come out ,, come out ,,
where ever you are
لعل إشارات من ذلك الغيب تتجلى في أحلامي ،،
في صور أفراح غامضة وكوابيس ثقيلة ،،
سرعان ما تتلاشى في كون النسيان العنيد ،،
مخلفة في النفس قلقا ً يتلاطم مع الواقع الصلد ،،
ناشرا ً تساؤلات عديدة ودعوات مغرية للرقص والتنقيب ،،
ويأبى العقل أن يصدق الفراق أو يتعلق بأمل ملون ،،
ما هي إلا خدعة سخيفة لا معنى لها ،،
ولضمان العيش تقوم يد الحياة بمحو الماضي محوا ً تاما ً فكأنه لم يكن ،،
هنا ينفض الضوء والطقس والأنفاس والأصوات من حولي ويعلو البكاء لأول مرة ،،
وتمر فترة لا أمان فيها وكأنني أهوى في فراغ ،،
ويمر دهر حتى آلف الصخور وكأنما رجعت إلى موطني المنسي ،،
وينسكب الدفء في صدري ،،
ويحتويني حضن ستبقى ذكراه معي طويلا ً ،،
وتمر كذلك فترة يتذكرها الحالمون جنة وارفة متناسين متاعبها وأشجانها ،،
لا أمان ،،
اقتحام صوت مزعج أو مداعبة قاسية ،،
ورضع الحزن من لبن أم لا تصفو لها الدنيا ،،
وغزوات عدة تفسد مذاق الحياة ،،
ثم تتطفل المسافات بثقلها لتصب الوافد الجديد في قالب مهذب ،،
كل أولئك أطفأ مشاعل المجد وأحل روح التشرد مكان زهو العظمة ،،
وفي زحمة الغياهب تعترض سبيلي غمزة عين ،،
وفي وقدة الاشتعال داعبتني نسمة متألقة بالحنان ،،
وفرحة واردة من الغيب ،،
وكالعادة جرح لا يزول مثل هذا الوشم ،،
يا له من عهد طويل ،، أتذكر ؟!
ويا للشباب الذي ينطوي بسرعة البرق ،،
هل من عزاء إلا أن تتملى الحياة ساعة فساعة ،،
بل دقيقة فدقيقة ،، قبل أن ينعق غراب الغروب ؟! ،،
مضى عهد البراءة ،،
ولحق به العهد الذي كانت تؤرخ فيه الحياة بالحب ،،
اليوم الأشواق كثيرة إلا أن المحبوب مجهول الكنه ،،
فلم يجد على محبه إلا ببعض الأسماء ،،
فهو الحقيقة ومسرة الحياة ،،
والسفر فيما يبدو طويل ،،
وكأن المحب قد استقل قطار " كونت " ،،
فمر بمحطة اللاهوتية التي كان شعارها " نعم يا أبي " ،،
ويطوي الأرض في إقليم الميتافيزيقية التي شعارها " كلا يا أبي " ،،
وعن بعد تراءى خلال المنظار المكبر " الواقعية " ،،
وعلى قمتها قال لي ذات يوم " افتح عينيك وكن شجاعا " ،،
فسجل حينها شعاره ،، وها أنا على ذات الطريق ،،
هذا منظر السماء يخاطب الوجدان بلسان الوجد ،،
فما أجدره أن يستلهمك طويلا ً لتتأمل موقفك من الحياة في مطلع تاريخك الجديد ،،
أخبريني يا ذكريات عن لذة الموت ،،
لماذا لا تحاول أن تثب من نجم إلى نجم ومن كوكب إلى كوكب ،،
كما تثب من درجة إلى درجة فوق السلم ؟! ،،
فهاهي الأرض بحيث أنزلها الكون جارية صغيرة للشمس ،،
والقمر الغبي في أثرها يعابثها وهي تقطب له بجانب من وجهها وتبتسم له بجانب آخر حتى فتر حماسها فاستقرت سماتها جبالا ً ووديانا ً ثم حياة تدب ،،
آه يا عزيزي ،، لا أخفي عنك بأني ضقت بالأساطير ذرعا ،،
غير أني في خضم الموج العاتي عثرت على صخرة مثلثة الأضلاع ،،
الفلسفة أسطورة المزاج ،،
والدين نبع الحياة المتدفق ،،
أما الفن فمتعة سامية وامتداد للحياة غير أنه بالقياس إلى الحقيقة يبدو فنا ً أنثويا ً ،،
وفي سبيل الحقيقة تراني مستعدا ً للتضحية بكل شئ إلا ما يمسك علي الحياة ،،
أما عن مؤهلاتي للدور الخطير فعقيدة ثابتة ووسامة بلا إفراط وحب خائب وأمل في الجنون ،،
أيها الشريد احذر أن تسخر من أحلام الشباب ،،
فما السخرية منها إلا عارض من أعراض مرض الشيخوخة يدعوه المصابون به بالحكمة ،،
وتسألني هل أؤمن بالحب ؟! ،،
فأجيب بأن الحب لم يبرح فؤادي بعد ،،
فلا يسعني إلا أن أقر حقيقة الإنسان
ألا زلت تؤمن بخلود الحب ؟! ،،
ليس الخلود أسطورة ،،
فلعل الحب ينسي كل شئ في الدنيا ،،
ألا يمكن أن تكون تلك المثالية التي أضلتك طويلا ً في مجاهل الخيال وأسالت منك الدمع مدرارا ً فوق مذابح العذاب ما هي إلا عاقبة محزنة لعبث فكرك ؟! ،،
تتطلع إلى النجوم مدعيا ً لك نسبا ً في مداراتها ،،
صراع وألم والحياة ليست سهلة ،،
أيا ( ،،، ) ،،
لم تتردد قبل التفوه باسمها ؟!،،
حتما قطعت شوطا ً في طريق النسيان ،،
مررت بطور الجنون فطور الذهول فطور الألم الحاد ثم طور الألم المتقطع ،،
كأنما خلقت لأتفقه في قاموس الألم ،،
الآن قد يمضي أسبوع بأكمله فلا تخطر على بال إلا حين الاستيقاظ بعد ليلة مسهدة أو سهرة ملونة ،،
ويتفاوت تأثرك ما بين حنين ينبعث معتدلا ً أو حزن يمر مرور السحاب ،،
أو حسرة تلسع ولا تحرق ،،
إلا أن تثور النفس بغتة كالبركان فتدور بك الأرض ،،
وعلى أي حال غدوت تؤمن بأنك ستواصل الحياة بلا الشوق ،،
ومهما يكن من أمر فامقت ما حييت الأسر واعشق الوجود لذاته ،،
سعيد من لا يفكر في الانتحار أو يتمنى الموت ،،
سعيد من تتوهج في قلبه شعلة الإحساس ،،
وخالد من يعمل أو يتهيأ صادقا ً للعمل ،،
حي من يتأثر الخيام بكتاب وكأس ومعشوق ،،
والقلب اللهج بالآمال ينسى أو يتناسى أي شئ إلا الباعث لها ،،
حسبك أن الغرام ما زال حقيقة ،،
وفي الخارج لم يتوقف المطر عن التساقط بلا وضوح ،،
وقعقع الرعد ،، ولمع البرق ،، وأقفر الطريق ،، وسكت الصياح ،،
الماضي ،، حقل التجارب ومراح الأحلام ،،
ومن ينبوع ذكرياته يمتلئ القلب الآن شوقا ً وحنينا ً ،،
ومسرة يغشاها حزن وان ٍ كسحابة شفافة تغشى وجه القمر ،،
الأيام الزاهرة وما أودعت من جميل الذكريات
وجدتني الليلة معك أعود إلى ذكرى واكبت مولد الحب ونموه الباهر ،،
أتذكر ؟! ،، أيام تحفل بساعات لم أشهد لها مثيلا ً في حلاوتها وبهجتها وأفراحها ،،
وثرائها العجيب بأجمل الآمال وأعذب الأماني ،،
" هل ستذكرني ؟! " ،،
آه ،، ذكرى أيام أحمى من السعير ،،
وأجمل من الأساطير ،،
وأعذب من الأحلام والأغاني ،،
هي التراث الخالد ،،
ووصية الحب الباهر بصوت الزمن في القلب والضمير ،،
فإلى لقاء يا عزيزي ،،