زُهوراً أَينَعَت شِعرا

[رشا عرابي]

بنَفسَجٌ جاءَك في حين لا
حَرٌّ يُرى فيه ولا فرطُ برد

كأنّه لمّا أتينا به
منغَمِسُ الأثوابِ في اللّازّورد

 

[رشا عرابي]

يا حبّذا سُنبلةً
تبدو لِعَين المُبصِرِ

كأنّها سِلسِلَةً
مضفورةً من عنبرِ

 

[رشا عرابي]

خَليلَيَّ هُبَّا وانفُضا عَنكُما الكَرى
وقوما إلى أرضٍ وكأسِ رَحيقِ

فقد لاحَ رأسُ الياسَمين منوّراً
كَأقراطِ دُرٍّ قُمِّعَتْ بِعَقيقِ

يَميلُ على ضَعفي الغُصونُ كَأنّما
لها حالتا.. ذي غِشيَةٍ ومُفيقِ

إذا الرّيحُ أدّتْهُ إلى الأنفِ خِلتَهُ
نسيمَ جَنوبٍ ضُمّخَتْ بِخَلوقِ

 

[رشا عرابي]

حَديقَةً باتَ فيها الوردُ مُزدَهِراً
حُسناً ودُرُّ ندى الأنفاسِ كَلّلهُ

لا تَعجَبوا إن غَدَتْ في الشَرقِ مُفرَدَةً
فَهكذا الوردُ فَرداً لا نظيرَ لهُ

 

[رشا عرابي]

نَبُلَ البَنَفسَجُ فاحتوى التَفضيلا
وكذا البنفسَجُ لن يَزالَ نبيلا

لمَّا شآ نور الربيع بِنورِهِ
وحوى من الشَرقِ الصَّريح أثيرا

 

[رشا عرابي]

أتاكَ الوردُ محبوباً مَصونا
كَمَحبوبٍ تَكنّفَهُ الصّدودُ

كأنَّ بِوَجهِهِ لَمّا تَوافَت
نُجومٌ في مَطالِعها سُعودُ

بياضٌ في جَوانِبِهِ احمرارُ
كما إحمرّت من الخَجَلِ الخُدودُ

 

[رشا عرابي]

وَرَدَ الرَبيعُ فَمرحباً بِوروده
وبِنورِ بَهجتِهِ ونورِ وُروده

وبِحسنِ منظره وطيبِ نسيمِهِ
وأنيقِ مَلبَسِهِ ووشْيِ بُروده

والوردُ في أعلى الغصونِ كأنّه
مَلِكٌ تحف به سُراة جنودِه

 

[رشا عرابي]

يا لَها مِن أنجُمٍ في رَوضَةٍ
قَد فَرِقَت من رُباها أُفُقا

ودَنتْ منها إلى شَمسِ الضحى
حَدَقٌ للنورِ تَصبي الحَدَقا