أصل مقولة
أو المثل الشعبي ..
/
— خذ الحكمة من أفواه المجانين —
/
كان هناك رجل ثري أعطاه الله الكثير من المال ،
وكان هذا الرجل يعيش خارج بلاده ،
وعندما توفي هذا الرجل وصل خبر وفاته إلى أولاده
فأقام له ابنه الكبير العزاء،
إلا أن باقي إخوته كانوا شديدي الولع بالمال
فأرادوا توزيع الميراث في الحال
لكن الأخ الأكبر رفض ذلك وطلب منهم الانتظار حتى تنتهي مراسم العزاء،
لكن إخوته لم يستمعوا له وأصروا على توزيع نصيبهم من الميراث قبل كل شيء
، فرفض الأخ الكبير مطلبهم
فما كان منهم إلا أن قدموا شكوى ضده إلى المحكمة ،
وأقاموا دعوى قضائية عليه.*
/
جاء يوم الجلسة المحدد ،
فأرسل القاضي في طلب الأخ الأكبر
وبدأ الأخ الأكبر يبحث عن طريقة ومخرج للأمر الذي هو فيه ،
وبعد تفكير طويل قرر أن يذهب إلى رجل مشهور برجاحة العقل ،
وسداد الرأي ليستشيره بما حصل معه .
ذهب الأخ الأكبر إلى ذلك الرجل ،
وسرد له قصته مع إخوته
وكيف أنهم أصروا على حصولهم على الميراث بسرعة قصوى*
قبل انتهاء مراسم عزاء والدهم ،
ولكن لم يجد عنده الجواب ،
فسأله الأخ: هل لديك طريقة تخلصني مما أنا فيه مع إخوتي ؟؟
فأشار عليه الرجل أن يذهب إلى شخص يتهمه معظم الناس بالجنون،
* فاندهش الأخ الأكبر من مشورة هذا الرجل وقال له :*
إنه رجل مجنون كيف سيحل لي مشكلتي
وقد عجز عن حلها العقلاء؟؟*
**فقال له الرجل : اذهب وحاول وسترى ما سيحصل ..*
/
وبعد تفكير عميق ذهب الأخ الأكبر إلى ذلك المعتوه
وسرد عليه القصة وبعد أن انتهى من كلامه ،
قال له ذلك المجنون:
اذهب لإخوانك وقل لهم هل عندكم من يشهد أن أبي قد مات ؟؟*
فاندهش الأخ الأكبر من جوابه وقال له : كيف لم أفكر في هذا؟؟
*فعلا ( خذ الحكمة من أفواه المجانين )*
وذهب الأخ الأكبر إلى المحكمة مسرعاً
وقال للقاضي ماقال له المجنون ،
*فقال له القاضي : نعم إنك محق
ووجه القاضي سؤاله للإخوة: هل عندكم شهود بأن أباكم قد مات ،
فقال له الإخوة: أبونا توفي في بلد بعيد وجاءنا خبر وفاته ،
ولا يوجد لدينا شاهد على ذلك* .
فقال لهم القاضي : عليكم أن تأتوني بالشهود ،
وبقيت القضية معلقة لسنتين،
فقال لهم أخوهم أرأيتم قلة صبركم ماذا فعلت بكم
فلو صبرتم أسبوعاً لكان خيراً لكم.*
ومن هنا جاء مثلنا الشهير " خذ الحكمة من أفواه المجانين "*
فقد استطاع هذا الرجل الذي يتهمه الجميع بالجنون
أن يحل قضية عجز العقلاء عن حلها
/