إن أمر المسلم كله له خير
يصعب جدا على العقول المائزة و النفوس الطموحة أن تفكر أن مستواها انحدر من أي ناحية
لكن
من فيهم يفكر أن الله سخر لهم هذا الانحدار ليتشكلوا بأعين أخرى، فيقفزوا قفزة أروع من جديد
هذا الانحدار هيأ لهم أن يستلهموا قوة ظنوها في علوهم المتصاعد يكون، و لكن ذاك العلو لم يكن إلا استنزافا
لطاقات لا بد أن تعود للصفر خفوتا لانبثاق مختلف أو شبيها بقوة أكبر
سبحان من خلق من بعد ضعف قوة و من بعد قوة ضعفا و شيبا
هي سنة الله في خلقه،
الفكر و النفس و الروح كلها تمر بنبضات صعود و هطول عبر مدار حياة لها امكانياتها المختلفة من شخص لآخر
و أكبر إمكانية في حياتك هو أنت حين تخلق من جديد لوحدك و طوبى لمن يجدون عونا بعد الله و طوبى لك حين تكون منهم أنت أيها المسلم لتخلق من أخيك إنسانا أفضل و ترحم ضعفه و انحداره إلى ما لا ترضاه فيه
لكل ضعف مكمن قوة عظمى في أجل مقدر، ميسر لك ربما ، لكن لا يتيسر لغيرك و أول خطوة مقاومة من الداخل
له وقت و أجل مبعثه الإرادة
دورك في خلق الحياة لك و للآخرين كبير، من ضعفك تقدر قوة الآخرين و تسعى حثيثا بكل ضعفك لاقتناء قوة
و لك فيها رزق معلوم في وقت معلوم بشرط أن يكون سعيك صادقا و نبيلا
الاختبارات الصعبة تكون في أصعب أوقات حياتك فمن وطأتها تخلق من جديد
في ساعة عسرة قصوى تحتاج فيها يدا تعينك، و نورا تهديك منافذ أمل و حياة، في ساعة الشقوة القصوى
يرديك ألم فوق طاقتك ، فوق تخيلك ، فوق احتمالك،
عسر دامس كليل بلا نجوم و قمر ، يحدث بعده انفراج حال
لتولد
لتولد
رغما عن أنف اللامعقول و الألم الأقصى الذي لم يأتي على خيالك حتى، أو تقدير آمالك و أملك بعد تعب و عناء سنين
تولد
بعين أخرى
بفكر آخر
بقوة أكبر
بحياة أخرى ،
نتشكل نعم ، لم نخلق للرتابة ، لم نخلق كتماثيل / المهمات الصعبة في الحياة، تتطلب ربما آلاما أكبر لآمال أعظم تركن في علم الغيب و لكن تؤمن بها بلا أدنى شك
بين علو همة و دنوها
بعث حياة جديدة لم تكن تتوقعها من نفسك ،
خفوت طاقة كانت وصلت مداها لم تكن لتحملك أنت في لحظة تولد طاقة تأخذ معك أمة
كاملة
بعثا من رماد كل شيء فيك
هكذا يخرج الله الحي من الميت
لا اله الا الله
و الحمدلله واهب النعم و الخيرات في الوجود
الانفراج لا يعني حصولك على مال ، على مشتهاك ،
قد يكون اليسر حصولك على نفسك في حلة أجمل
و هو
أروع يسر و انفراج تكمل به الحياة التي كنت تطمح حضورك فيها
أنت الحياة ،
فعش بنفس سعيدة و لا تكترث بما ليس بين يديك أبدا
فالحياة خير ، فدع وجودك فيها خيرا و اسع حثيثا
لتكن جديرا بالحياة
،