،
كُنت أتساءل لِمَ الأضواء تتقاذف بعيني !
وَ عينايّ تُحدق بتلك المرآة المليئة بالنَّشوة المُحتفظة بتكونات الرمال
بعد أن قضمت لمعانها المخمور بتلك العيون التي أبحث فِي اثرها صوامع أمل ..
ما زال البُعد الأول يحمل مِشطه وَ صدئة النسيان وَ ابتكاره الفرح المُسّوَّم
وَ حديث يتقمص الورق الأخضر لِ يخبرني عن الليلة الفائتة
كَيف دَبَّ فِيها الغرق وَ كيف حَمَلتْ لي شفة الذكرى عبر النوافذ العالقة
بِ مسودات حَنين تُشكل قصائد مَنْسيّة تتّبع نهاراتِها الغائبة ..
تبحث عن فاصلة الهُروب الغارقة بالوجوه المُتخفيـة فِي الأشياء القديمة ،
وَ مع بحثي الطّويل وَجدتُ خِزانَتُك المُغلقة بَعد أن تركتها بِ ثيابُك وَ بِ أوراقٍ بيضاءْ مُثقلة
بحِسابات أَجَدْتَ حِسابُها وَ نسيت أن تضعنِي على رفة الأرقام لِتعدُنِي
فرحا ً يُقاسم أيّامُك سعادة !
طُويت اللحظات أمام لقائك العائد من ضّبابية الأقدار مِنْ زَمنٍ مَاكِر وَ خائن!
دارت بِي سنين مُتوّجه بِالألم القاتم وَ بالعُزلة المُتخثـرة بكوابيس الرَّحيل الجارحة
خِلتُها بذاك الوقت البقاء وَ المَاء وَ الهواء !
وَ ما إن لبثتُ فِي أعشاش وَدائع الأمِس ماتت بِي دُهور صّماء تُذيب الصّمت على
شفاهي وَ تَصُب خيوط الآهه على نَبضاتي لِ أُصبِحَ بين غدٍ أصم
وَ أمسٍ مَدفون بِقبرٍ موحِش تـحوم حَولهُ ضوضائنَا وَ ضيائنَا المُتضاءل وَ حُبنَا الغائب!
وَ بعد أن أنهكنِي النَّظر إليك صُدفة تَمنيْتُهَا أغلقتُ الباب بأشواقي
المُحرمة على أجنحتها أن تَمس كَفيك أو أن ترتَمِي بِبُكائي المتراكض بأسئلة
محمومة تَبحث هِي الأخرى عَنْ تمايل جسدي على كَتِفَيْك المَصلوب أمَامِي!
عَجبا ً لِتلك الخزائن كَيف احتفظت برائحتك وَسَلَّمت كُفي النداءات القصيّة بين قلائد النَّدم !!
وَ جَعلت مِنْ اللانهاية تَرميم رُوحِيٌَ مُتكرر فِي فُصول الحُلم الممشق
بِنبال الأشواق الهائمـة .
صَعودا ً فِي ثوانِي السَّاعة حَمِلتُ مِنديلاً مُببلا ً أمسح مَا عَلِق في مرآتِي مِنْ رغباتٍ
عارية لن تُثمرها دموعِي توسلا ً وَ لن تُـحييهَا ثوانِي لقاءك !
[
]