اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد الموسى
الآن ..
|
" تعليق عفوي "
في ذات الأمسية قال أحد الشعراء قصيدة هجاء شديدة اللهجة ضد الحداثة والحداثيين ..
لم أعلّق بحرف واحد " وليس من عادتي أن لاأعلق " ولكن يبدو أنني أصبحت أكثر مرونة من شدة مارأيت ناس سيئين ..
وبالطبع هذا الشاعر الطيّب " ليس أحد السيئين "
في مكان آخر صادفته ، ثم حدثته بود ولطف وقلت له لماذا هجوت كل شعراء الحداثه والحداثة ككل ؟
أثناء أجابته أستوقفته عند 3 كلمات فصحى نطقها بعفوية ..
قلت لحظة : أعد ماقلت ، ثم سكت قليلاً قال هل أخطأت في شيء ؟
قلت على العكس ولكنك بدأت حديثك أن الحداثة تقتل الموروث الشعبي وتقتل الكلمة ولكنك لم تفعل ذلك أثناء حديثك معنا ..
حتى الآن قلت أكثر من كلمة فصحى دون أن تقصد ..
هذه هي الحداثة التي تلعنها ، يبقى الشعر شعر بدون مسميات وتصنيفات ، القصيدة تبنى على بيت والبيت يبنى على صدر وعجز والصدر والعجز تبتدأ بكلمة والكلمة كائن حي قابل للتغيير ، الكلمة لو كانت ثابتة ماوصلنا لهذه اللهجة البيضاء ..
لو عدت للوراء 100 عام لن يفهمني المتذوق في المغرب ولا في الجزائر بل ولا في لبنان ربما يفهمني بعض متذوقي بادية سوريا أو الأردن أو العراق وقد لايفهمون بعض الكلمات .. هنا نحن فعلاً قتلنا الكلمة حينما جعلناها قبلية أو مناطقية ولكنها الآن شِبه عالمية " عربيه "
ولو عدت لما قبل وقبل وجدتها في تغير مستمر هي ليست ثابتة أساساً ، لذا يجب أن تقبل هذا التغيير لأنه حاصل سواءاً قبلت أو رفضت ..
بل والأعجب في الحديث عن الكلمة والشعر ، شعراء الحجاز لايفهمون بعض كلمات شعراء نجد ولا الشمال وشعراء الشمال لايفهمون بعض كلمات شعراء الجنوب
لأن اللهجة هنا قبلية مناطقية محصورة على فئة معينة حتى لو كان هذا موروث ولكنه سيء ، الأنغلاق دائماً سيء
ليس هناك أجمل مما تفعله اللهجة البيضاء ولااتحدث عن حداثه ولاتقليدية لكني أتحدث عن كلمات محكية يقولها شاعر سعودي ويفهمها متذوق أو شاعر عربي من أي دولة عربية مثلاً ..
الأنفتاح على الآخر دائماً جميل ، عندما توحدنا الكلمة أعتقد أنه شيء مُذهل ورائع ، ربما حينها عندما نفهم بعضنا جيّداً تختفي الحروب ..
ربما !