بحثكَ عن الحدودِ هُنا في هذا المقال و في الأشكال الهندسيّة يعني أنّكَ تُلزمُ العقلَ بمضامينِ الفهم المطلق للأمور الحياتية الّتي تختلفُ غالباً عن الأمور الرّياضيّةِ المُطلَقَة ( البَحتَة ) .
قلتَ أنّ المربّع ذكيٌّ بحدودِه , و هذا ما جعلني أنظر لهُ بأشياءَ أخرى , إذ أنّ المربّع يا قايد , متشابهٌ حدّ الملل , فإن حاولَ التّغييرَ من جهةٍ واحدة تغيّرت سمتُه الأساسيّة , أو أُجبِرَ على التّغيير الكُليّ .
ما قد يُثير الفكرَ أكثر , تلكَ الأشكال الهندسية ذاتِ الأبعادِ الثلاثة إذ أنّها توحي بوقائعَ حياتيّة ينقصها فقط بعدٌ رابع , قد تمنحها إيّاهُ عقولنا , و طريقةُ فهمنا و رؤيتنا لها .
فالكرةُ مثلاً , تملكُ ميزةَ التأقلمِ مع الأسطحِ كافّة , فتجدها تجري دوماً بجهةِ السّهل , و تبحثُ لنفسها عن أماكنَ مستوية , لا يشوب استوائها و اعتدالها شائب لتستقرَّ بها .
بعكسِ المكعّبِ مثلاً , أمّا الهرم , فهو حادٌّ كنصلِ رمحٍ حيناً , و هادئٌ كـأحد أوجهِ المكعّبِ حيناً آخر .
- الحقدُ , مستقيمٌ بلا نهاية , إذ يبدأ من نقطة و لاينتهي إلّا إذا استطاع الإنسان تحويلَ ذلكَ المستقيم إلى دائرة , تكونُ نهايتها / نهايته , عندَ نقطة البداية .
- إذا أرغم الانسانُ على الدورانِ حولَ نفسهِ تحوّلَ صِفراً , ومن الأفضلِ لهُ حينها أن يكونَ أيّ شكلٍ هندسيٍّ آخر , لأنّه سيستطيعُ أن يرتقي بنفسه حينها .
- نحنُ نغيّر قناعاتنا في بعضِ الأحيان , هذا لا يُغيّرُ من مسارنا شيئاً , لأنّ الخبرات , و التجارب , لها دورها في ذلك , اذن نحن لا نتقاطعُ مع أنفسنا , بل نحنُ نقاطعُ الفكرَ الخاملَ منّا .
- " قد أقول ما لا تعني , و لكني أعني ما أقول " .. هذه الجملة تكفي لبناءٍ شاهقٍ باسقٍ , كفكرك .
الأستاذ قايد الحربي ..
لأردّ عليكَ يجب أن أستجمعَ أنفاسَ الفكرِ و قوى الحرف , ثمّ قد آتي بخجلٍ أمامَ فلسفةٍ تضجُّ بالحياةِ كتلكَ الّتي ترتكبها اصابعك .
هذا المقال , ينمُّ عن فكرٍ جزلٍ قويٍّ حصيف , و يحملُ بصمتَكَ , حيثُ لا يُشبهكَ سواك .
كلّ التّقدير و الاحترام لكَ أستاذي .