الأغنية بين .. ( هريس ) .. الذوق .. و ( شكشوكة ) .. الذائقة !!
فيما لا يزال مسلسل هبوط أسهم المطربين مستمراً
دائما تبنى الاغنية علي ثلاثة عناصر هي الكلمات واللحن والأداء اذا فقدت عنصرا من العناصر الثلاثة لا يطلق عليها اغنية.. فترابط الثلاثة مع بعضهم البعض يكون سبب نجاح الاغنية كيف يكون الترابط ..
بأن تكون كلمات الاغنية في نفس قوة اللحن ويأتي دور المطرب الذي يمزج الكلمات واللحن باحساسه. فيبذل كل من اصحاب هذه العناصر قصارى جهدهم للوصول الى اغنية خالدة ولكن ما يحدث الآن مغاير لما في السابق. فالطاغي الان نفوذ المال هو ما يسيطر على ذوق الجماهير دعونا نقسم كيف يكون نفوذ المال:
اولا : شاعر يملك نفوذا عاليا ومكانة اجتماعية مرموقة ويبحث عن مطرب صاحب مكانة فنية كبيرة فتغنى قصائده وان كانت تلك القصائد دون المستوى فالمطرب يبحث عن الربح او المادة فهو مستعد ان يغني اي كلمات فقط من اجل الكسب المادي ضارب الجمهور عرض الحائط مع البث اليومي للكليب السيىء فتجد الاغنية سيطرت على المستمع واخذ يتغنى بها فالمثل يقول: كثر الدق يفج اللحام.
ثانيا : انسان عادي ولكن صاحب مال يبحث عن بعض شعراء الاغنية المغلوب على امرهم او ممن لم يضحك الحظ لهم ليبدأ يساومه على مشاعره واحاسيسه مقابل المال وهذا الشاعر المسكين يعطيه قصيدته من اجل المال وايضا من اجل ان يسمع مشاعره تغنى وان كانت باسم اخر والنتيجة الكثير من الاختلاف بين المطربين على قصيدة واحدة واللحن مختلف او قصيدة واحدة باسمين مختلفين واللحن واحد كما حدث في اغنية »دخيل الحب« بين نوال وطلال سلامة ودائما تكون النهاية السعيدة وصاحب الحق هو صاحب النفوذ.
ثالثا : وهذه هي المأساة الحقيقية مطرب شاب يبحث عن شاعر كبير ذو تاريخ طويل مع الاغنية ملحن ذا صيت عال حتى ينطلق كالصاروخ.
فالمطرب الشاب هذا يريد ان يختصر الوصول الى القمة فتجاهل جيل الشاب الذي ينتظر فرصة غناء قصائده وذلك الملحن الشاب (واضع تحت مسمى الشاب خط احمر) الذي جهز الكثير من الالحان ولم يجد من يستمع اليه.
اعزائي ألم اقل لكم انها مأساة حقيقية.. ما ذنب هذا الشاعر الذي يملك قصيدة قوية ولكن لا يملك المال الذي يوصله الى النجومية وكذلك حال الملحن فاذا لم يتعاون معه المطرب الشاب من الذي سيكتشف ابداعاته؟ قد يقول البعض كل منهم يبحث عن الافضل لنفسه وانا اقول كل تلك الاسماء الكبيرة ظهرت مع اسماء شابة وكونوا ثنائيات وثلاثيات وساروا في طريق الابداع وفرضوا اغانيهم بابداعهم وليس بأموالهم. وما يحدث الان من سقوط الاهرام الغنائية هي بسبب سيطرة النفوذ الذي فتحت بابا للمجاملات واكبر الادلة هي الالبومات التي نستمع اليها من البوم نوال الى عبدالمجيد الى طلال الى احلام وليس هذا افتراء وانما هي حقيقة صرخت بها تلك الاسماء.