اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطْرٌ وَ جَنَّة
إلى الظلّ الْمُتَفرع فِي كُلّ وَجه ,
إلى الْرِيشة الْمُندفعة بقوّة الْتَاريخِ إلى الْمَنْفى ..
إلى الأمْنية الْمُدسوسة فِي عَيْن الْحَصير ..وهُو يَنامُ تَحت جَسدٍ فَقيرِ ٍ..ويَقْضمُ رَائِحتهِ ,
إلى الْمَدينة الْتَي قلّمت أطْرَاف أرْصفتها ..وَاتكأت عَلى ذِراع الْجَدار .. تُخْمِن مِيلاد الإنارة فِيها ,
إلى الْطِفل الْمُشَاكِس فِي آخر الْصَف ..بَينه وَبين الْمُستقبل الْبَاهت طَبْشُورةٌ واحِدة ..
إلى الْخَميس الَّذي يَظل تَحت رَحمة الْجُمعة ..وَالْسَبت الَّذي يحمل الْجُمعة مُنهكة ..بَعد أن رُفعت كُلّ الأعمال من ظَهْرها إلى الله ,
إلى الْشِّتاء الْحَابس بَردهِ لسنةٍ قَادمة ..مِن أجلِ نَمْلةٍ صَغيرة ..تُؤمن فَتفوتة رَغيفٍ ..لِصغارها ..
إلى الْطَائِرة الْوَرقية ..التى عَاثت فِي السَّماء بهجةٍ ..وتَكسرت لَياقتها مَع أولّ هبّة رِيح ,
إلى صَدْيقتي ..الْتِي مازَال وَجهها يَسيحُ على كَتْفي ..فِي كُل حزنٍ لها ..يُبْكِيني قَبْلها ..
إلى سِّري الْصَغير ..الَّذي يُسَربه صَدْري ..إلى أُذن الْصَلاة ..وَ [ آمينٌ ] الْتِي تَكْشِفني ..
إلى الْصَباح الَّذي فرّ .. وَتَركني شَريدةٌ فِي اللْيل ..وَقَلْيلةٌ يُخِيفها ..شَخيرُ الْنَائِمين ..
إلى فِنْجانُ القهوّة ..الَّذي حَشت فِيه أُمي الْبَاقِي من حنّتها ..لِتكمل فِيه أناملها ..ورَحْلت ..
قَبل أن تكتمل يَدِي ..وتجفّ حنّتها ..
إلى كُل الْتَفاصيل الْصَغيرة الْتِي تُهمني جِداً ..
والْتِي تَتَرك الشِّعر مُهْملاً حَريصاً بَين أصَابعي ..
إلى كُلّ : الكُلّ
وبَعْضِ : الْبَعض
والأنْصاف الْغَير الْمُتساوية
وَالْرُبع الواقفِ بهيمنةٍ على الجذّر ..
هَذا [ النَّص ]
وهَذا [ الشِّعر ] الْمُمتلئ الْمُتشعّب ..
الْمُتكوّن فِي الدّم كَ خلية ..
والْحانِقة عَليه الْذَاكرة لأنه منذ غِيابٍ
لَمْ يَفرّك نِسيانها ..
الْخَدِر ,
|
إلَى إضَاءَاتِ الْشِتَاءْ الْخَافِتَهْ , وَفَوَانِيْسِهَا , والْكابْلِيْهَاتْ الْمَجْرُوحَةِ مِنَ الْمَطَرْ ..
إلى سِرِب الحَمَامْ , وإلى الأوْرَاق الْوَحِيْدَةِ والأغْصَان الوَحِيْدَةِ والْجِذْعْ الْوَحِيْدِ لِتِلْكَ الْشَجَرةِ الْوَحِيْدَةِ فَيْ قَلْبِ الْطُفُوْلَة
إلى الظل والريشه والامنيه والمدينه والطفل والخميس والشتاء والطائره الورقيه وسرك الصغير والصباح وفنجان القهوه والتفاصيل والى خدر بدءاً من أول الكل :
سمو روحك , التي مرت عليها جميعا : ظلاً ظلاً .. و .. كلاً كلاً
الى ذلك الظل , ومايلونه على الأرض لك ِ كجناح مغفره , والى تلك الريشه , التي ربما تتهادى الى الوطن بقوه وترسم ضعف الغربه , والى تلك الامنية " المحروسه " بدعاء مستجاب وإلى المدينه , وكل الكل
الأسمى , أسماء :
ليس لي الا ان أبدأ من الصرخة الاولى كمن كان في المهد صبيا واكمل ما تبقى من صرخات ليس لها أي علاقه بالسيده الموضه :
الى اللهجة التي تقطر برداً في شتاءات الطفوله والى تلك الضحكه التي يشيد النُعاس حول شفتيها صرحاً من حُلُمْ ..
الى تلك الاستفاقة المتثاءبة التي تستشعر ساعات الصباح الباكره , بفرحها وطيشها
الى القرية التي تحظر شعبيتها التجول اختيارا من بعد صلاة العشاء , والطفولة وحكايات " غزيّل " , " غزيّل " الذي يخيفنا وننااااام ونحن نحتضن بؤساً مقولة العقل السليم في الجسم السليم !
الى علبة الكبريت التي تلتجئ بداخلها رسالة سلام , الى الطرقات المليئه بالطين , والمدى الذي تتطرزه الواحات خُضرة ورفرفه !
الى المطاردات التي تتم في صبح العيد , انطلاقا من مبدأ ومقولة " حُبَّةْ العيد مابه مناقيد " ! , الى لـُـعبة " عْظِِيْمْ ساري " بعد ان يحل الظلام !
الى الجدران المعتقة بالحب , سبورة التائهون الهائمون على وجوههم/قلوبهم , المنتثرين عشقاً وصبابه !
الى عيون الاحساء وحالة الغرق الاولى ! والى بائع البليله , وممرات المبرز القديمه , المتجددة بالبساطة والرضا !
الى المطر منذ 1402 الى اخر " مَطْرَه " قبل أيام .. المطر .. الذي طالما شعرت بأنه صديقي الحزين , فأبكي لمجرد رؤيته ! وصوته الذي يشعرني بأنينه وبأنه أبكم وأصم , فأتبادل معه الأشارة بالدمع ! والى بركات تلك السنه التي من المفترض ان اكون حينها سنه اولى روضه !
الى " رصاصة الكلاشنكوف " التي وجدتها مخبأة لي في باكيت " المالبورو الاحمر " , والى حالة الصمت التي حدثت بعد فقداني لسجائري في المنزل وانا أتأهب لمتابعة مباراة في دوري امم اوروبا في انجلترا عام 1996 , بالرغم من ان ليس لي أي عداوت ولا اتهم احداً إطلاقاً !!
إلى الميرسيدس 79 ! , التي طالما شعرت بأنها عجوز ألمانيه طيبه !
إلى شقيقي البؤس !
الى كل لحظات الفرح , والدهشه , ومراحل البياض السنيه , وبهجتي الان بعد ان أرجعتني لها كلماتكِ في
صندوقها الثمين !
الى نفس الفرح الذي يهديني عنصر المفاجأه ! , الى مفاجأتك القيمه المغلفه بالاعياد المستديمه " رويتك الشعريه .. الـ ديمه "
الى بُعدك الاخر/ الزاخر يا اختاآاااااااااااااااااه
شكرا بيضاااء يا .. عطر .. و .. يا .. جنه