أن أضمكِ لِسماء قلبي كَسحاب ليالي صيفية
تَعزف لكِ خَلف الأضلاع مُوشحات جُيوشها أوركيد التوق , وشقائق النُعمان ثورة الحنين لِمبسم الورد
المُتراقص شوقاً , وعلى أغصانِ النبض قصائد تُحي قوافي الأماني المُحلقة بكل حلم يَحمل صوتكِ إليّ
حتى ظننت تَلال الياسمين بين الحَنايا ذابت حَلوى دمشقية مِن شّدة الأشجان, فغَنت لها طُرقات فيروز
" وهب الهوى " وزرعتكِ بِعناية في خفق صدري مواعيد واعدة وإني وكُلي وأشيائي لإرضكِ
أُورق وطناً , ولبحر عينيّك أجمع أفراح شواطئ البندقية أمنية بيضاء ترسو على مؤانئك ..
و أًحبكِ, لازلت أحرض بها اليَمام لِتمسك بِقلبي وقلبكِ ونمضي نحو زمنٍ ملون, قوسِ مطره يَنهمر مَواسم
الحبّ وأشياء شهيّة تُشبه آمال حِكايات الصّباح النديّة , و ما أرق وتر الإحساس المُسافر لِوريدكِ لو تَعلمين .
هاتي حنانكِ والربيّع حتى تَخضر حواسي فتغدو الأغاني في فمي سُلافاً تَطوقكِ الأشعار ضاحكةً
وأنتِ أقرب بِكثير من رغبةٍ أسكِنُها أعماق الرّوح رياحين حياةً , كُل ذلك وأكثر
منْ الحبّ في الخفاء والعلن أنثُره بين يَديكِ عطراً تُرجمان رسائله لا تشيّب بالنسيان ..
إن تَجاوزتني ساعات بعض وعَودي , وسرقت الأرصفة بَعض طَيفي و... و ......
أُششش ....
بِربكَ كَم أنتَ لئيم حِين يَجوع قَلبك , وتَسرقك ألفُ خُطوة من مقاطع اللهفة , لا يهُم .. حَجم الوُعود المؤجلة
مَا دامت الأنفاس غافية وآمنة بِقرب دقاتِ قلبك .
أعطني يديكَ ...
ها أنا في الجِوار , و بيدي قَنينة مَنشطرة تفُوح بِحُلم صَغير, تَستيقظ الفصول وكل لغات العَالم في دمي ,
ملامح مَدائنها سَنابل التَحنان , تَنتظرك على مَسافاتٍ اللهفة , كحمامة الصّبابة هَديل شُعورها ما بين
النبضة والنبضة رياض زّهرٍ أيَنع الرّمان كُل أمنياتها في الطَريق إليكَ تَكتمل , كَما اكتمال القمربدراً بين
نجمات السّماء .
يا مُلهم الأشواق ..
مُد يديك فأنا أقف في مُنتصفِ الغَرق إن لم يكن كله مِن رواية هَوانا علني أجدكَ مع خطوط الظّل التي تستهوي
أناملها الرقص على نَوتات ضّوء الشّموع المُتسللِ عشقاً لِيذّوب مع سُمرة القَهوةِ ممزوجاً السكر في أقداح العمر
أعياداً أرجوانية المدى , تَكتسي أثواباً حالمةً الحُسن , تُوت ابتسامها بهجة للنّاظرين , وباذخة النعيّم .. لا تهرم .. لا تُهزم
عندما تُباغتها زفرة خيّبة خَارج زمن الفَرح .
ربّما تَحتاج أن أمُد يدّي أكثر وأقَترب, فأنا وصدى صّوتكَ وتَفاصيّل أخرى لاتنام بين الهدب والهدب ,على الوعد
التحفُ وشاح الأمنيّة البيضاء, ولم أعد لعالمي .. فظّل الجهة اليُسرى منكَ يُخبرني أني بِخفق الصدر قَريبة ,
لكن الغَمام يَشي أن المسافات طَويلة السراب
وأنّ خلف حُنجرة المُوسيقى لِحظات نادرة , مُذهلة , لكنها نَحيلة الأوتار, وعطشى على شُرفاتٍ اللقاء .
مَا زلت أنتظرك وإني لك من المنتظرين فذلك الجسر وتلك الطريق المليئة بالماره
تُنازعني بَداية بُحة الأسئلة , ونهاية خَيبة الأجوبة , في زحام تَعثرِ الكلام على شفاه الغُربة .!
ونسيت حين قاطعتُكَ همست للمرة الثانية لي بـِ .. و تَمطّى تيّه الصّمت إلي ذات عناء , و وجدتني مبعثراً
في مُنتصف الطريق, وادركني جَفاف الحَديث يوماً ما أنا و وعدي إليك , فلا تعتبي ..
ألهذا الحد يا جَرح قلبي الناعم يكون للحلم الشّهي لذّة عَناقيّد العِنب فيكون سَقفه أبعد مما نظن مِن طعمِ الخذلان ..!
وأنّ بعض الأقَدار الهشّة لابد لك من أن تُنصت لها بِذاكرة لا تَتسرب أحاديث أمسها .!
ومِن تلك الطَريق البعيّدة ....
وإنارة الرصيف الأوفى بَحثتُ عن بَعضكَ , وعن كُليّ فلم أجد صَوتك الآن إلا كَحفيف الشّجر
سَاعة الخَريفْ , وجُيوش زّهر مُصفر, وطَاولة باردة تَحتضن مَقعدين , لم أعد أنتظرك
فقط كُنت على موعدي مع القَهوة التي أحب رائحتها منِ أجلكَ يا سيد الغِياب .
( ما هي إلا انعاش للحروف التي هجرتها)