بابلو نيرودا / Pablo Neruda - الصفحة 6 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
فوهة الدهشة (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 7 - )           »          Zo0o0oM (الكاتـب : حنان العصيمي - مشاركات : 202 - )           »          قرار إداري (الكاتـب : سعد سيف - آخر مشاركة : حنان العصيمي - مشاركات : 7 - )           »          "كتيّب العشّاق" (الكاتـب : إبراهيم ياسين - مشاركات : 121 - )           »          قشـرة المعدن (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 2 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 95 - )           »          الغُرفــة ! (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 9 - )           »          ماذا تسمع الآن (الكاتـب : رشة عطر - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 396 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 75224 - )           »          اجراس الملام!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 2 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد المكشف

أبعاد المكشف يَفْتَحُ نَافِذَةَ التّارِيْخِ عَلَى شَخْصِيّاتٍ كَانَتْ فَكَانَ التّارِيْخُ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-2014, 02:37 PM   #41
عماد تريسي
( أديب )

الصورة الرمزية عماد تريسي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

عماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخام

افتراضي





الراية


انهضي معي.

ليس من أحد أكثر رغبة مني

في البقاء على الوسادة

التي يبغى جفناكِ

أن يغلقا الباب

بين العالم وبيني

هناك أيضاً

أبغى أن أدع دمي ينام

ملتفاً بعذوبتك.

ولكن، انهضي،

أنتِ، انهضي،

ولكن، انهضي معي

ولنخرج سويا

للنضال يدا ليد

ضد شِباك الشر

ضد النظام الذي يوزع جوعا

ضد منظومة الشقاء

هيا بنا،

وأنتِ، يا نجمتي، إلى جواري

مولودة حديثا من طينتي

وقد عثرتِ حقا على النبع الخفي

وستكونين إلى جواري

وسط النيران

بعينيكِ الجسورتين

ترفعين رايتي عاليا.

*

ترجمة: ماهر البطوطي

من ديوان أشعار القبطان



 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2014, 02:39 PM   #42
عماد تريسي
( أديب )

الصورة الرمزية عماد تريسي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

عماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخام

افتراضي





حبيبة الجندي


في وسط معارك الحرب

حملتكِ الحياة

أن تكوني حبيبة الجندي

.

كُتب عليكِ أن تسيري وسط النيران

بثوبك الحريري العتيق

وأصابعكِ المرصعة بالجواهر الزائفة.

.

تعالي هنا أيتها الشريدة

تعالي واشربي على صدري

الندي الأحمر.

.

لم تريدي أن تعرفي إلى أين تذهبين

فقد كنتِ رفيقة الرقص

ولم يكن لكِ حزب ولا وطن.

.

والآن،

وأنتِ تسيرين إلى جواري

ترين أن الحياة تسير معي

وأن الموت يكمن وراءها.

.

والآن،

ليس بإمكانكِ مرة أخرى

أن ترقصي في القاعة

بثوبكِ الحريري.

.

سوف يبلى حذاؤك

ولكنك ستتطاولين أنت تسيرين.

.

عليك أن تسيري على الشوك

وتخلّفين وراءك نقاطا صغيرة من الدم.

.

قبليني مرة أخرى يا حبيبتي

نظفي تلك البندقية أيتها الرفيقة.

*

ترجمة: ماهر البطوطي

من ديوان أشعار القبطان



 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2014, 02:39 PM   #43
عماد تريسي
( أديب )

افتراضي





ليست النيران وحدها


آه، أجل، إني أذكر

آه، عينيكِ المنغلقتين

كما لو يملأهما من الداخل

نور أسود.

جسدكِ كله

كاليد الممتدة

كغصن قمري أبيض

والنشوة،

حن يقتلنا شعاع برق

حين يصيبنا خنجر بالجراح في جذورنا

ونور يضرب ***

وحين نعود شيئاً فشيئا

إلى الحياة مرة أخرى

كأنما ننبجس من أعماق المحيط

كأنما نعود من السفينة الغارقة

مثخنين بالجراح

وسط الصخور والطحالب الحمراء

.

ولكن،

ثمة ذكريات أخرى

لا زهور الحرائق فحسب

بل براعم صغيرة

تظهر فجأة

حين أكون في القطارات

أو أسير في الشوارع.

أراكِ تغسلين مناديلي

وتنشرين على النافذة

جواربي الممزوقة.

أرى هيأتكِ

التي يطغى عليها السرور الكامل

كأنها ومضة من اللهيب

دون أن تدمركِ.

مرة أخرى

أيتها المرأة الصغيرة

لكل الأيام

مرة أخرى كائن إنساني

إنسان متواضع

فقير في عزة

كما عليكِ أن تكوني

كي تصبحي

لا تلك الزهرة السريعة

التي يذبلها رماد الحب

بل الحياة كلها

بالصابون والإبر

بالرائحة التي أحبها

للمطبخ الذي ربما لن يتوفر لنا أبدا

والذي ستكون فيه يداك

بالنسبة لي

بين البطاطس المقلية

وثغرك يغني في الشتاء

إلى أن نصل المشويات

هما السعادة الدائمة على الأرض

.

آه يا حياتي

ليست النيران وحدها

هي التي تحترق

فيما بيننا

بل الحياة كلها،

القصة البسيطة

الحب البسيط

لامرأة ورجل

مثل كل الآخرين.

*

ترجمة: ماهر البطوطي

من ديوان أشعار القبطان



 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2014, 02:41 PM   #44
عماد تريسي
( أديب )

الصورة الرمزية عماد تريسي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

عماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخام

افتراضي





الميتة


لو أنكِ فجأة لم تعودي موجودة

لو أنكِ فجأة لم تعودي على قيد الحياة

سأواصل أنا حياتي

.

إني لا أجسر

لا أجسر على كتابة هذا

لو أنك تموتين

.

سأواصل أنا حياتي

لأنه،

حيث لا يكون ثمة صوت إنسان،

هناك صوتي.

.

حيث يُرجم السود

لا يمكن أن أكون ميتا.

حيث يدخل إخوتي السجون

سأدخل أنا معهم.

وحين يصل النصر،

لا نصري أنا بل النصر الأعظم،

يجب عليّ أن أتكلم

حتى لو كنتُ أخرس:

ٍسأراه يصل

حتى لو كنتُ أعمى.

كلا، سامحيني.

إذا لم تكوني على قيد الحياة،

لو أنكِ، يا حبيبتي

يا حبي،

لو أنكِ مت

ستسقط كل أوراق الشجر على صدري

ستمطر الدنيا على روحي ليلا ونهارا

سيحرق الثلج قلبي

سأسير مع البرد والنيران والموت والثلج

سترغب قدماي أن تسيرا إلى حيث ترقدين

ولكن

سأواصل حياتي

لأنكِ قد أحببتني،

فوق كل شيء

عنيدا

ولأنكِ، يا حبيبتي،

تعرفين أنني لست رجلا واحدا فحسب،

بل إنني جميع الرجال.

*

ترجمة: ماهر البطوطي

من ديوان أشعار القبطان



 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2014, 02:42 PM   #45
عماد تريسي
( أديب )

افتراضي





أمريكا الصغيرة


حين أتطلع إلى شكل أمريكا على الخريطة

أراكِ أنتِ يا حبيبتي:

مرتفعات النحاس على رأسكِ

ونهداك هما الحنطة والثلج

وخصركِ النحيل

أنهارٌ جارية نابضة

وتلال ومروج عِذاب

وتُنهي قدماكِ

جغرافيتهما المجبولة من النضار المسبوك

في برد الجنوب.

يا حبيبتي،

حين ألمسك

لا تستكشف يداي مباهجكِ فحسب

بل أفنانا وأراضي،

فواكه ومياها،

الربيع الذي أحب،

قمر الصحراء

صدر الحمامة البرية

ونعومة الأحجار

التي صقلتها مياه البحر أو الأنهار

وكثافة الأيكة الحمراء

حيث العطش والجوع يكمنان.

وهكذا.

يرحب بي وطني الرحيب

أمريكا الصغيرة

في جسدكِ.

.

وأكثر من ذلك:

حين أراك مضطجعة

أرى في بشرتكِ

في لونكِ الشوفاني

هوية ودادي،

لأنه من فوق كتفيكِ

ينظر لي قاطع عيدان قصب السكر

في كوبا المتوهجة

وقد غطته حبات العرق السوداء

ومن عند جيدكِ

يتغنى لي بأسرارهم

صيادون يرتجفون في بيوت الضفة الرطينة

وهكذا، فعلى طول جسدكِ.

يا أمريكا الصغيرة المعبودة

تقطع الأرض والشعوب

حبل قبلاتي

وحينئذ

لا يشعل جمالك النيران فحسب

النيران التي تتوهج فيما بيننا

دون أن ننطفئ

بل هو أيضا يناديني

مع حبك

ويهبني عبر حياتك

حياتي التي أفتقدها

ويضفي إلى مذاق حبك

الصلصال،

وقبلة الأرض التي تنتظرني

*

ترجمة: ماهر البطوطي

من ديوان أشعار القبطان



 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2014, 02:43 PM   #46
عماد تريسي
( أديب )

افتراضي





أنشودة وإنباتات


مذاق فمكِ، لون بشرتكِ

بشرتك، فمك،

فاكهتي

التي خرجتُ بها

من تلك الأيام الخاطفة

قولي لي،

هل كانت كل هذه الأشياء إلى جواركِ

على الدوام

عبر السنين وعبر الترحال

وعبر الأقمار وعبر الشموس

والأرض والنواح والمطر والفرح،

أم أنها تخرج الآن فحسب

من وسط جذورك

كما يخرج الماء من الأرض اليباب

إنباتات لا عهد لها بها

أو كما يصّاعد مذاق الأرض

إلى شفاه الجرة المنسية؟

لا أعرف، لا تقولي لي، أنت لا تعرفين.

لا أحد يعرف تلك الأشياء

ولكن،

حين أدنو بكل حواسي

إلى نور بشرتكِ

فإنك تختفين

تذوبين كرائحة فاكهة حمضية

وحرارة الطريق

ورائحة الذرة إذ ينفرط عقده

وزهر عسل الأصيل الصافي

وأسماء الأرض المغبرة

والعطر المطلق لوطننا:

المنغوليا والأكمة،

الدم والدقيق،

وخبب الجياد،

وقمر الضيعة المغبر،

والخبز الطازج:

آه،

كل شيئ يعود من بشرتك إلى فمي

يعود إلى فؤادي

يعود إلى جسدي

وأعود معك

لأكوِّن الأرض التي تكوّنينها:

إنكِ في نفسك الربيع العميق

أعود معكِ

لأعرف فيكِ كيف أنمو

سنواتكِ الغضة

التي كان يجب أن أشعر بها

تنمو حولي كالأغصان

إلى أن ترى

كيف أن الشمس والأرض

قد جعلتكِ من نصيب يديّ الحجريتين.

إلى أن تجعلي النبيذ يغني في عروقي

عنبة عنبة

لقد أعانتني الرياح أو الحصان

بخروجهما عن مسارهما

أن أعبر من خلال طفولتكِ

أنتِ التي شاهدتِ السماء ذاتها كل يوم

وطين الشتاء الأسمر ذاته

وأغصان أشجار البرقوق التي لا نهاية لها

وحلاوتها ذات اللون القرمزي.

كيلومترات قليلة من الليل فحسب

والمسافات المبتلة للفجر في الريف

وحفنة من الأرض تفصل بيننا

الجدران الشفافة التي لم نعبرها

إلى أن وضعت الحياة بيننا بعد ذلك

كل البحار وكل الأرض

ونقترب من بعض رغم المسافة

يبحث أحدنا عن الآخر خطوة خطوة

من محيط إلى آخر،

إلى أن رأيت السماء تحترق

وشعركِ يطير طيرانا في النور

وهرعتِ إلى قبلاتي

بنيران شهاب مطلق السراح

وحين انصهرتِ في دمائي

تلقيت في فمي

حلاوة البرقوق البري

لطفولتنا

وضممتكِ إلى صدري

كما لو أنني قد استعدت

كل الأرض وكل الحياة.

أي فتاتي المتوحشة

كان علينا أن نستعيد الزمن

وأن نمشي إلى الخلف

في بعد حياتينا

قبلة قبلة

نجمع من مكان ما منحناه دونما بهجة

ونكتشف في مكان آخر

الدرب الخفي الذي راح يدني قدميكِ إلى قدميّ

وبهذا، عبر فمي،

ترين مرة أخرى النبتة غير المكتملة

لحياتكِ

تمد جذورها

نحو قلبي الذي ينتظركِ

وتنضم الليالي

واحدة وراء أخرى

فيما بين مدننا المتباعدة

إلى الليلة التي تجمع بيننا.

ونور كل يوم،

باشتعاله أو بهدوئه

يهب نفسه لنا

فيهرب من أسر الزمن،

وبهذا

يكشف الستار عن كنزنا

في الظلال أو في الضوء

ومن ثم

تطبع قبلاتنا القبلات على وجه الحياة:

وينتظم الحب كله في حبنا

وينتهي العطش كله في عناقنا

ها نحن الآن أخيرا وجها لوجه

لقد التقينا

لم نخسر شيئا

لقد جاس أحدنا بالآخر

شفة بشفة

ولقد تغبرنا ألف مرة

بينما الموت والحياة

وكل ما حملناه معنا

ألقيناه في البحر

فأصبح كالنياشين المهجورة،

وكل ما تعملناه

لم ينفعنا في شيء

فبدأنا من أولٍ وجديد

موت وحياة

وها نحن هنا باقيان

طاهران،

بالطهر الذي نخلقه

أكثر رحابة من الأرض

التي لم تضيِّعنا

خالدان

كالنار التي ستستعر

طالما كانت هناك حياة.

.

حين أصل إلى هنا تتوقف يداي

ويسأل أحدهم: قل لي

لماذا، كما الموجات على الشاطئ المتفرد.

تروح كلماتكَ وتجيء إلى جسدها؟

أهي الشكل الوحيد الذي تحبه؟

وأجيب: إن يديّ لا تكِلان منها

ولا تهدأ قبلاتي

فلماذا أسحب الكلمات

التي تعيد أثر لمستها الحبيبة

الكلمات التي تنغلق دونما جدوى

كالماء في الشبكة

سطح أنقى موجة حياة وحرارتها؟

وأنتِ، يا حبي،

إن جسدكِ ليس هو فحسب

الوردة التي تتطاول في الظلال

أو تحت نور القمر

ليس فحسب حركة أو حرقا،

عملا دمويا أو ورقة من نار.

ولكن بالنسبة لي

فأنتِ التي أحضرتِ إلى أرضي

الطين الذي يذكرني بطفولتي،

موجات الشوفان،

القشرة الدائرية للفاكهة الداكنة

التي انتزعتها من الغابة،

رائحة الخشب والتفاح

لون المياه المستكنة

حيث تساقط فاكهات خفيات

وأوراق عميقة

آه يا حبي

إن جسدكِ يتطاول

كالخط الصافي في الكأس البللورية،

من الأرض التي تعرفني

وحيث عثرت عليكِ مشاعري

استجبتِ بالنبضات

كأنما تتساقط بداخلك

الأمطار والحبات

آه، فليقولوا لي

كيف أستطيع أنا أن ألغيك من حياتي

وأن أمنع يدي من أن تمسكا بك

وأنزع النيران من كلماتي

أيتها العذبة

أريحي جسدكِ في تلك الخطوط

التي تدين لكِ بأكثر مما تعطيني لمساتكِ

عيشي في هذه الكلمات

ورددي فيها العذوبة والنيران

ارتعشي وسط حروفها

ونامي في اسمي

كما نمت من قبل في قلبي،

وهكذا غدا

ستحفظ كلماتي

أغوار شكلكِ

ومن سيسمعها يوما ما

سيتلقى هبةٌ من رياح القمح وشقائق النعمان

وسيقى هناك جسد الحب

.

لا يزال يتنفس على وجه الأرض

خيط القمح والمياه

البللور والنيران

الكلمة والليل

العمل والغضب

الظل والحنان

قمتِ أنتِ رويدا رويدا

بخياطتها في جيوبي المثقوبة

ولم تقومي فحسب بانتظاري يا حبيبتي

في المناطق الراجعة

حيث يتوحد الحب والاستشهاد

كأنهما ناقوسان من الجمر المتوهج،

بل وأيضاً

في أدق وأصغر الواجبات العذاب

إن زيت إيطاليا الذهبي

قد صاغ هالتكِ

فأصبحتِ قديسة المطبخ والخياطة

وفي غنجكِ الصغير

الذي يتمهل أمام المرآة

وبيديكِ ذات الأوراق

التي يحسدك عليها الياسمين

تغسلين الأواني وتغسلين ملابسي

وتضمدين جراحي

أي حبيبتي،

لقد وصلتِ إلى حياتي

جاهزة كشقائق النعمان

وكالمحارب الجسور:

إن البهاء الحريري

أعبره مع الجوع والعطش

اللذين جلبتهما إلى هذا العالم

من أجلكِ فحسب

ومن تحت الحرير

استبانت الفتاة الفولاذية

التي ستصارع إلى جواري

يا حبي، يا حبي،

ها هنا نلتقي

حرير وحديد

اقتربي من شفتيا.

.

ولأن الحب

يحارب لا في زراعاته المحترقة فحسب

بل وأيضاً في أفواه الرجال والنساء.

فسأنتهي بأن أقاتل

أولئك الذين يريدون أن يزرعوا

زهرتهم المقيتة

ما بين صدري وعبيركِ الفواح.

لن يستطيعوا أن يقولوا لكِ

أسوأ مما قلته أنا لكِ من قبل

يا حبيبتي.

لقد عشتُ في المروج قبل أن أعرفكِ

ولم أنتظر أن يأتي لي الحب

بل كنتُ في وسط الشجيرة

وهجمت على الوردة

ماذا بوسعهم أن يقولوا

أكثر من ذلك؟

لست طيبا أو سيئا

بل أنا مجرد إنسان،

وسيضيفون عند ذاك

ما يحدق بحياتي من أخطار

وأنتِ تعرفينها

وشاركتيني فيها بكل حماس.

حسنا،

إن تلك الأخطار هي أخطار الحب

الحب الكامل

تجاه الحياة

تجاه كل الحيوات

فإذا حلب ذلك الحب

الموت أو السم

فإني واثق أن عينيكِ الواسعتين

حين أغمرهما بقبلاتي

سنغلقان في فخر

في فخر مزدوج

يا حبيبتي

فخركِ وفخري

بيد أنهم سيسعون أولا إلى أذني

كي ينسفوا البرج

برج الحب العذب القاسي

الذي يربط بيننا

وسيقولون:

إن تلك التي تحب

ليست بالمرأة المناسبة لك

فلماذا تحبها؟

إننا نعتقد أن بوسعك

العثور على من هي أجمل منها

وأكثر جدية وأكثر عمقا

وأكثر أشياء أخرى

أنت تعرف ما نعني..

انظر كيف هي ضئيلة

ورأسها كيف هو

وانظر إلى ملابسها،

وهلم جراً وهلم جرا.

وأنا أقول ما يلي

إني أحبك كما أنت

بملابسك هذه

وهيئة شعرك

وطريقة ابتسامتك

خفيفة كالمياه

مياه النبع الصافي فوق الصخور

أحبك هكذا، يا حبيبتي.

أنا لا أطلب من الخبز أن يعلمني شيئاً

وإنما أطلب منه ألا ينقصني

في أي يوم من أيام حياتي

وأنا لا أعرف شيئاً عن الضوء

مم يأتي أو إلى أين يذهب

وإنما أريده فحسب أن ينير طريقي

وأنا لا أطلب تفسيراً من الليل

بل أنتظره كيما يلفني بردائه.

وهكذا أنتِ:

خبزاً وضوءاً وظلا.

لقد دخلت حياتي

بما حملتهِ معكِ

وكنت في انتظارك

مجبولة من الخبز والنور والظلال

وهكذا أنا في حاجة إليك

وهكذا أنا أحبك

أما أولئك الذين يودون

أن يسمعوا غدا ما لن أقوله لهم

فليقرأوه ها هنا

وليتقهقروا اليوم

لأن وقت تلك الحجج مازال مبكرا.

غدا

سوف نعطيهم فحسب

ورقة من أوراق شجرة حبنا

ورقة

ستسقط على الأرض

كأنما خلقتها شفتانا

كأنها قبلة تسقط

من ذرانا التي لا تقهر

كيما تبين

نيران حبنا الحقيقي

وعذوبته

*

ترجمة: ماهر البطوطي

من ديوان أشعار القبطان



 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2014, 02:44 PM   #47
عماد تريسي
( أديب )

الصورة الرمزية عماد تريسي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

عماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخام

افتراضي





أنشودة العرس


هل تذكرين يا حبيبتي

حين وصلنا أخيرا

وسط الشتاء

إلى الجزيرة؟

كان البحر يرفع الينا

كأسا من البرد

وكانت عرائش اللبلاب

تهمهم على الجدران

وتُسقط أوراقا عتماء

في خطى طريقنا

وكنتِ أنت أيضا

ورقة صغيرة

ترتجفين فوق صدري

وقد أطاحت بكِ رياح الحياة

إلى ذلك الموضع.

ولم أركِ في بادئ الأمر

لم أعرف أنكِ تسيرين إلى جواري

وأتحدث مع خيوط دمى

وتكلمتُ من خلال فمي

وازدهرت معي.

هكذا كان حضوركِ الغافي

ورقة أو فننا خفيا لا يُرى

وعَمَر قلبي فجأة

بالثمار وبالأصوات.

وسكنتِ البيت

الذي كان ينتظركِ قاتما

فأضأتِ المصابيح عندذاك.

هل تذكرين يا حبيبتي

خطواتنا الأولى في الجزيرة؟

كانت الأحجار الرمادية تعرفنا

وزخات المطر

وصيحات الريح في الظلال

ولكن النيران كانت حديثنا الوحيد

فقد احتضنا إلى جوارها

الحب الشتائي العذب

بأذرعنا الأربع

ورأت النيران

قبلتنا العارية

تتنامى حتى تصل إلى النجوم الخفية

ورأت مولد الألم وموته

كالسيف المحطوم

على صخرة الحب الذي لا يقهره قاهر

أتذكرين.

يا من تنامين في ظلي،

كيف كان الحلم

يتطاول فيك

من نهديك العاريين

مفتوحا بقبتيه التوأمين

تجاه البحر

تجاه رياح الجزيرة

وكيف كنت أنا أبحر في أحلامك

طليقا

في البحر وفي الرياح

وكنت مع ذلك مقيدا غاطسا

في اتساع زرقة عذوبتكِ؟

آه أيتها العذبة

يا عذبتي.

لقد غيّر الربيع جدران الجزيرة

وانبجست زهرة

كقطرة الدم البرتقالي

وعندها

أطلقت الألوان كل أثقالها الصافية

واستعاد البحر شفافيته

وأبرز الليل في السماء

عناقيده

وها هي كل الأشياء تتهامس

باسم حبنا

حجرا حجرا،

نطقت اسمنا وقبلتنا

وتجاوبت الأصداء في الجزيرة

ذات الصخور والطحالب

في خفايا كهوفها

كالأغنية في ثغرك

والزهرة التي ولدت

بين ثنايا الحجر

نطقت بحروفها الخفية

وهي تخطر متمايلة

اسمكِ النباتي المتوهج

والصخرة المدببة

المرفوعة كجدار العالم،

عرفتُ أغنيتي

يا حبيبتي الغالية

وتحدثت الأشياء جميعا

بحبك، بحبي، يا حبيبتي

لأن الأرض والزمن والبحر والجزيرة

والحياة والمد

والبذرة التي تفتح شفاها

في أعماق الأرض

والزهرة المفترسة

وحركة الربيع

كلهم يعرفوننا

لقد ولد حبنا

خارج الجدران

في مهب الرياح

في سكون الليل

في أعماق الأرض

ولهذا

فإن الصلصال والزهرة،

الطين والجذور،

تعرف اسمكِ

وتعرف أن فمي

قد انطبق على فمكِ

لأننا قد بُذرنا سويا في الأرض

ونحن فحسب لم نعرف ذلك

وأننا ننمو سويا

ونزهر سويا

ولهذا

فحينما نعبر

يكون اسمك مسطورا على أوراق الوردة

التي تنمو وسط الصخور

واسمي مكتوب في المغارات

إنها تعرف كل ذلك

ليس لدينا أسرار

لقد نمونا معا

ولم نعرف ذلك.

إن البحر يعرف حبنا،

وصخور المرتفعات الصخرية

تعرف أن قبلاتنا

قد أزهرت في صفاء لا حد له،

حين يطل فم قرمزي

من بين ثناياها

مثل حبنا

والقبلة التي توحد بين فمي وفمكِ

في زهرة خالدة

أي حبيبتي،

إن الربيع الجميل

والزهور والبحر

تحيط بنا

ولكننا لا نبادل بها شتاءنا

حين بدأت الرياح

تفك شفرة اسمك

التي تردده اليوم

مراراً وتكراراً

حين لم تكن أوراق الشجر تعرف

أنك ورقة شجر

حين لم تكن الجذور تعرف

أنكِ تبحثين عن صدري

حبيبتي، حبيبتي

إن الربيع

يقدم لنا السماء

بيد أن الأرض العتماء

هي أسمانا

إن حبنا

ينتمي للزمن كافة وللأرض كافة

حين يحب أحدنا الآخر

وذراعي تحت رقبتك الرملية

ستنتظر

إذ الأرض والزمن يتغيران

في الجزيرة

إذ تسقط أوراق الشجر

من التعريشات المتسلقة الصموت

إذ يرحل الخريف

من النافذة المحطومة

ولكننا سننتظر صديقنا

صديقنا ذا العينين الحمراوين

النيران

حين تهز الريح مرة أخرى

أطراف الجزيرة

ولا تعرف اسم أي أحد

وسيبحث عنا الشتاء

يا حبيبتي

سيبحث عنا دائما

لأننا نعرفه

أننا لا نخشاه

لأن معنا النيران

دائما،

معنا الأرض

دائماً،

معنا الربيع

دائماً،

وحين تسقط ورقة من التعريشات

تعرفين أنت يا حبيبتي

أي اسم مسطور على هذه الورقة

إنه اسم لكِ ولي

اسم غرامنا

كائن واحد

السهم الذي اخترق كبد الشتاء

الحب الذي لا يُقهر

نيران الأيام

ورقة سقطت في صدري

ورقة من أوراق شجرة الحياة

أقامت لها عشا

وغنّت

ومدت لنفسها جذورا

وأثمرت زهورا وفاكهة.

وهكذا ترين،

يا حبيبتي

كيف أمشي في الجزيرة

في الدنيا

واثق الخطوة في وسط الربيع

مجنونا بالنور في وسط البرد

أمشي بهدوء وسط النيران

أحمل ورقة زهرك بين ذراعي

كما لو كنت

لم أمش قط دونك

يا روحي

كما لو كنت

لم أعرف المشي قط إلا معك

كما لو كنت

لم أعرف الغناء

إلا حينما تغنين

*

ترجمة: ماهر البطوطي

من ديوان أشعار القبطان



 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2014, 02:45 PM   #48
عماد تريسي
( أديب )

افتراضي





الرسالة في الطريق


وداعا

بيد أنكِ ستكونين دوما معي

سترحلين معي

داخل نقطة دم تدور في عروقي

أو خارجها

قبلةً تحرق وجهي

أو زنارا من نار

حول وسطي

يا عذبتي

تقبلي الحب العظيم

الذي انبثق من حياتي

ثم لم يجد فيك أرضا

كالمستكشف الذي ضل طريقه

في جزر الخبز والعسل

لقد لقيتكِ بعد العاصفة

بعد أن غسل المطر الهواء

وبرقت قدماكِ الجميلتان

كالأسماك في المياه

يا معبودتي

إني ذاهب إلى صراعاتي

.

سوف أخمش الأرض

كيما أصنع لك مغارة

ينتظرك فيها قبطانك

وقد غطى الفراش بالزهور

لا تفكري بعد يا عذبتي

في العذاب الذي سرى فيما بيننا

كالبرق الفسفوري

وربما خلّف لنا بعضا من حروقه

لقد ظللنا السلام بعد ذلك

لأني ذاهب إلى وطني كيما أناضل

وبما أن قلبي هو قلب كامل

به شطر من الدماء

التي منحتيها لي إلى الأبد

وبما أنني أقبض بملء يدي

على كيانكِ العاري

انظري لي

انظري لي

لأني ذاهب يحوطني البهاء

انظري لي

في الليل الذي أمخر عبابه

وما البحر والليل إلا عيناك هاتان

إنني حين أبتعد عنكِ

لا أخرج منكِ قيد أنملة

وسأقول لكِ الآن ما يلي:

إن وطني سيكون وطنك

وسأذهب لأغزوه

لا كيما أعطيه لكِ فحسب

بل كي يكون للجميع

لجميع شعبي

سيخرج اللص من برجه يوما ما

وسيُطرد الغازي شر طردة

وسوف تنمو كل ثمار الحياة

في راحة يديّ

اللتين تعودتا من قبل على الديناميت

وسأعرف كيف أحدو برقة

على براعم الزهور الجديدة

لأنك أنتِ قد علمتيني الحنان

يا عذبتي، يا معبودتي

ستأتين معي

كي تناضلي معي جنبا إلى جنب

لأن قبلاتك تحيا في قلبي

كالرايات الحمراء

.

وإذا ما سقطت

لن يغطيني الثرى وحده

بل ذلك الحب العظيم الذي غمرتني به

والذي يحيا في دورتي الدموية

ستأتين معي

إني في انتظارك هذه الساعة

في هذه الساعة وفي كل ساعة

أنتظرك في كل ساعة

وحين يأتي الحزن الذي أكره

يطرق بابكِ

قولي له إنني أنتظركِ

وإذا أرادت الوحدة منكِ

أن تغيري الخاتم المنقوش عليه اسمي

قولي للوحدة أن تكلمني

قولي لها إنني اضطررت إلى الرحيل

لأنني ما أنا إلا جندي

وأنني حيث أنا الآن،

تحت الأمطار أو تحت النيران

في انتظارك يا حبيبتي

إنني أنتظرك

في الصحراء الأشد ضراوة

وإلى جوار شجرة الليمون المزهرة

وفي كل الأنحاء

حيثما توجد حياة،

حيث يولد الربيع

في انتظارك يا حبيبتي

حين يقولون لك:

هذا الرجل لا يحبك

فتذكري أن قدميّ

وحيدتان في هذه الليلة

ويبحثان عن القدمين العذبتين

الصغيرتين

اللتين أعبدهما

يا حبيبتي

حين يقولون لك أنني قد نسيتك

وحتى إذا كنت أنا الذي أقول لك ذلك

إذا كنت أنا القائل

فلا تصدقيني

فمن ذا الذي بإمكانه

أن يقطعكِ من قلبي

ومن ذا الذي سيتلقى دمي

حين أتوجه إليكِ دامياً؟

بيد أنني أيضاً

لا أستطيع أن أنسى شعبي

سأذهب لأناضل في كل شارع

خلف كل حجر

وحبكِ يساعدني كذلك

فهو زهرة منغلقة

تغمرني في كل وقت بأريجها الفواح

ثم تنفتح فجأة في داخلي

كأنها نجمة هائلة.

يا حبيبتي

لقد أسدل الليل أستاره

.

المياه السوداء

والدنيا النائمة،

تحوطاني

وسيجئ الفجر بعد ذاك

وفي هذه الأثناء

أكتب إليك كيما أقول لك:

أحبك

كيما أقول لك

أحبك

حاذري، نقيةً،

انهضي

دافعي عن حبنا يا حبيبتي

إني أتركه معك

كأني أترك حفنة من البذور

فمن حبنا

ستولد حيوات

وسيشربون المياه في حبنا

وربما سيأتي يوم

يقوم فيه رجل وامرأة

مثلنا نحن الاثنين

بلمس هذا الحب

وسيكون ما يزال من القوة

بحيث يحرق أيدي من يلمسونه

من كنا؟

ماذا يهم ذلك؟

سيلمسون هذه النيران

وستنطق النيران ، يا حبيبتي

باسمك البسيط

وباسمي

الاسم الذي لم يعرفه سواك

لأنكِ الوحيدة على الأرض

الذي يعرف من أكون

ولأنه لم يعرفني قط

إلا واحدة فقط من يديك الاثنتين

لأنه ما من أحد

قد عرف كيف ومتى

كان قلبي يحترق

فقط

عيناك الواسعتان الداكنتان

عرفتا

وثغرك الواسع

وبشرتك، ونهداك،

وجوفك، وأعماقك،

وروحك التي أيقظتها

حتى تمضي منشدة

إلى آخر الحياة.

إني في انتظارك يا حبيبتي

وداعا، يا حبيبتي، إني أنتظرك

يا حبيبتي، يا حبيبتي، إني أنتظرك

وبهذا تنتهي هذه الرسالة

دونما أي حزن:

إن قدميّ ثابتتان فوق الأرض

ويدي تكتب هذه الرسالة

وأنا في الطريق

وسأكون دوما في خضم الحياة

إلى جوار الصديق

في مواجهة العدو

واسمكِ في فمي

وقبلة

لم تفارق قبلتكِ قط.

*

ترجمة: ماهر البطوطي

من ديوان أشعار القبطان



 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:16 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.