و ما أراك إلاّ تقلب رسائلي هذه كثيراً ..
تملأها دفئاً .. تقرأها .. تحفظها .. ثبحث عنك فيها ..!!
و عرفتك تعرف كل تفاصيلي .. اسكنك .. سيدة أفكارك .. ملهمة خيالك .. لوحتك .. فرشاتك .. و أظن __ كل أشياءك ..
أخبرني إذاً أنك تحبني .. أخبرني أني كل ذلك .. أني سر قلبك و أسرارك .. انطقها .. أفصح الحب و إن كان احتلالاً ..
لا عليك سأخفف وطأة هذا و أخبرك أني أحبك منذ كان و كان ...
أخبرني أنك تحبني دون تردد .. و سأخبرك أنا .. بكل حكاياتك ..
أخبرني أنك تحبني .. و اخلع رداء الخوف أو الكبرياء أو ما لا أعلمه عن سر صمتك .. نعم .. فأنا لا أعلم إلا أنك تحبني دون أن تخبرني بذلك ..!! ربما لم يحن وقته !! أو ربما لا أعلم كيف أحببت ..!!
أخبرني أنك تحبني .. و سأحبك أكثر و أزيد عليه حباً و حباً و حبا .. و دون خوف سآتيك لنصنع الشوق سوياً .. !!
أخبرني أنك تحبني و خذ بيدي إلى حقول قلبك لأرى الياسمين الذي أحبه و نقطفه سويا .. لأرى مكاني و قصوري .. لأرى صوري في نياط قلبك .. لأنتشي حبك و دفء أنفاسك ..
و سأخبرك أني أعرف كل هذا و لكن _ لا أعرف سر صمتك .. و كتمانك .. !!
ستتفلت منا الحياة .. عند هذا الغباء ..!
أنت ..
لا تخبرني بأحاديث قلبك ..
تموت و تحيا عند لهفتك ..
و أنا ..
لا أخبرك أني فهمتك ..
بل و رأيت ملامحي في عينك ..
لن أبدأ معك بالبوح حتى تبدأ ...
لا يكون المطر إلّا بعد الغيم ..
لا تفيض الأنهار إلّا من هزة الأرض ..
لا تعلو الأمواج إلّا من شدة الريح ..
لا يتفتح الزهر إلّا من حكايات الفجر ..
اعتدتُ منك البدايات دائما عند أصعب الأشياء .. !! فكيف لاتبدأ عند أجملها ...!
اعتدتُ أن تبدأ بمساء الخير لينهمر أعذب حديث .. تبدأ باللهفة و افتح ذراعي .. تبدأ بالغناء ليرقص الليل خجلاً .. تبدأ بالضحك ليزهر قلبي .. تبدأ بالشروق لأصنع قهوتي .. تبدأ بالنظر إليّ لأسافر إليك بلا أمتعة و لا دعاء ..
إن من يملك كل هذا ماهو إلا ملك .. بيده مفاتح و كنوز .. فكيف به لا ينطق حكم الحياة و أمرها .. !! و إن شئت فاجعله أسرا أو قسرا ..و لكن _ أخبرني .........
لا أظنني أستطيع أن ابدأ معك ....!
أنا مازلتُ أخاف على قلبي منك .. فأنت قوي قوي جداً .. كيف لك أن تحمل هذا الحب وحدك ..! كيف تكتم الهيجان و تمضي ..! كيف تراني و تختبئ خلف نفسك ..! كيف تنام على ذاكرتي و تستيقظ لا تقول لي إلا _ صباح الخير _...!!!!
قلي بالله كيف لي أن أبدأ مع غريب طبع ، جبّار ، عاشق ، مثلك..!!!
ذات ليلة.....
رأيتك بجواري و إذ بنا نركض سوياً خلف تلال المدينة .. نستلقي لنَعُدّ النجوم .. و اتفقنا أن من يتعب أولاً سيُعِدّ القهوة و يصنع الحلوى .. ثم انتهينا سوياً و لم يتعب أحد منّا .. و لم نُعِدّ القهوة .. و لم نصنع الحلوى .. فعدنا نطفئ الكون و نَعُدّ النجوم مرة أخرى ..
لكنه كان حلماً .. !!
يأخذ من الواقع حقيقة ما نخفيه و ينسجها رسماً جميلاً ليأخذ اسم الحلم بجدارة .. و ما إن يصحو حتى يتبرأ من كل رواياته ..
أنت لا تعرف أسماءك التي في قلبي حين أحدثك بها _ .. يا _ أجمل العمر .. يا _ كل الحياة .. هيا إذن .._ ارفع صوتها عالياً كي تسمعها و أخرجها من صدري نغماً لا أمِلّ ترديده .. و لا تكِلّ سماعه.
فليشرق البوح .. ليضيء الصباح .. فالحب ليس خبيئة .. بل حديث و انصات ..
سأنتظرك تخبرني ما بقيَتْ هذه اللهفة في عينيك .. و ما بقي الشوق في قلبي .. و ما بقينا عند الحب لا نبرح ..
و لكن _ إياك أن تخبرني بها همساً و لا صوتا و لا شعرا و لا نثرا ..
ضع موعداً للمساء .. ليجمع مساءات الكون في ليلة ..
ثم لا تخبرني بها في أي مكان ..!
حدثني بها عند ذلك المكان الذي رأيتك فيه ذات ليلة .. خلف تلك التلال حيث سنطفئ الكون و تشتعل النجوم دهشة و احتفالاً .. حينها لن نُعِدّ النجوم بل سنسافر إليها .. و نخبئ الليل في أعيننا كي لا ينتهي .. ثم أخبرني أنك تحبني .. و انطقها لي " أ.. ح.. ب.. ك.. " مهلاً .. مهلاً .. بقدر ذلك الإنتظار الطويل الذي انتهى هنا عندما بدأنا ..
و إلى أن يحين ذاك اللقاء .. أحبك بيني و بين نفسي و أحبك و أحبك بقدر ما تضخم قلبك بي .. و بتفاصيلي .. و بك مني ..
فاقدر لهذا الحب بهاء أمام قلبك و اقدر له التقاء..
سأنتظر ... وعد المساء ..
و سيأتي حتماً موعدنا .. و سيوفي القدر و القضاء ..
و لكن _ .. أخشى أن نصل إليه عند نهاية الأشياء .. فلا احتفال و لا مساء و لا أنجم و لا لقاء و لا حتى ماء أو هواء ..!
.... فإياك أن تطيل ..
.... فالحياة قصيرة ..
.... و الشقاء طويل ..
....