Bonsoir

[مي التازي]

مرت قرابة سنة و السؤال يلازمني :ما الذي يدفع الإنسان فجأة لنسيان كل شيء و هو في غمرة لهفته ؟


أنا لا أنتظرك، لم أعد أحبك، أرى الآن عيوبك جيدا،
و أعي جيدا أن رحيلك كان أجمل ما حصل بيننا.
لكنه السؤال المرهق ما يزال عالقا كالدمعة التي لم أذرف :
لماذا رحلت، هكذا ؟

 

[مي التازي]

" و هذا الطريق آخرتو لحن حزين. "

 

[مي التازي]

أن ترى صورة غريب مرة واحدة صدفة فتعلق في قلبك قبل ذاكرتك ،أن يتسلل حبه لأقصى ما فيك ، قبل أن تعرفه .
أن تمر أشهر فيضعه القدر أمامك ، بشحمه و لحمه و روحه .
أن يخبرك في بداية معرفتكما أنه " يشعر و كأنه يعرفك منذ زمن بعيد ".
أن تتشاركا تفاصيلكما الصغيرة.
أن ترى حياتك القادمة في عينيه.
و أن ينتهي كل شيء كما بدأ ،
دون تمهيد و دون سبب .


بعض الأشخاص خلقوا ليقلبوا حياتنا رأسا على عقب .

 

[مي التازي]

و يعلّمنا الوقت أن كل الراحلين يعودون ..
كلّهم سوى وجهنا القديم.

 

[مي التازي]

بونسوار ..
و اعترت ها الذاكرة رعشة أشدّ ..
و طارت أسراب ابتساماتك، سكوتك،
و صورة الدرب البسيط اللي احتضن لِعبك، طفولتك الشقيّة،
و احتضن أوّل لقا .. و آخر دموع اللي تمنّتك الحياة
بس الحياة اختارت إنها قبل ما تعيشك، تموتك.
بونسوار ..
و اعترت ها الذاكرة رعشة .. و طار
كلّ ما يغري و يغوي و يهوي بالخافق إليك
كلّ ما علقّني فيك
و كل ما علّق حياتي بين ذكرى و انتظار.
بونسوار ..
و اعترت ها الذاكرة رعشة أشدّ ..
و اتساقط العالق من حنين و ذكريات
و صرت ...
بعد ما كنت الحياة
يا صديقي ..
لا أحد.

 

[مي التازي]

آشوف بك وجهي القديم المنسي
و أحــنّ لك مثــل الحنيـن لنفسـي

 

[مي التازي]

"Celui qui passe à côté de la plus belle histoire de sa vie n'aura que l'âge de ses regrets et tous les soupirs du monde ne sauraient bercer son âme."
هذا القلب البائس ظل يحملك عشر سنوات كاملة، في ركن قصي غابرـ لا أراه لكن أشعر به، شيء كالوخز يرافقني منذ عشر سنوات، كالغصة، كالبكاء العالق، كمرض مزمن أعيش به و أتعايش معه.

 

[مي التازي]

ما نسيتك.
انت لي وجهة و مسافات و طريق،
انت لي بحر يتلاطم، و انت لي قشة غريق.
و انت لي الشط، يعني:
حتى لو أنجو، رسيتك!