الثاني :يخاطب الثالث : ما باله يمضي كل وقتة في قراءة ذلك الكتاب ؟
الثالث: دعني أسأله الثالث يخاطب الأول ماذا تقراء؟
الأول: كتاب تاريخ عن يوليوس قيصر
الثالث: أليس هذا الكتاب هو نفسه الكتاب الذي قرأته منذ أسبوع و حدثتني عنه؟
الأول : بلى
الثاني: أذاً ما بالك تقرأه مرة أخرى؟
الأول: لا أعرف .. ولكن نهاية يوليوس قيصر تشدني
الثاني: و كيف أنتهى ؟
الأول: طعن امام مجلس شيوخ روما .. قُتل بفعل مؤامرة
الثاني: هكذا التاريخ مليء بالمؤامرات
الأول: لا لا هذة مؤامرة من نوع آخر
الثاني: كيف؟\
الأول: لقد قتلة أصدقائة لتبقى روما جمهوريه
الثاني: أكان يجب قتلة؟
الأول: نعم فبعد أن أنتصر يوليوس قيصر على اعداء روما.
زادت شعبيتة بين شعب روما وسرت شائعات تقول بإن يوليوس قيصر سيسمي نفسه "
ملك روما" وينهي الجمهورية
الثاني: و من قتلة؟
الأول: اصدقائة وعلى رأسهم صديقة بطرس ..
لقد أستقبلوه أمام مجلس الشيوخ ثم سددوا في جسده ما يربوا عن أربعين طعنه
فتمدد وهو مسجى بدمائة..
الثاني: وما يشدك ألى تلك القصة؟
الأول: تشدني الطريقة التي قُتل بها يوليوس قيصر..
أليس في هكذا نهاية تراجيديا مسرحيه..
أعني أن يوليوس قيصر لم يمت ككل الرجال ..
أعتقد لو أن يوليوس قيصر خُير بين أن يموت على فراشة وهكذا ميته.. لأختار الأخيرة.
الثالث: تعني أنه لم يكن ليختار ميته تقليديه؟
الأول: نعم
الثاني: رحم الله المتنبي عندما قال "
أذا غامرت في شرف مرومِ فلا تقنع بما دون النجومِ
فطعم الموت في أمراٍ حقيرِ كطعم الموت في امراٍ عظيمِ
الأول: لطالما فكرت في أي حال أموت ‍
الثالث: و أي حال تريد أن تموت عليه؟
الأول: أريد أن أموت ميته أستثنائيه..
الثاني: تقصد فريدة
الأول: نعم.. طالما أننا لم نحيا حياة فريدة فلما لا نختار ميته فريدة؟
الثالث: هذا كلام لا يصدر ألا من مجنون ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
الثاني: بل كلامه هو عين العقل لا تقل لي أن نفسك لم تحدثك بالمجد و الخلود..
أن ترحل و حديث الناس عنك لا ينقطع
الثالث: (ضاحكاً) بل أفضل أن ترحلا انتما و لا ينقطع حديثي عنكما بدل أن أرحل أنا
الأول: هذا حديث الجبناء
الثاني: أصبت هو منهم
الثاني يخاطب الأول : هل رسمت سيناريو لنهايتك ؟
الأول: نعم كنت قد أستقريت أن أموت منتحراً بسم
الثاني: (ضاحكاً) لقد سبقك ألى هذا سقراط بثلاثة آلاف سنه
الأول: نعم و هذا ما دعاني أن أُسقط السم من حساباتي
الثاني: مارأيك أن تنزف في حمام ماء دافىء حتى تموت
لن تشعر بأي شيء ستنزف حتى تفقد الوعي ثم تموت
وسيساعد الماء الدافيء في أن تنزف بسرعه.
الأول: لا تكمل لقد سبقني ألى هذا سينيكا .
الثاني: و من سينيكا هذا؟
الأول: سنيكا هذا هو معلم قيصر روما "نيرون" ذلك القيصر المجنون و الذي أحرق روما فيما بعد..
فبعد أن مل الناس منه ومن أفعاله المريضه ..
دارت مؤامرة لتخلص منه و تخليص روما منه ايظاً ..
لكن نيرون أكتشف أمر المؤامرة فكتب قائمة بأسماء المشتبه بهم ..
ليتخلص منهم واحداً تلو الآخر.. وكان يرسل رساله دعوة ألى كل واحد..
وحين يحظر يُقتل ولا يخرج أبداً من القصر.. وقد تسلم سينيكا هذة الدعوة..
ففضل أن يموت بيدة لا بيد نيرون.. عندها فتح شرايين جسده وجلس في حمام ماء دافىء..
لقد فضل أن يموت بدل أن يأخذ نيرون حريته . أنه أول شهيد للحريه.
الثالث: يبدوا أن العظماء لم يتركوا ميته مشرفه لنا
الأول: لابد أن تكون هناك ميته لم يعهدها التاريخ.
الثاني: ماذا لو تبقر بطنك؟
الثالث: كساموراي؟
الأول: وهل يبقرون بطونهم؟
الثالث: نعم.. هم حرس الأمبرطور الياباني وهم فرسانه ..
يبقرون بطونهم ولاء له .. فهم يفضلون الموت على أن يتم سبيهم أو قتلهم على يد أعدائهم
الثاني: لقد فهمت الآن
الأول: ماذا فهمت؟
الثاني: لابد أن يكون هنالك شيء تؤمن به ..
لابد أن تكون لك قضيه تموت لأجلها.. هذا ما يجعل ميتتك فريده.
الأول: لم أفهم
الثاني: لتموت ميته فريدة عليك أن تحيا .. حياة فريدة ..
كل من ذكرناه مات لأمراً يؤمن به .. فكان موتهم دونه هو قمه التراجيديا.\
الثالث: (ضاحكاً) نعم فكيف لفأر أن يموت ميتة الأسد
المظيفه تدخل كابينه الركاب وهي تصرخ " أربطوا أحزمه الأمان"
* * * * اليوم التالي* * * *
عناوين الصحف : سقوط طائرة و أنتشال جثث ركابها إلا
ثلاث جثث مجهوله

 

[عفراء السويدي]

هذا المساء شاهدتُ على قناة العربية لقاءاً خاصاً مع السيدة فرح بهلوي إمبراطورة إيران السابقة ..
وعلى أحد الأسئلة أجابت بإنها تفضل أن تموت بطريقة بطولية ..
فطالما هذا مصيرها الحتمي .. فهي تفضل ذلك ..!

لاأدري ..
كثيرون إختاروا الموت فوهبت لهم الحياة ..
وكثيرون إرتفعوا ليواجهوا موتهم فكُتب لهم الخلود ..
وكثيرون فروا منه فلاقاهم ..
هي أقدار ..

وفي القلب أمنيات بأن يحسن الله خاتمتنا ..

أكره حوادث الطائرات ..

سلمتَ أخي ماجد ودام لنا وعيك ..

 

[ماجد الذيبان]

من يصنع حياةَ عظيمة حتماَ يصنع موت عظيم
المجد لا تصنعة الامنيات يا عفراء كما فعل ابطالنا الثلاثة
تحدثو عن ميتة فريدة ولم يعلموا ان الموت الفريد يحتاج هو الآخر لحياة فريدة
قل لي كيف هي حياتك اقول لك كيف هو مماتك
ابطالنا الثلاثة ماتوا مجهولين الهوية
الحديث عن الامنيات سهل
الحديث عن الحب ايضاَ سهل
الحديث عن المجد سهل
الحديث عن الذات سهل
الاصعب هو ان تصنع انت هذا وتترك للاخرين الحديث

عفراء باقة ورد وود لروحك

 

[الهنوف الخالدي]

: [ تعددتْ الأسباب والموتُ واحد ُ ] .
وشكراً لك على هذا الصباحْ .

 

[مي العتيبي]

................

مدوّية ٌ هذه السمه !
اتعلم ..
فكرة الفناء غير محببه ..
لذلك احاول تجنبها كثيرا ً .. حتى يأتي يوم لاتتجنبني هي ..
شكرا ً ماجد
طرح عميق وموجع !

 

[ماجد الذيبان]

تعددت الصباحات والشمس واحدة

فـ شكراً لصباح اتـى بـ صباح / الهنوف

 

[ماجد الذيبان]

الاقدام على الفناء خلود يا مـي
والهروب من الفناء هو الفناء بعينة

مدوي حضورك يا انتِ