رونق النسيم

[شاهين الشريف]

‏







‎ قولي كيف
اخلص قلبي
من هذا النزفِ !
اخبريني كيف
اقلص دربي
من سمات الوصفِ !
أو اتركيني لفقدي
اخصص هدبي
لويلات الحرفِ
أتوه فيه بطبعي
امنحه قربي
ويمنحني هو
سموم العرفِ
و أقاوم الترهيب و العناء
و أحارب كل
قاتلات القطفِ
و احوم على
مخيلات المنى
لعلي أجدني
في الذرفِ
آو أجد شيئاً مني
على إيقاعات الطرفِ
أو أصاحب كل منفي
و اشدو على اللاجئين
صاخبات الهتفِ























‘’

بقلمي



‏

 

[شاهين الشريف]

‏






‎ لم أقل أن أشعة الشمس
ك ضياء جبينك . . حبيبي
لأن نور وجهك
أحلى مائة مرة ,
لم أقل أن شعاع القمر
ك وميض عينك . . حبيبي
لأن ضوء مقلتيك
أبهى ألف مرة ,
لم أقل أن نسيم الفجر
ك أنفاس حنينك . . حبيبي
لأن مسك شهيقك
أزكى مليون مرة ,
لم أقل أن نعومة الحرير
ك ملمس ثناياك . . حبيبي
لأن رقة منسمك
أجلى مليار مرة ,
لم أقل أن بياض الياسمين
كسطوع سموك . . حبيبي
لأن سماء روحك
أصفى بليون مرة ,
( لا تشبيه بينك و بين الجمال
لأنك أنت منبعه
و لا مضاهاة بينك و بين الدلال
لأنك أنت مطلعه )
حبيبي . . .
أنت مثال المثالية للنقاء
و أنقى
و أنت من الحسن
أعلى بدرجات لا تعد
و أبداً لا تحصى . . .





















‘’

بقلمي



‏

 

[شاهين الشريف]

‏






‎ أيا واهجة في السماءِ
ما لقلبي في صدري
ضياء بدونكِ
أيا رائجة في الثناءِ
ما لقلمي في السطرِ
تألقاً بلا جفونكِ
فتأملي
مرآة البهاء تأملي
لتناظري عيونكِ
فأنا و رب كوني و كونكِ
عاشقكِ
مغرمكِ
محبكِ
و . . . مجنونكِ






















‘’

بقلمي



‏

 

[شاهين الشريف]

‏






‎ حُبُّكِ هَذَا
لَيْسَ لَهُ مَبْدَأ
تَارَةً يَثُورُ ،
تَارَةً يَهْدَأ
يَقْتُلُنِي بِغَمْرَتِهِ
بِلَا قَصْدٍ
وَ تَارَةً يَقْتُلُنِي عَمْدَا
مَرَّةً يُهَدْهِدُ
فِي قَلْبِيٍّ كَبُلْبُلٍ
وَ مَرَّةً يُزَارُ
كَأَنَّهُ أَسَدَا
مَرَّةً يُكَرِّمُنِي وَ يجعلُنِي
سَعِيدَ الشُّعُورِ
وَ مَرَّةً يُطَارِدُ
جُنُونِيَّ طَرْدَا
مَرَّةً يَذُوقُنِي
مَرَّ الشَّوْقُ
وَ مَرَّةً يَطْعَمُنِي
رُمَّانًا وَ شُهْدَا
وَ مَرَّةً يُشْعِرُنِي
أَلَمِ الْفُتُورَ
وَ مَرَّةً يَجْعَلُ بَيْنِيٌّ
وَ بَيْنَهُ سَدَّا
مَرَّةً يُرَاقِصُنِي
عَلَى إيقَاعَاتِ الزُّهورِ
وَ مَرَّةً يُبَعْثِرُ
آمَال نَفِّسِي قَصْدَا
وَ مَرَّةٌ يَكُونُ
شَدِيدَ السُّفُورِ
وَ مَرَّةٌ يَكُونُ
سَلَاَمًا وَ بَرْدًا
وَ مَرَّةً يَفْرَحُ مُهْجَتُي
وَ يُهْدِيهَا السُّرُور
وَ مَرَّةً يَحِزْنَنِي
وَ يغمرني كَمْدَا
حُبَّكِ . . .
لَمْ أَزْرَعْ فِيهِ
اَي بُذور
وَ يَطَّلِعُ
نَخْلًا وَ سِدْرَا
حُبَّكِ مُعْتِم
لَا أَفَهُمْ مَنْ أَيْنَ
يَأْتِيهِ النُّورُ
وَ هُوَ أَيْضا
لَا يَفْهَمُنِي أَبَدَا






















‘’

بقلمي



‏

 

[شاهين الشريف]

‏






‎ إمهَلِينِي
آيَتِهَا الثَّانِيَة
لَحْظَةً وَاحِدَةً ،
لـ اُكْتُب مَعَ كُلِّ جزءٍ منكِ حَرْف ،
لَا يُوجَدُ هَذَيَانٌ أَكْبَر
مِن هَذَيَانٌ العَاشِق الْمَهْجُور
و هُو يُحَاكِي الضَّوْء ،
تَقابلنَا مِنْ قِبَلِ يَا قَمَر
و خَسَفَت أَنْت عَيْنِي
و رَحَلْت عَن جَزَر حنِينِي
لَم أَقَصّ لَك نِهَايَةٌ الْحِكَايَة
و لَم أُهْدِيك قَصَائِد الْمِيلَاد
و لَا لَوْنَ الذِّكْرَى الرَّمَادِيّ
افْتَرَقْنَا . . . بـ جُمُود مُعَلَّق ،
و سَطرتُ لَك آخَر الْكَلِمَات
لَيْلَتَي مِثْلَك غَامِضَة
لَا تَكْشِفْ نَفْسِهَا لـ أَيَّام عُمْرِي
و تكسف شَمْس صَبَاحِي
مِن ضِفاف نَهْر اللِّقَاء الْأَوَّل
و تُجْعَل قَلْبِي الفَقيد يَسْقُط
فِي أَعْمَاقِ الغُيُوم ،
لَا يُمْطِر حَتَّى يَتَذَكَّرَ
أَن أقْنَعَه الْوُرُود كَثِيرَة
لِذَا يُحَاوِل الِاقْتِرَان
بِطَيْف الْإِرَادَة
حَتَّى يَعُودَ لِلْوَطَن الْأُمّ ،
يَعُود لِليَابِسة ،
لكنهُ يفشل فِي كُلِّ مُحَاوَلَة
و يَغِيب حَتَّى عَنْ صَدْرِي . . !






















‘’

بقلمي



‏

 

[شاهين الشريف]

‏






‎ أيا غيوم حدثيتي
عن أمي ،
حتى أنسى الناس
و أنسى همي ،
حدثيتي عن تلك
العسلى الحبيبة
و ذكريها كيف
كانت تغني أسمي ،
تقول لي بصدقٍ
أني عكازها
و أقول لها بحقٍ
أنها دمي ،
تقول لي بودٍ
أني صمامها
و أقول لها بلطفٍ
أنها لحمي ،
تقول لي بقناعةٍ
أني انسامها
و أقول لها برفقٍ
أنها عظمي ،
. . تضحك فتزهر اوجانها
لأقول فديت الضحكة
التي تزيل غمي . .

أيا غيوم مرجئة . . أمطري سلامًا على ربوع أمي . . شفاها من كل علة من له أمري و إليه متمي . . ؛






















‘’

بقلمي



‏

 

[شاهين الشريف]

‏






‎ لَا تَقرأيِني فَرَحًا . . لَا
‎و لَا تَقرأيِني حُزْنًا . . كَلَا
‎إنَّمَا اِقرأيِني فَقَط
‎حَرْفًا مِنْ الْكَلَامِ سَقَط
‎أَو أُهْزُوجَة نَامَت
‎عَلَى غُصْن النُّقَط
‎أَو مُرْثِيَة كَتَبَهَا الْمَوْتِ عَنِّي
‎و جَعَلَنِي مَذْهُولا
‎مَنْ فَرَّطَ حُزْنِي أُغْنِي
‎و أُدنِّدن آهَاتِي
‎و اُراَقص هَمَزاَتِي
و أَعْدُو . . أَعْدُو . . هَارِبًا مِنِّي




















‘’

بقلمي



‏

 

[شاهين الشريف]

‏






‎ عَلَى دَيْدَنِ
الدَّفَاتِرَ الْقَدِيمَة
أَمَزَّقَ صَفْحَة
وَ كَأَنِّيٍّ أَرْتَكِبُ جَرِيمَة
أَمَزَّقَ أُخْرَى
وَ تَبْرِيرِيٌّ أَنَّهَا عَقِيمَة
أَمَزَّقَ ثَالِثَةٌ
وَ أَقْنَعَ نَفْسِي
بِأَنَّهَا لَيْسَتْ سَلِيمَة
أَمَزَّقَ رَابِعَة
وَ أَقُولُ أَنَّ
الرَّابِعَةَ غَرِيمَة
وَ أَمَزَّقَ الْخَامِسَة
وَ أَرَى كَلَمَّاتِهَا
مَنْقُوصَةَ الْعَزِيمَة
وَ أَمَزَّقَ السَّادِسَة
لِأَنَّ زَوَايَاَهَا سَقِيمَة
وَ أَمَزَّقَ السَّابعَة
لِأَنِي ظَنَنْتُ
بِأَنَّهَا عَظِيمَة
وَ أَمَزَّقَ الثَّامِنَة
لِأَنَّ تَشَبُّهَ
أَحَادِيثِ النَّمِيمَة
وَ أَمَزَّقَ التَّاسِعَة
لِأَنَّهَا غَبْرَاء
وَ غَيْرَ مُسْتَقِيمَة
وَ أَمَزَّقَ الْعَاشِرَة
لِأَنَّ حُروفَهَا تَنَاقُض
رَوَّحَ الْغَنِيمَة
وَ أَمَزَّقَ بَاقِي الصَّفْحَاتِ
حَتَّى يُصْبِحُ الدَّفْتَرُ خاوي
مِثْلُ الْعُمَرِ بِلَا أَيِّ قِيمَة

















‘’

بقلمي



‏