احتماء .... بالضوء ! - الصفحة 6 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
وفاة اخي سلمان حسن عايد الشمري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : سعد سيف - مشاركات : 13 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 518 - )           »          القهوة أكثر من مجرد شراب (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 34 - )           »          مآرِب (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 6 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 80 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 796 - )           »          البستوني ♤ السباتي ♣ الديناري ♦ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 6 - )           »          رضوض الماء (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 50 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 47 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 9 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-13-2011, 06:19 AM   #41
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* وحوش الليل الصغيرة
كل ماهو صغير متحرك يفزعها .. فقط صغائر المخلوقات ما تأخذ حيز الهلع في صدرها ..
ذهنها الذي يجهد حدث الزمان يدفعها لأن تتصور تلك الكائنات تكبر وتتضخم في سواد الليل وتتحول إلى وحش فتاك مفترس ..
لا تحبذ التطرق إلى الأمر مع قريناتها .. وإذا ما حدث ذلك تلوذ إلى الصمت وتترقب نهاية الموضوع بتأفف طازج ..
لا تنتمي لعالم تحيا به هذه الكائنات .. ولا يجول في خاطرها سوى أنها وحوش صغيرة تعيث الرعب في عمالقة البشر ..
أصابعها الصغيرة كانت يومآ تعبث بالرمال تحت جنح مساء منعش ..
ذاك الليل لا يغيب عن ذهنها .. إلى حد أنه التصق بأحلامها فيوقظها والصرخات تبلل صوتها ..
في تلك الليلة .. ملئت المكان بضحكات طفلة كانت تنسج من النجوم وشاح براق ..
وأمها تجلس على البساط .. وترتشف من كأسها جرعات من العصير بطعم البرتقال ..
وقال خالها الذي قدم على عجلة : لا تعبثي بالرمل .. حتى لا يعضك التراب ..
لم تفهم معني ذلك .. وأخذت فرع صغير من شجرة ذابلة .. وأخذت تنكش التراب بضراوة ..
كانت تخاف الليل .. والعتمات المحشوة بالمجهول .. ولولا القناديل .. ووجود أمها وخالها ما جلست على الأرض تناكف الزرع والعشب ..
وتذكرت أن الليل يخفي تحت أجنحته أشباح مفزعة قبيحة .. هذا ما قالته لها إبنة عمها ذات الخمسة عشر ربيعا ..
ما زالت أصابعها البيضاء الممتلئة تقبض على الرمل وتلقي به في وجه الريح التي اكتظ بها مساء صيفي مغبر ..
أظافرها اكتنزت بالذرات وتحولت إلى لون بني اندس إلى حافة أصابعها التي لم تزل تعبث ولا تكل أبدا ..
خيالها الغض والأرعن كان يصور لها أنها ستعثر على كنز تواريه الأرض كما في حكايات جدتها المرحومة ..
ولكن الكنز المأفون تحول فجأة إلى حراك بأصابع قبيحة سوداء كانت تخرج من تحت التراب ..
لأول وهلة حدقت بذلك المخلوق الذي خرج بكبرياء من تحت الأرض أتبعه مخلوق آخر على شاكلته ..
أرادت أن تعابثه بفرح طفلة اكتشفت كائن جديد في عالمها .. ولكن ما كادت تتلقفه بين كفها الصغير حتى ندت عنها آهة أعقبها صرخة ألم ..
أسرعت إليها أمها وخالها يستطلعان أمرها .. بينما كان المخلوق لا يزال يتمرد في يدها ..
كان السم يسري في جسدها .. وأخذت تشعر بخدر في جسدها الصغير عندما سمعت أمها تولول :
- يا الهي إنها عقرب كبيرة .. لقد لدغت العقرب ابنتي ..
وأسرع خالها يحملها إلى أقرب طبيب في المنظقة ..
أبدا لا تنسى تلك الذكرى الأليمة ..
ولا تحب بسببها كل المخلوقات الصغيرة الزاحفة ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-26-2011, 02:19 AM   #42
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** ظلام المصير
ارتجف مكابرآ في تهالك قسماته صوب الشحوب ..
كان يجهر بأن النهار قد تفرغ من الزحام , وأنه قدم بدون رأسه المشنوق ..
بلا قيظ خلفه في مكب الصبح ..وانتحل جسد الزمن القرير ..
نهار أعرج .. بلحظات ممدة بثقل عنيد على جدران يومه ..
فيتوشح بعتمة امتطت كتفه .. ولوحت للدفء بالمثول ..
ظهره الذي قد انحنى شموخه .. لم يعد يجيز الإنتماء إليه ..
لربما أنفاسه المتقطعة حالت دون سكون حجرة تباهت بالفوضى ..
وأعاقت صرخات صدره .. من تدفق الزفير حتى تلوذ رئتيه بأستار الحياة ..
يريد أن يغط هنيهة على صدر النوم .. يريد أن يستريح ..
لكن أقدام العتمة .. المتلجلجة في جوفه .. تقطع عليه السبيل ..
تصول بين دروب الروح بوقع يتعالى صاه في الروح .. ويزهقها ..
كان يضج بالظلام .. فصوته الشبيه بفحيح أسود .. يدوي في أذنيه كنبرة عويل ..
ويمتد دبيب الخيبة إلى مفاصله .. حتى يطحن عظامه الباكية وهنا ..
يشعل سراج ناعس من الذكريات أثناء واعز لصوته بالأنين ..
اقتفاء أثر الفجيعة لا يفلح بين همهمة السواد المفزعة على أركانه ..
لا يغادره ذاك المساء وإن أخفاه في صندوق مطلي بالنسيان ..
قال الرجل صاحب المعطف الأبيض : كن قويآ .. واستعن بالصبر على محنتك ..
وبكت ابنته تخفي دموعها من وراء كتف أخيها الذي قال :
- لنحمد الله أن المرض يمكن السيطرة عليه ..
واستندت زوجته على الحائط .. تلملم العزيمة من لونه السكري ..
وكأن الكواكب قد أطبقت على الأرض فأحالتها إلى نجم بلا حياة ..
صدفة .. غيرت ملامح حياته .. وأحالتها إلى كراديس من الظلال الرمادية ..
كم يكره السواد .. كم يمقته .. وليته رجل ليواجهه كخصم عنيد ويقاتله حتى يهزمه ..
وكأن أفواج الليل سكنت جسده .. ونصبت خيامها على قارعة قواه ..
وكلما ابتلع حبة دواء .. أو تهادى تحت أجهزة تصدر رنينا مقيتا ..
انتابه الحريق .. نيران المصير القادم تلتهب في أوردته .. وتلتهم إخضراره ..
لا يدري هو إن كان على موعد مع المنايا .. أو النجاة ..!
حقآ لا يدري ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-13-2011, 04:04 AM   #43
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* لا معنى للورد
حين أدلج الصبح وهجه .. ورحلت بفتات الليل أسراب الضوء ..
كان قد طاب لتلك القامة النحيلة أن تتجول في الحديقة صباحا ..
امرأة بمحيا هزيل .. مشتتة النظر .. بجبين مغضن بتجاعيد جميلة ..
تنظر إلى الجوري والفل بعينين .. غائرتين ..
وتقترب من الياسمين لتقطف باقة منه تضعها على مائدة الافطار .. كي تفح رائحة العطر ..
سمعت .. صوتآ يأتي من السور المجانب لبيتها .. جلبة وحديث .. وأصوات شتى ..
فأيقنت أن هناك خطب ما.. يدور في منزل السيدة نورة ..
قال صوت أجش : لنتصل بالإسعاف .. تبدو على غير ما يرام ..
وأجابه صوت أنثوي هلع : أجل .. يا الهي .. وكأنها تغيب .. سنفقدها ..
وتأفف ثالث قائلا : ما كان يجب نقل الخبر إليها بهذه الطريقة ..
ثم توالت الدقائق .. تحمل الصمت على أكتافها عدا أنفاس صدحت بالتنهيد والزفير ..
ولم يخطر لها أن تدخل إلى بيتها بعد أن ظفرت بأعواد الياسمين ..
ولا تحركت قيد أنملة وهي ترخي السمع عل الأنسام تأتيها بخبر عن جارتها المسكينة ..
فقطعت الرجاء بمن يحمل لها النبأ اليقين .. وفكرت بالتوجه إلى هناك .. حتى تناهى اليها صوت خطوات وجلبة جديدة ..
كان أحد الأصوات يمشي ملبدا بالحسرة حين قال : ستكون بخير .. هذا ما أخبرني به الطبيب ..
سأل صوت جديد : ولكن ما سبب كل هذا ؟
قال الصوت الأجش : ابنها سالم .. قضى نحبه بسبب جرعة زائدة من المخدرات ..
شهق صوت لم تسمعه من قبل : يا الهي .. مات ؟
تمتم الأجش : أجل .. وكان يخدعها .. ويأخذ أموالها .. موحيآ اليها أنه يتعلم .. ويجري تجارب على اختراع علمي جديد ..
سقط الياسمين على الوحل .. مادام الغدر والموت في هذه الفاجعة الصباحية ..
ما برح الظلام غير غمامة تنتشر في الحواس .. والضوء وطن ترابه النور ..
إذن لا معنى للورد .. والجمال .. لن تطيق المرأة الحياة بعد هذه القصة العجيبة ..
ذات ذهول .. نزل بمحيا واجم انسدلت عليه عبرات باردة ومنزلقة باللمعان ..
لملمت القامة النحيلة خطواتها وهرعت إلى وحدة قد تمتد لأيام عديدة ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-13-2011, 04:07 AM   #44
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** قلبكِ لحاف من الشمس ..
لا أنام .. وما باغتني طيفها .. طيف التي كنت أمسك بكفها وأنا أحبو .. حتى لا ترديني خطواتي الوليدة ..
تلك الباهرة .. طالما كنت أستند على كتفها إذا راودتني الآلام تحت سقيفة الليل .. أو همهمة مارقة للأحلام ..
طيف بهي الطلعة .. بوجه مشرق , موشوم على وجنتيه خطوط دقيقة .. متراخية إلى أسفل الثغر الباسم ..
من السور المجانب للباحة , يأتيني حراكها عبر أوراق الشجر ..
تلملم كسور الأغصان , وتدندن .. بأغنية قديمة .. استلقت على صوتها بحنو ..
فقط خيالها ما يسكن أهدابي للتو ..يستلقي ممدآ تجاه الجدار , دون تموجات أو تكسير ..
دون حتى تراتيل مجعدة للظلام .. فيبدو وجودها حقيقة يلفها الضباب في حدقي ..
كانت تناديني من خلف أسوار الزمن .. تدعوني إلى شطيرة من الجبن وكوب من العصير ..
قالت لي منذ عهد ليس ببعيد وبصوت يرعشه القلق :
- ماذا ؟ .. قهوة بدون إفطار .. ستقتلين نفسك...بالتأكيد !!!
كنت أبتسم لها وأنا أراجع بعض الأوراق في يدي .. ولا آخذ خوفها على محمل الجد ..
كنت أشاكسها وهي غافلة بالطهي .. أسير إليها على رؤوس أصابعي وأدغدغها .. حتى تلتفت إلي بمحيا يلونه لوم ضاحك ..
وحين تنتبه إلى مشاكساتي .. تحذرني بنظرة عتاب من عينيها , فلا آبه حتى أسمع ضحكاتها تعلو على قامة الصمت ..
آه يا أمي .. كم غيبكِ السفر عني .. ولستُ غير جدث بأمس الحاجة لأن يضع جمجمة مثقلة بالدوار عل البكاء يبعثه حراكا ..
كم أتوق إلى أنظاركِ التي كانت تحتضنني إذا ما انهمر السقم على قامتي وعثرني في حفرات للهزال ..
أحن إلى هلعكِ علي .. إلى ابتهالك المبلل بالدموع بين ثنايا الليل وعلى أرصفة الظلام ..
فإن قلبكِ كان - وما برح - قطعة من الجنة التي طالما شقتها أنهار من السلسبيل ..
وأصابعكِ .. خيوط دفء كانت تحضر لي الربيع وأكاليل شمس غاربة بالضوء ..
حزم من النور .. وشموع الآمان .. تنام على ذراعيكِ فأغفو بينها ..
وجسدي منذ أن أعتقتكِ من خابيتي .. لا يزال يهوي بين طيات الذبول .. وشقوق الوهن ..
لن أنسى .. صوتي وهو يناديك من عقر الوجع , وعبراتي تستصرخكِ إقبالا ..
بل حتى خلاياي التي انزوت تنتحب الصبر .. كانت تسأل عنكِ .. وتفتشني كي تظفر بقسماتك لتستكين ..
حتى فجري هذا الصباح كان مندهشآ لغيابكِ .. ويسأل أسراب الليل الراحلة بمحنتي عنكِ ..
وأقنية دمي .. كانت تعبر الأوردة .. علها تجدكِ - صدفة - بين الحنايا ..
يا حبذا هطولكِ يا روضتي المنتعشة بظلال الجوري .. وضحكات الخزامى ..
ويح نفسي ومعانقة على صدركِ الملئ بالضوء كي أحتمي به ..
منذكِ يا بوابتي الفضية إلى الفردوس .. وزفراتي تعوم في بحر خانق من الموت ..
ولولاكِ .. فيما مضى , لظللتُ شريدة الأسقام ولا منفى لي غير أحضانك ..
لبقيتُ .. في طائلة المنايا حتى يواريني الثرى ..
أحبكِ يا ذات النبض الذي .. تشتاقه حواسي حينما تصفعها أظفار السقوط ..
أحبكِ يا أمي .. كثيرا ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.