مواقع مستترة 3- فـــقد

[عبدالله مشري]

فقد ليس كالفقد
عندما يغير الآخرون بوصلة التقدم ويحاولون
تشويه خطوط الطول والعرض يرسمون مواقع غير المواقع وألوان ليست ألوان
حين تحترق كل مدنك وحقولك التي نمت معك ماذا سيبقى منك ؟
لن أنسى حينما كنت اسرق من صوتي نبض المسافات
واهمس في كل مكان ابحث عن قدومك
تسلقت كل شيء لأتوارى عن الوجوه كي أصل إليك
كي لاتسحق دموعك المتناثرة ما تبقى مني
اعرف أنها غضبة الفقر وانسيابية القهر
لماذا أنا الذي يتعفن كل الكلام بداخلي ولا استطيع أن أقول لا...؟
رغم أني أشفق على ماتبقى منك إلا انك هزمتني في لحظة انفعال
اذكر تلك الكلمات التي رددتها كثيرا ...
(لقد خسرت من أعطاني كل شيء)
خطوات نازفة للبحث عن الذي سكنني بدون
استئذان كنت عالقا في عنفوان كبرئاك ...
أثقلني هم الخوف عليك وللمحافظة على تقاسيم وجودك
تنازلت عن حقي في اغتيال ساعاتك وبحثت عن متاهات الوصول
أعين تترقب انكساري وعقول ترسم لي صور شتى
هل أنا الآن أعرفك أم أنني حلمت بوجودك في زمن لم يكتب بعد...؟
كانت الصرخة الأولى تزهر حقيقة من تكون.
رغم البكاء إلا أنني تدثرت بعباءة الاحتياج كي تبقى قريبا والجميع كلهم يرحلون
لن يكون جديدا أن تكون رحلة الفقد قد بدأت في عنوان لقاءك
أدرك الآن بعد هذه السنين الثقيلة انك ضوء سطع مرة واحدة ثم انتحر
وأنني من استقبل انهمارك وصرت أجمعك من كل اتجاه
وأني أغرقت دمي فيك وأسكنت جروحي ضوء عيونك
تتلاشى كل انكساراتك وتستقر أنت في هذا المكان
الأبدي الذي زرعتك بداخله ..
إنها محطات العبور لدقائق العمر المتسارعه...
لن تستفيق من هذا المكان حتى أعود محملا
بزهور لم تتمدد قوائمها بعد..