ابذر كلمة طيبة فلدي يقين أنها ستنبت

[رداد السلامي]

تنطوي الكلمة الطيبة على قدر كبير من الجاذبية المغناطيسية العاطفية ،والوجدانية ولذلك تعتبر أداة استقطاب فاعل ومجذرة للفكرة، فحين تكون الكلمة صادقة تكون أكثر التصاقا بضمير من تحدثه ، لأن صدق قلبك يحمل معه شحنة كبيرة من الود تجاه الأخر ، تتبخر... أوهامه نحوك ، ويبدأ بالاحتكاك بك ، ومعرفة ما تنطوي عليه من فكر وضمير وقيم ، دائما يصنع الصادقون بالكلمة جسرا يمتد إلى روح الآخرين ويخاطب الجانب الحي في تكوينهم ، والصادقون يتجلى قولهم في فعلهم وتنبؤك سيرتهم عن أعماقهم وما يعتقدون او يحملون فكل حركة هي تعبير عن فكرة تسكن الإنسان ، أو قيم تتمثلها سيرته ، ولذلك يتلازم الاعتقاد مع القول والقول مع العمل ، وتصبح الفكرة حية بالرجال الأحياء بالمعاني الإيمانية الصادقة والعقيدة المشتعلة في القلب المتوهجة في القول والعمل، إن الكلمة الصادقة بذرة نمو لشجرة سامقة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها أصلها ثابت وفرعها في لسماء.
نحن سنموت ، الحياة فانية ، لن يتبقى فيها ، شيء وكلمة طيبة قد تضاعف رصيدك عند الله يوم تلقاه ، فأنت ستحاسب على مثقال ذرة من خير أو شر ، والكلمة الطيبة كما قال صلى الله عليه وسلم صدقة تماما كما هي البسمة، ومكانهما واحد هو الفم واللسان ، ولذلك فلن تكلفك شيء ، بقدر ما تضاعف من وجودك في ذاكرة الناس وفي علم الغيب تحفظ لك الكلمة والابتسامة مكانا شاغرا في الجنة.
صحيح قد ينتابنا العبوس ، قد يغزو كابوس الآلام قلوبنا ، لكننا حين نلوذ بالله ونعود اليه وننهل من كلماته "القرءان الكريم" نتجدد ويتبدد بؤسنا وتنجلي الهموم ونبتسم وتند منا كلمات طيبة ، تؤثر في مجرى حركتنا الفكرية والعقلية وتعيدنا إلى درب التفاؤل والأمل "وإذ سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة ألداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" ودائمالا كلمة أطيب من قولك :لا إله الا الله ،هي الطب والطيب وهي أساس كل حركة فاعلة في الحياة.