إلى من يهمه نبضي

[إيمان محمد ديب طهماز]

يا ألدّ أعدائي و أكثرهم سطوة على جسدي و روحي
أحملك بين ضلوع الصدر لأحيا بك لا لأموت على قيد الحياة
مضغة أنت وتحكمني بالألم لا بالرضا
وتشلّ العقل مني بحروفك الثلاث
كالموت أنت بثلاث حروف تغير مصير الكون ولا تتغير
أي قلبي أيها ال ( قلب ) الحيّ بجروحي والميت على قارعة الحياة
ليت للموت انعكاسات التحجر فأُحيلك حجرا ينطق بلسان عقلي لا بلسان مشاعري
موجوعة بك يا لوثة الجسد
موجوعة بك حدّ الحياة في كوة الموت

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

مريضة بقلبي
وقلبي مريض بي

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

موجع ليل الغربة ولو دثرك الكون برفاهيته
فمابالك بغربة لا عزاء فيها إلا أنك حيّ بلا حياة

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

كيف أسحب أنفاسي
وقد أمسكتها أصابع الدمع مابين شهقة التمرد وزفرة الإستسلام
يالموتي الحيّ حيث انعدام الأرض و تلاشي السماء
يالموتي الجميل حيث بقية عمر في وهم الحياة و حقيقة العدم
يالصمتي المعربد مابين كؤوس النشوة و جنون اللاوجود
كصرخة الجنون أتلاشى في دياجير لن أكون و حقيقة لست هنا
من أنا ياصبر؟!
من أنا ؟!

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

أكتبُني هنا ..
حيث لا يجدني سوى من يختارني بعمق
حيث أتلاشى كفضاء النور في أبجدية العدم
لاأريد لي عالما مزورا
يكفيني من هذا المكان زائر يقرأني في سطور الأزل
ويحتفظ بي كتابا قيما في زوايا الصمت
يكفيني من هذا المكان عتمة لاتشي بي إلا لبعض النور من كوة غائرة
ونثار من لآلئ روحي
ومحارة قلب تختطف لآلئي لعالم آخر
عالم كظلال الملكوت على نوافذ الأبدية
عالم يشبه حقيقة الوجود المستترة تحت أوهام عدمه


إيمان

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

‏27 مارس‏

لأني أحلتك من حجرٍ إلى ذهب .. وكما أكتنف الله موسى في ظلمات البحر إكتنفتك بالروح قبل الجسد
ألقيتُ عليك محبة مني .. ولتصنع على عيني ..
إلا أنك لم تكن بطهر الأنبياء .. ولا شكر الأوفياء .. فاحلت الذهب منك لقضبان لا تكسر وأحطت بها على عجل روحي ..
تملكني يا أنت ولكن لجناحي فضاء عرضه السماوات والأرض .. سيقتلني الذهب لو كان من فراديس الله منزلا فكيف به من جحيم هذه الأرض

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

أيها الأفيون الذي تسربت لدماي على غفلة من مخاوفي
أيها الأفيون الذي تنفستك مع الهواء في ليلات كنتُ فيها محارة حزن تكورت على شواطئ الدعاء .. و يمامة نائحة على أغصان رمضان
تنفستك من حيث لاعلم لي أنك تتناثر فوق أرائك الدموع وتتسرب لأوردتي من حواف سبحتي التي ما حملت حباتها إلا صيحة واحدة : ( يالله )
لم أكن أعلم أنك بقدَر لم أختاره يوما كنت تحيط أشيائي بك حتى انحللت بدماي ..
التصقت بي وجعا جميلا كلما صحوت منه أقسمت ألا أعود فأتعاطاه ، و من ثم توهمني قواي الفتية أني سأصمدعلى هذا حتى الشفاء
أيها الأفيون البشري الموجع .. ما استطعت أن أحلّق بك لخيال السكارى
لكنني عانيت منك صراع المدمنين ..
لا أعلم كيف أدمنتك وأنت وجع من وجع وعذاب من عذاب
على سرر الموت البعيد أتقلب كأشلاء عالقة بفم الموت تجمعها الحياة قطعة واحدة
لا أحد يعلم حجم الفاجعة التي تختبئ خلف ألامي و صراخ جسدي بحثا عنك بعد كل فراق
تجلدني نفسي بسياط الندم ويلوح لي الزمن بأصابع اللوم و ينهال علي عقلي بوابل الشتائم
فأنصاع للنصح وأعقد النية على إخراجك من مسامي كما يزفر الجسد روحه في صرخة ألم لايكبت أنفاسها إلا وقوع المحال ..
و في منتصف الطريق .. حيث سكرات رحيلك الموجعة
تلتف مشانق الموت حول عنقي تأرجحني بين مخالب الهذيان .. و يعلكني حنين خائن بأنياب الإكتئاب .. وتُغلق حول قلبي نوافذ الأمل فيتسربل نهاري بحلكة ظلام مرعب بدونك
وما إن تمرّ ساعات على وجعي حتى أتضرج فوق جحيم الإحتياج بدماء الوهن .. كجثة عالقة بربع روح لا أكثر
و تنهشني غربة الزمان بمخالب ضياع موحشة
ويختلط على الفراغ بالعدم .. والبقاء بالرحيل .. والحياة بعدمها
فأمزقني اربا .. وأبعثر قناعاتي فوق موائد الجنون .. وأثور على صوتي بكتمان مفاجئ .. ألفّه حول حنجرة الكلام
وفي خضم هذا الموت الحيّ يناديني صوتك من بعيد
وأعلم أنك موت آخر .. موت بمقصلة من شعور .. موت بجنون عاشق أحمق معتوه ..
لكنّه عالأقل في هذه اللحظات المتهالكة قطرة حياة بفم الموت
فأسرع كعطاش الأفيون نحوك
لاصوت أقوى الآن من صوت العطش العاطفي في صراع الذات
ولا قوة أخرى تمسك بي وتمنعني عنك رغما عني كما يمسك الطبيب مريضه لحظة نوبات الهستريا التي ترافق الشفاء
من يعلم أني أشد مرضا بك من ذاك القابع في مصحات الإدمان
يحيطونه بالعناية ويقيدونه من نفسه
ويغالبوه ليغلب ضعفه .. ويمسكون عليه غضبه من التمرد اللاإرادي

من يعلم أنك بي أشدّ خطرا وأشدّ إيلاما من ذلك السمّ الذي يجري في عروقه
وأنك موتي الحقيق ووجعي الدائم حتى تخرج ذات يوم مني بآخر نفس يلفظه جسدي نحو حياة لا تقوى على مسّها شياطينك ، ولن تنال منها سموم دنياك
من يعلم أن الإدمان الروحي أشدّ خطرا من الإدمان الكيماوي ، فتقام له المشافي و يتعهد به أخصائيون و ومتمرسون
من ليعلم الآن أني أتجرعك احتياجا لا رغبة ؛ و أني موهنة بك حد الإنهيار

إيمان محمد ديب ( ألحان الفلك )

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

مذ عرفتك توقفت حواسي الخمس وحلّ عنها الإحساس القلبي بشكل مطلق
بت أتصل بحواس الجسد من جهة القلب
وألبس الواقع فيض روحي فينعكس في نفسي على مابه من آفاق وقد غشيه لون روحي وتجلى لي بصبغة الحبّ عالما آخر أجمل مما يراه الناس وأرهف مما هو عليه في حقيقته
اليوم تغيرت الأشياء حولي .. تغير الطريق
تغيرت السماء حتى كأني أراها للمرة الأولى
اليوم بعد مخاض عسير خرجت من زاوية القلب إلى عالم لم أشأ أن أبصره
وكمولودة جديدة في دنيا البشر كانت صرخة روحي تدوي في فضاء جديد
كانت عجلة الواقع تسير بشكلها الإعتيادي .. وتسير الناس بحركة اعتيادية وتتقلب في السماء آيات الليل والنهار
وكنت أقتحم هذا الواقع عنوة كما اختارت لي الأقدار
خرجت للتو من رحم الحب وفراديسه خرجت من حدودك بي إلى مالاحدود له في دنياهم إلى عالم الواقع و طلاسم كوابيسه
كتائهة في زحام الوقت بدأت أتعرف إلى الأشياء بعدك
بدأت أراها من جديد وقد خلعت حلة الأوهام البرّاقة و انطفأ لألاء روحي حولها
فتغير لون السماء الممزوج بنبض الوله إلى بخار من جحيم
وتغيرت رائحة المطر الملونة برحيق جسدك في رئة هيامي إلى رائحة يعرفها الناس في رئة الحياة
تغيرت وجوه الناس من ملامح كانت في دنيا وجودك هائمة كسحاب في طرقات السماء إلى أقنعة تسير بشكل آلي في طرقات جافة موحشة
تغيرت أنفاسي التي كانت على الرغم من اختناقها في حنجرة البكاء أيام ثورات جنونك إلا أنها عاطرة دافئة مطرزة بنسائم الحلم
إلى هواء لم أألفه يعج بأنفاس الألوف سواك و يقبض بيد الإختناق على جام حنجرتي فتكاد تنفطر كشظايا العمر في لحظاته الأخيرة
حتى نكهة قهوتي لم تعد بمذاق شفتيك
لم تعد بمرارة اشتياقي
فقد بدل الهجر لذيذ مرارها إلى علقم الهجر و عبوس دياجيره
اليوم .. كتبت للموت وصيتي الأخيرة
وأعلنت على نفسي حدادا طويلا
وأجلتُ النظر بي حيث كنتُ جثة هامدة فوق شطآن صمتي
فقد بدل الموت الحيّ ملامحي كثيرا
بدل عيوني التي كنتَ روحها فغارت العيون
وشفتي التي كنتَ حياتها فشحبت الشفاه
أمسكتُ بي أضع رأس الراحلة المسكينة على ذراعي الحيّ .. تأملتُ صورتي الميتة بدونك
بكيتها فأغرقت منها ذاك الشحوب المضني و تلك السنين الراحلة
ودعتُها ولازالتُ أنتظر صوتا ما ورائي يناديني ببقية أنفاس و صوتك أنت .
أنا تلك البائسة التي احتملتك فوق ما تعرف البشرية من صبر كي لاأتنفس الحياة برئتي الموت .. كي أكفّ عن جسدي حمم غيابك
وعلى منعطفات العمر أسير الآن بخطى أثقلها قراري الأخير .. أن أقتلني كي أقتلك

إيمان محمد ديب (ألحان الفلك )