اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان إبراهيم
يَا إلهي :
كيفَ نُفكّر يقيناً أن الحياة في قلب عاشقٍ مَكلوم تَفتقد الديمومية والإستمرار ، وَ وحده الإنسان يَبقى !
هيَ خمسة يَا منال .. هيَ قبضة الفَقد أم أنّها الدائرة التي كلما وضعت أصبعك في نقطة منها
أخذت شكل والبداية والنهاية معاً !
يااااااااااااه
يا منال :
أغمضت عيني وَ حدّقت نَحوَ الماء المُنقطع فِيْ الطَريق ، وَ نَحوَ الْهواء الذّي دُس فِيْ زجاجةٍ أستحكم قَفلها ،
مرمية فِيْ بئرِ فَارغِ يملؤه الْفقد ،
لأعانق شرفاً صدر الحياة اللاحقة المَمهورة ببنود الحياة السابقة ، التي أنجبت
الموت من غيرِ نُطفةٍ ، وَ كبرَ دونَ أن يموت هوَ !
عَزفت بحُنجرةِ البُكاء ناي يلّون الفضاء بأزرقِ يُشبه ذاكرةٍ لا توصد أبوابها للريح ، للرحيل ، لِخلقِ الواقع المُشّوه !
لَوّحت بِعصاتي ..
المُتهالك قوامها لِلطّيور المُهاجرة .. أطفالي :
ثَمة قمحٍ يتكاثر خبأته بين خطوط كَفي ، اختزلته لساحةِ الحَتف ؟
ثَمة شاطئٍ يَغفر لِلملح وَ يسبّح للأمواج وَ يصلّي لِلشمس ؟
ثَمة شيء عالق بأجنحتكم ، دعوه للسماء ، إنه للسماء ، السماء السماء ؟
ثُمّ
سَقطت
نَعم سَقطت ،
بَعد أن اتكأت بِكتفي عَلى جِدارِ الشّيب وأنا فِيْ حديثٍ صاخبٍ مع الأحلام ،
أتفقد حيلة بيضاء تَصبغ سواد الحتم ، أرتّب جغرافية عروقي بِاللمس ، وَ
كهولة عيني بالكادِ تستقيم !
يا منال ،
حرفك له سيكولجية
عجيبة نافذة للروح ، تُقمصنا ، تسيطر على العابرين تماما ،
كل ما قيل عنك .. وما سيقال عنك ،
أزيد فوقه [ صمت ] !
|
نعم هي الحياةُ من تستعيرُ كلَّ هذا يا مروان ,
تستعيرُ خوفنا و خيبتنا و انطلاقنا إلى ما هو أبعدُ من حدودِ السّماءِ نشوةً بفجرٍ صغيرٍ وُلِدَ بينَ أضلاعِنا و اقتاتَ من النّبض ..
تستعيرُ كلَّ ذاكَ , لتحيكَ لنا ثوبَ الحزنِ بتفاصيلِ الذّأكرة ,
ثوباً كالفرحِ الّذي يرتدي طِفلاً صغيراً صبيحةَ عيدٍ و حلوى , و كالحزنِ المتلبّسِ عيني أمٍّ ثكلى بالغياب ..
ثقولُ ثمَّ سقطت ...
و أجيبُكَ أنَّهُ الأمل و الحلم , ذاكَ الّذي يسقطُ لتعثّرِ الغمامِ بالواقع ممسكاً قلبنا بيدٍ , و أياماً أخرى للبكاءِ بيد ..
:
و أعي جيّداً انَّ حضورَكَ يعني أنَّ روحاً ثانيةً للنّصِّ قد بُعِثَت ,
و أنَّ فرَحاً جديداً ستختالُ بهِ الحروفُ و تزهو ..
أشكركَ و أدري أن ليسَ يكفي .