اقتباس:
إن التغير لـ الأسوأ هو ما يؤلمنا يا طارق ، القسوة بعد اللين والشُح بعدَ الكرم ، والأنانية بعد التضحية هو التغيّر الذي يجعلنا ننزف
الدنيا تغيّر الجميع .. إلا ما ندر ، وضع تحت ندر ألف خطٍ
أخشى أحيانا من تغيّر نفسي
عموماً ، يجب علينا كما قلت أن نشد الحبل الذي يصلنا بتلك الأرواح التي حلّقت بعيداً عن التغير
|
نعم يؤلمنا تغير من أحببناهم, ومن شددنا وثاق ثقتنا بهم, ومن قدمنا لهم كؤوس عطاءنا مجملينها بأجمل ما نملك, وقدمناها بصفائح ذهب كفوفنا, ووضعناها على موائدَ قلوبنا, ووشحناها بحرير صدقنا؛ لئلا تُلامس أيديهم عند مدّها لِحمل أي كأسٍ من كؤوسنا شيئاً أخشن من حريرنا ..!
وأكثر من ذلكَ قدّمنا ..!
ونرتطمُ بعدها بحيطان ردات فعلهم الخشنةِ الملمس, والمُدَبَّبَةِ السطح, وكأن كلّ رأسٍ على سطوحها عندما يطعزنا بأصابعنا وراحات كفوفنا لحظة قدومنا ونحن نحمل بين أضلعنا آمالاً للحصول على شيءٍ منهم يفرحنا, فكأنَّ كل رأسٍ منها طعنة من طعنات أخطائهم بنا, وسوء مجازاتنا ..!
ربما أشبعنا بعضهم بعذب خمرنا حتى ذهب عقلهم فأخطؤوا بتكريمنا ..!
وربما زادت حلاوة شرابنا حتى نخر السوس بأسنانهم فأفقدهم صوابهم إثر ألم رؤوسهم فأساؤوا استقبالنا ..!
وربما كثفنا شرابنا بمختلف ألوان الغذاء حتى زادت سمنتهم فبقوا مُلقَوْن بمساكنهم على كراسي التجاهل الهزازة لا يسمعون طرقنا بأبوابهم ..!
وحتى إن سمعوها فأحجامهم تمنعهم من الحراك ..!
وربما وربما وربما ....
ولكن ماذا لو أقنعنا أنفسنا بأن تلك الطعنات لم تزدنا إلا صموداً, وأنَ أجسادنا لم تتأثر بها, بل زادتها تحملاً ..!
ماذا لو أقنعنا أنفسنا أنّ كل طعنةٍ ماهي إلا مِصلاً*مضاداً لفايروسات جحدهم العينية قبل المجهرية ..!
ماذا وماذا وماذا ...
....
نعم يا لمى نضع ألف خطٍ تحت ماندر, بل آلاف الخطوط ..
أوتعلمين ..!
أخشى أنا أيضاً من تغيري ..!
وإن أقنعتُ نفسي أنني ربما سأتغير للأفضل فإنني أخشى أن مَن حولي لن يفهموا تغيري أو أنهم لن يتقبلوا تغيرنا, أو أن طرق أساليبنا الجديدة لا تروق لهم, أو أو أو ..
لا أعلم ..
كل الذي أعلمه أنني أطلتُ هنا
والحديث يكثر ويكثر ككثرة تلك الطعنات ..!