يحاولون تعميم ثقافتهم الفكرية الغربية ومحو هويتنا الدينية
وإرثها الحضاري الشرقي
وبمباركة بعض المرجعيات المشبوهة يقتطفوا منها شوائب غريبة
لا تمت لدين ولا تقبله الفطرة البشرية
ويقدمونها في غلاف ديني تلتهمه عامة الجهلاء وظلمة الجاهلية
لتحقيق مأرب في نفس يعقوب
تارة بأسم الديمقراطية وتارة اخرى حقوق الانسان
وحداثة الفكر الديني
واصبحنا نمتلك كل آليات القوة دون وعي أو ترويض لشراسة الطغيان
وصنعوا لنا دينا يتفق مع اهدافهم الذي تحققه مجموعة غريبة من البشر
تحت مسمى الاسلام ودونهم كفار يجوز لهم القتل والذبح
كما لو كانوا امتلكوا الحساب ومفاتيح الجنة لاتباعهم
ظنا انهم شعب الله المختار
يصدرون فتواهم مسبوقة الدفع مسوغة بصكوك القدسية
حتى اصبح الوطن العربي وليمة دسمة فوق مائدة العدو
نحن خير امة اخرجت للناس اختلطت الرؤى السديدة
وتعثرت الخطى الرشيدة بحثا عن فهم جديد للعقيدة
ألم يأتينا اليقين واضح البيان أم أنه هيأوا له سيفهم البتار وقوافل التتار
فلا تنصاع لوسوسة هؤلاء الابالسة فتاريخك ايضا ذاخر بأمجاد دينية
وامثلة بطولات تاريخية بعيدة عن هذا الفكر الغاشم
ان هذا السر يفتح طريق الخلود امام ثوار التنوير والتحرير دائما
هو نفسه الذي كتب الخلود لأسم هذا البطل العربي
الذي فتح الاندلس منذ اكثر من الف عام وبقي اسمه حتى الان
ولا شك ان وجهات النظر تختلف في السر وراء أي عظيم
وأي خالد في حياتنا
ولكن بالنسبة لطارق بن زياد أرى لأنه عاش طفولته معذبا
نتيجة لانه مظلوم
فقد كان اسمر اللون والاتجاه العام يحط من شأنه مثل كل زملائه
حتى لقد تمرد علي لونه وتمنى لو مزق الجلد الذي يعطيه لونه
وأمتلأت نفسه بالثورة علي الظلم
أحس ان بركانا في أعماقه يريد ان يدمر كل شيء
وكان أمامه طريقان اما أن يستسلم لرغبة التدمير
واما ان يكون عظيما سائرا في طريق المصلحين
فهكذا كل مظلوم اما ان ينحدر فيكون مدمرا واما ان يسمو فوق جراحه
فيهب حياته لنصرة المظلومين
وتتوقف خطواته علي المباديء التي يدين بها كمعتقدات في حياته
ولذا ارتفع طارق الي الدرجة العليا في السمو لأن مباديء الدين ادركته
دخل الدين الاسلامي وامتلأ بمبادئه في العدالة
وسرعان ما جعل الجهاد في سبيل هذه المباديء هو الخط الذي لا يحيد عنه
ولولا ان طارق عانى من الظلم ما وهب حياته للمظلومين
ولولا ان مباديء الدين الذي اعتنقه ألهمته السمو
لانحدر مع احساسه بالجروح
ولولا اندفاعه في طريق الجهاد كأسلوب يحقق به مبادئه
ما كتب اسمه في سجل الخالدين
لولا هذا كله ما دخلت الاندلس تاريخ الدولة العربية
التي بلغت اتساعا هائلا
حين عبر طارق ميناء طنجة وكان حاكمها الي ارض اسبانيا
ورفع عليها راية الدولة العربية الكبرى التي تمتد
من المحيط الي ما وراء الخليج
وهذه المباديء نفسها _ الدفاع عن المظلومين _ علي هدي المباديء العليا
والجهاد الدائب المتصل ستظل علامات علي طريق الخلود امام كل الثائرين
لسنا في حاجة الي عُقد طائفية ولا عقائد فلسفية للسفهاء المبتدعون
فلننأى بدين البشرية عن عبث من ابتعدوا عنه كمرجعية
لذلك علي العقول ان تنتقي من التراث المنقول
ما يتماشى مع كتاب ربها وسنة نبيها
وألا تدار من أضرحة القبور فاقدة وعيها
26 _ 4 _ 2015
،،