رأيت ردود الجميع هنا وكما ذكر أخي فهد الغبين أن ظاهرة الإختلاف صحيه
ولكن سأتكلم عن أمر تعلمته على مر تسع سنين كنت أتتلمذ بها على يدي العديد من العلماء المسلمين أهل السنه والجماعه ...
الإختلاف لم يكن في العقيده أبدا ً ففي أمر العقيده كلنا متفقون على أنها عقيده واحده أساسها أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله بما تحمله من معنى ومعتقد ..
ولكن الإختلاف الأساسي بين الكثير من العلماء كان في الأمور الفقهيه
التي أتت على أساس قواعد أربعه :
الكتاب ، السنه ، الإجماع ، القياس
ومعى مر السنين أختلفت أحكام كثيره فقهيه ليست عقيديه ومنها على سيبيل المثال : حكم قتل المرتكب لجريمة اللواط : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(الفاعل والمفعول به يقتل) ..
وكلنا نعلم بأن في مصر في الستينات وماقبلها كان يقتل الفاعل بما يسمى (الخازوق) ومع مر السنين تغير هذا الحكم وأصبح قتلا ً بقطع العنق أو رميا ً بالرصاص أو الحجاره ..
وقد أختلف الكثير على أمر الحكم وتغييره ولكن مع الوقت تناسى الجميع أمر هذا الحكم وتأقلموا مع الحكم الجديد لأن الهدف هو تنفيذ شرع الله ورسوله ..
وأيضا ً حكم الحجاب الذي أتى به أختلاف فقهي من عصر الصحابه فقد أختلف عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر على أمر الحجاب وكان يرى بن عباس أن أمر الحجاب هو كشف وجهها ولكن تلتزم بغطاء رأسها (أي لاتكشف شعرها) وبن عمر كان يعارض هذا الرأي ويرى بأن الحجاب هو كما ذكر بالقرآن: (يدنين عليهن من جلابيبهن) أي يغطوا كامل الوجه لما يرى من فتنة المرأه في وجهها وقبل وفاة أبن عباس عاد عن فتواه ...
وبعد ذلك أتى في عصر قريب جدا ً أن الحجاب يخص المرأه الحره فقط
والمرأه الأمه ملك اليمين لا تتحجب وهذا الشرع الفقهي لم يتغير من عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وكأنه آتى بطور حكم جديد لم يسبق أن كان في عهد النبي فالمرأه الحره لها أحكام فقهيه تخصها والأمه ملك اليمين لها أحكام فقهيه تخصها معى وجود أختلاف بسيط ..
الأمور الفقهيه تحصل بها أختلاف لا العقيديه والأختلاف أمر وارد
وهو ظاهره صحيه تحصل بين المرء وزوجه وبين الأب وأبنه وبين الأم وأبنتها وبين المعلم وطالبه و..و..و..و إلخ
ولكن لما كل هذا الضجر في أمر رجل لديه من العلم الشيء الكافي والذي أستدل به وأتى به لنا كله من الصحيحن فلنا أن نسمع منه
ومن أراد أن يأكد رأيه بالصحه فله ذلك
ومن أراد أن لا يتبع قوله ويثبت على أمره فله ذلك
لأن في غالب الأمور الفقهيه نخير لا نسير
وكما يرى الكثير منا ففي كثير من بلاد المسلمين يوجد الإختلاط
وتوجد الخلوه أيضا ً فبينما في المعنى والمقصد شتان
ولكن لا نحكم عليهم بأنهم لا يعرفون من الأسلام إلا أسمه
فلا نعلم رب أشعث أغبر خير عن الله منا
وكما ذكر البعض منكم أن الدين دين وسطيه وهو كذلك فليس من الكبائر أن يخاطب الرجل المرأه إن كان بينهما حجاب أو لأجل أمر يخص عمل يقوما به
ولكن مسألة الأختلاط لاتكون للهو والمجون والفسق
تكون لأجل عمل كما ذكر الشيخ وبحسب ماهو يصبوا إليه وكما ورد في فحواه ..
أخواني أنا سمعت فتوى من أحد أئمة الحرم بأن الغناء أيام الأعياد جائز
وألتقيت به وسألته وأعطاني من الأدله الشيء الكافي ...
لم أضجر ولم أقلل من قيمته بل كنت أحسن الإستماع إليه
وقد سمعت منه وأعطاني من الأدله الشيء الكثير
فالأمر فقهي ويحصل فيه إختلاف وهذا شيء طبيعي ووارد
ولكن مايجعلنا نقف ونعيد الأمر إلى الله ورسوله إن كان الأمر فيه أختلاف في أمرعقيدي لأن العقيده لا تدخل تحت قواعد الأمور الفقهيه ولا يوجد فيها أجتهاد ...
والمصيبه الكبرى إن كنا ندّعي الكمال والمثاليه ولا نلتزم بها
ونرى بأننا مثاليين بينما تقع الأحكام وتصب على رأس المرأه
والرجل له أن يفعل مايشاء ...
وهنا ذبذبه لابد لنا أن نعيد النظر بها لأنفسنا ...
مثال : من يطبق شريعة الله في بلده ويتبع القوانين بحذافيرها
وخارج دياره تجده شخصا ً آخر بشكل عكسي تماما ً
وكأن الشريعه والقوانين تطبق في بلده وتنسى في الخارج
وكلامي هذا موجه لكلا الجنسين لا لجنس دون الآخر ..
(ختاما ً)
أنا رجل غيور وهذا أمر فطري
وكلامي هذا لا يدل عن رأيّ في أمر الأختلاط
وأتمنى أن يمن الله علينا بالثبات على عقيدتنا
وأن يحفظنا من شر الفتن ماصغر منها وماكبر
وأعتذر على الإطاله وشاكر لكم جميعا ً
محبكم
حـاتـم