أُخَبِّئُ تَفاصِيلَ الْشَوقْ حَكايَا لَيلْ وشَقْشَقَة عصَافِيرِ الْفَجرْ
لـِ تُغَرِّدُ فَوقَ أَغْصَانِ الحَنِينْ
وَنَكْهَةُ الْقَهْوَهْ تُرَاوِدُ خُطُوطَ طَيْفِك لـِ تَغْرَقَ بِأَنْفَاسِكَ أَكْثَرْ ولَايَخْلُو مسَائِي
دُونَ أَنْ يَخْتالَ بِكَ غِبْطَةً وغُرُوراً لـِ تِمْلَأَ صَدْرِي بـِ نَبْضِكَ .. الْأَمطَرْ .!
يَاعُصَاراتِ الْشَوقْ الْمُخْتَبِئَهْ خَلْفَ حُبَيْبَاتِ اللِّقَاء وَأَهْدَابِ الْحَنِينْ
الْمُلْتَفَّهْ بِلَفَائِفَ حَرِيرِ تَقاسِيمُكَ لِتَحْتضِنُهَا شَوقُ الْسِنِينِ الْعَارِمَهْ .!
جِئْتُكَ أُخَبِّئُ مُقْلَتَيَّ وَقَدْ ذَابَتْ مِنْ أَنْفاسِهَا زَمْهَرِيرُ الْعِتَابْ
جِئْتُكَ بـِ أُمنِيَةٍ مَلِيئَةٍ بـِ الأَجْنِحَةِ عَلَّكَ تَصعَدُ بِِيْ إلى الْسَمَاءْ .!
جِئْتُكَ بِنَشْوَةِ الْمَطَرْ وَإجْتِيَاحِ الْمَاء لـِ عَرْشٍ مُسَافِرٍ كَالْبَرْقِ خَلْفَ
غَيمِ الْجُنُونْ .!
وَأَرَاكَ هُنَاكَ يَزدَادُ بِكَ الأُفُقُ إتِّسَاعَاً وتَمْلَأُ الْرُوحَ بـِ أحلامِ الْسِنِينْ
جِئْتُكَ وجُيُوشُ الْهَوَى وجَوارِي الْحَنِينْ تُهرْوِلُ لـِ الإرْتِمَاءِ عِندَ عَتبَةِ أَشوَاقِك
أَلْهثُ بـِ طُفْلَةٍ تُشَاغبُنِي تُوشْوِشُنِي أَنْ أَعْبثَ بِجِوَارِكَ والْمَطرُ يَمْلَأُنِي بِكْ .!
لَاأمْلِكُ قُدرَة الإسْتِيعَابْ بِأَنِّي وعَلى ذَاكَ الْطَرِيقِ الْمُؤَدِّي لـِ الحُلُمْ
صَادَفْتُكَ بَعدَ أَنْ أَقْفَلْتُ كُلَّ بَابٍ يُدَكُّ فَوْقَ وَقعِ الْنَبضِ الأَصْغَرْ .!
أَتسَائَلُ دَوْماً .. هَلْ سَتُحِبُّنِي .؟! كَما وَشْوَشَ لِي الْخَيالْ !
أَمْ أَنَّ شَغبَ عَاطِفَتِي أَبْقَتْنِي عَالِياً بـِ أَحْضَانِ الْسَمَاء .!
يَابَدْراً يَسْكُنُ آخرْ مَدَى مِنَ الْتَحْلِيقْ وَأَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَدَارَاتِ أَحْدَاقِي
يَاأَنْفَاسُ إحْتِرَاقَاتِي وَشَغبٌ يَرْقُصُ بِـ النَبضِ فِي أَعْمَاقِي .!
هَلَّ أَخْبَرْتَنِي بـِ أَنَّكَ سَتَخْلُقُ لُغَةً خَالِيَةً مِنَ الْتَلاحُمِ مَلِيئَةٌ بِالْتضَادْ
مِنْ أَجْلِي .!
وَأَنَّ قَصائِدُكَ لَمْ تُخْلَقْ سِوى لـِ جِيْدِي وَمِعْصَمِيْ !
وَأَنَّ فَواصِلَ هَذَيَانِكْ تَخْتِزلُ صَخباً يُرَاوِدُ جُنُونَ هَذَيانِي .!
يَاوَطَناً يَحْتَضِنُ كُلَّ دَرْبٍ لـِ غُرْبتِي وَإغْتِرَابِي
وَغُرْبَةً تَصْنَعُ مِنْ أَجْوَائِي إحْتِوَاءاً لـِ أَوْطَانِي .!
هَلَّ أَخْبَرْتَنِي أَنَّكَ سَتَصْنَعُ زَوْرَقاً مِنْ وَرَقٍ دُونَ مَجَادِيفَ تَخْتَرِقُ الْمَدَى
وتَغْرَقُ وَأَغْرَقُ ويَغْرَقُ بِنا الْحُلْمَ والْأَمانِي .!
وَأَنَّ سُلْطَانَكَ لَمْ يَطَأَ عَرْشَاً غَيرَ عُرُوشِ مَملَكةِ أَزْمَانِي .!
هَلَّ أَخْبَرْتَنِي أَنَّكَ سَتُغَيِّرْ مَعالِمَ خَارْطَتِي لـِ تُعِيدَ تَرْتِيبَ مسَارَاتِي
وَتَصْنَعُ مِنْ سَحائِبِ الْحَنِينَ خَمِيلَةَ رَبِيعٍ تُزْهِرُ لَهُ أَلْوانِي .!
أَخْبِرْنِي أَيُّهَا الْقَادِمْ مِنْ زَمِنِ الْمُحَالْ لـِ عَرْشٍ مَبتُورِ الْوِصَالْ
هَلَّ أَخْبَرْتنِي عَنْ عَصَا الْشَوقَ بِحَوزَتِكَ كَيفَ تَخْلُقُ مِنَ الْعِتابْ
لَحْظَةٌ تُنْبِتُ بَيْنَهَا جَنَّةُ اللِّقَاءِ الْمَفقُودَهْ بِالْغِيَابْ .!
هَلَّ أَخْبَرْتَنِي أَنَّكَ مِنْ أَجْلِي سَتَخْرِقُ الْقَانُونْ
وَتَسْتَعْمِرُ بـِ جيُوشِ إجْتِيَاحِكَ أَرْكَانَ وُجْدَانِي .!
يَاغَافِياً بَينَ الْعَيْنْ والخَاطِرْ ومُسَافِراً مِنْ هَدبِ الْشَوقْ
لـِ إغْمَاضَةِ جِفْنٍ يَحتضِنُ أَجْنِحَةَ الحُلْمِ الْصَغِيرَه .!
هَلَّ أَطْفَأتَ بـِ إجْتِيَاحِكْ نِيرَانٌ تُسْعِرُهَا أَحْزَانِي
هَلَّ أَسْكَبْتَ بـِ عَيْنَيْكَ أَقدَاحَاً تَتَدَفَّقُ مَطراً بـِ الأمَانِي .!
هَلَّ إسْتَجْمَعتَ جُيُوشَ إحْتِلَالِكْ وَأقَمْتَ مَملكَةً فَوقَ سُكُونِ عَرْشِي
تُطْفِئُ جُنُونَ نشَوْةْ إحْتِياجِي .!
سَأَكُونَ بَينَ فَوْضَوِيَّتِي وَنَبْضُكَ الْسَاكِنْ فَوْقَ عَرْشِ الْغِيَابْ
أَلْثُمُ الْشَوْقَ وَأَلْفُضُهُ نَشْوَةُ أَمَلٍ يَرْقُصُ بَهْجَةً عَلى بُقعَةٍ مِنْ بَقَايَا عِطرْ
لَاتَنْفَكُّ عَنْهَا يَمِينُكْ .!
فَتَعَالَ .... تَعالَ ... إلَيَّا ... دَهْراً
ولا يَكفِيني .!
,