كل ممنوع مرغوب
تحقيق الملكية رغبة , الرغبة شعور يتخلق في رحم الأنا بتلاقي وتلاقح نزعة الملكية المختزنة في وليجة النفس البشرية وفعل الحواس المستقبلة لاضاءات الطرف المقابل والتي تمارس تأثيراتها الانطباعية في وجدان الانسان وعقله وحواسه , هناك عوامل أخرى لا يمكن إغفالها تشكل روافد تغذي نهر الرغبة وتجعله أكثر جرياناً / تدفقاً / عمقا , ومن هذه العوامل الكبت والحرمان والنقص والتعويض ....
هي الرغبة ..نزعة تحريرية للإرادة البشرية المقيدة بمنظومة القيم والقوانين التي تشكل ممنوعاً يحول سياجه دون تقدم الطموح الذي يمنح تحققه تأكيد الذات ..
وهي الحياة المرتكزة على الأضداد التي تحقق التوازن لها فلكل فعل رد فعل ..هناك رغبة في الملكية متيقظة على ما لدى الغير ويقف ازاءها ممنوع يحد من ارتفاع واندفاع تلك الرغبة بيد أن هذا الممنوع يتوهج ليشكل خطوط ضوء ترسم من الإغراء أبواباً مشرعة أمام تلك الرغبة الوافدة مع نداءات النفس المنبثقة بفعل الحواس ..
كل ممنوع هو مملوك للآخر فهل لرغائبنا تخطّي حواجز ما لا حق لنا فيه بالإتكاء على سواعد المنطلقات الخاطئة التي يسير وفقها قانون الأنا الجائر ..
إن كل ممنوع مرغوب ما هو إلا نمط من أنماط الصراع في نسيج الحياة يبدأ بثقاب الرغبة ويشتعل بالممارسة وينطفيء بالمصيرلتبدأ دورة جديدة بثقاب رغبة أخرى تحمل ذات الفكرة وتختلف في التفاصيل ..
هل الرغبة تملك ؟ ... وهل التملك ينفي قانون كل ممنوع مرغوب ؟
الرغبة .. الملكية ...هل تستحوذ على الجنسين أم أن الرجل يعيش التفرد بهما ؟
كل ممنوع مرغوب ..هل هو قاعدة مسلمة أم أنه قانون قابل للإختراق والتحريف ؟
نبض الأسئلة يقحمني في بوابة الممنوع في النفس البشرية لأقف على أعتاب الكتابة وينهال علي سقف كل ممنوع مرغوب وكأنما هذا السؤال الممتد بمسافات التاريخ البشري يعلن عن جديد ..وهنا يأتي القول المحفز على قول ما لا يقال والتزام ما يلزم وانتظار المؤمل به واستنبات الموقف من عمق ذاته الحادة ..
الرجل يعيش رغبة التجربة وهو حين يجرب يرغب في مساحات مجهول لم تطأها أقدام التجارب بعد وهذه الرغبة تنم عن الملكية ولا تحفز إلى التملك .. فحين يتملك تجره الرغبة إلى ملكية جديدة ولكنه يرفض نزعها تحت قانون كل ممنوع مرغوب حين يهم أحد بمشاركته هذه الملكية . وهنا ينبض سؤال ..
هل هذا القانون في شق من الحياة وهو رغبة الرجل للمرأة أم أنه في كل نواحي الحياة ؟
لندخل دهاليز الحياة من بوابة ملكية الآخر ونتسلق تخوم المجتمع ونتكيء على غريزة الأحب لنجد أن الرجل يعيش الملكية للمرأة والمرأة الأكثر رغبة لا تتطاول على هذا القانون خشية أن تضاف إلى طابور بنات الليل ..
يبقى السؤال لغزاً وأبقى أنا أحوم حول الأحجية رغبة في الوصول إلى منافذها ولكن ضعفي المعرفي وفقري الفكري لا يساعداني لها فيقف قلمي وتتجمد كلماتي وتحفزني الرغبة الملحة إلى طي الصفحة ..وقد فعلت !
,
,
ابن المدينة / يوسف الحربي