النمر الأسود ! - الصفحة 4 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ذكرى ماطرة (الكاتـب : نغمة امل - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 5 - )           »          ماذا تكتب على جدار الوطن ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 1569 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3875 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7479 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 498 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 564 - )           »          بير جدي !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 4 - )           »          الصورة غير واضحه !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 8 - )           »          أنا الحارس .. (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : عبدالعزيز الروابة - مشاركات : 9 - )           »          الحـمـل الكـبـيـر! (الكاتـب : حسام المجلاد - آخر مشاركة : عبدالعزيز الروابة - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-14-2008, 02:21 PM   #25
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 772

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة]



رئيس "جمهورية الفن" .. يتجاهله زملاءه في ذكرى وفاته!
الثلاثاء، 11 أبريل 2006 - 10:32
طالعتنا بعض الصحف بنبأ مفاده أنه كان من المقرر أن يتم تنظيم مسيرة جماعية حاشدة عند قبر الفنان الراحل أحمد زكي يشارك فيها عدد كبير من زملائه الفنانين ، وعلمنا فيما بعد أيضا أن المسيرة لم يحضرها إلا كل من : الإعلامي عماد أديب وخاله المخرج هشام فؤاد وابنه هيثم!

وإذا تذكرنا موجة الحزن العارم التي سادت أوساط الساحة الفنية والشارع العربي بأكمله عندما أعلن خبر وفاة زكي والعبارات المؤثرة عنه وكيف أنه شخص لا ينسى في حياتهم ، ولكن ، وعلى الرغم من معاتبة الصحف لهؤلاء ، فإن البعض لم يكن يعلم شيئا عن هذه المسيرة ، وحتى وإن كانت المقابر مفتوحة طوال الوقت ولا تحتاج إلى وقت معين في الزيارة ، فإن فناني مصر نسوا للأسف من هو أحمد زكي ، فمرت ذكراه الأولى مرور الكرام ، فماذا إذن عن ذكراه القادمة؟!

في الوقت الذي إذا تابعت فيه منتديات محبي الفنانين على الإنترنت لعلمت كيف استطاع المشاركون من الشباب في التعبير عن حبهم لأحمد زكي وكيف أنهم لقبوه بـ"رئيس جمهورية الفن" ، وكيف قدموا جميعا معا أدق التفاصيل عن حياته ومشواره الفني ووضعوا له صورا نادرة من مصادر متنوعة ، وأدواره المتنوعة ، لدرجة أن أحد المشاركين عبر كيف أنه عندما شاهد زكي هالة فؤاد لأول مرة شعر فيها أنها أمنيته التي يبحث عن وجهها فى كل امرأة ، وكيف تداعى المرض عليها بعد أن انتهت قصة حبهما بالطلاق ، ثم شاء القدر أن يمرض زكي بنفس المرض ويموت بسببه!




وعن حياته في القنادق ، عبر مشارك آخر عن الوحدة التي كان يشعر بها أحمد زكي ، وكيف أنه كان يقيم في الفنادق للهروب من الحبس الانفرادي الذي كان يعيش فيه ، وغيرها من المواقف والخطوات في حياة زكي ، والتي أراها من وجهة نظري أفضل من أي نقد بناء كتب في حياة أحمد زكي أو بعد وفاته ، لأن النقد نابع من محبين حقيقيين وليس من مؤدين لأدوار زائفة.

فالنجم الأسمر أحمد زكي الذي قال عنه النقاد إنه أهم موهبة فى مصر خلال الـ30 عاما الأخير من خلال أفلامه "البيه البواب" و"الخوف" و"الحب فوق سطح الهرم" و"ضد الحكومة" و"هيستريا" و"البريء" و"شفيقة ومتولي" و"الهروب" وغيرها ، رحل قبل أن يستكمل مشوار عمره وحلم حياته في أداء دور "حليم" الذي عشق أحمد زكي كل أغانيه وكان يحلم بأن يؤدي دوره كما أدى دور السادات وعبد الناصر.

وأعتقد أن النجاح الذي سيحققه هذا الفيلم الذي من المفترض أن يعرض في موسم الصيف القادم ، لن يكون فقط بسبب الدعاية الكبيرة التي قامت بها شركة "جود نيوز" ، وإنما لأن الجمهور يحب النجم الأسمر بالفعل ويريد أن يخلد ذكراه التي لم يتذكرها زملاؤه!

هدى رشوان

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2008, 03:09 PM   #26
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 772

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي موقع سينما تك


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حابس المشعل مشاهدة المشاركة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
العظماء لا يموتون !
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الهروب
ــــــــــ
إن فيلم (الهروب) يتناول الكثير من الممارسات الخاطئة التي يعيشها الواقع المصري والعربي بشكل عام . فهو يتطرق ـ بالتحديد ـ لتلك الجراح الغائرة في حياتنا ، من عنف وتطرف وإرهاب وغيرها ، مؤكداً بأن بعض هذه الممارسات قد ساهم الإعلام وبعض أجهزة الدولة في تكريسها وإنتشارها . كما أن الفيلم يتعرض لتلك المساحة التي تقع مابين الحلم المجرد للإنسان العادي وبين الواقع الملوث الذي يحيطه . فالمساحة المسموح برؤيتها للإنسان الحالم بالغد الأفضل ، تلزمه بأن يعي هذا الواقع الذي يعيشه والمناخ المحيط به ، ومدى صلابة الأرض التي يقف عليها ، ويعي ـ أيضاً ـ قواعد اللعبة وقوانينها ، والتي هو طرف فيها سواء أراد أم لم يرد. وعليه أن يكون على دراية كبيرة بهذه اللعبة وقواعدها ، حيث لا يكفي أن يدعي معرفتها ، لأنها بالتالي ستحوِّل الأرض التي يقف عليها الى هوة عميقة يسقط فيها ، ليجد نفسه مجبراً على مواجهة تلك القواعد والقوانين ، والتي ـ بالطبع ـ سيقف عاجزاً أمامها.
ففي فيلم (الهروب) نحن أمام نمطين إجتماعيين .. الأول منتصر (أحمد زكي) الذي أجبرته الظروف المحيطة به على إرتكاب أكثر من جريمة ، محاولاً الهروب من هذه الظروف الصعبة . والثاني هو ضابط المباحث سالم (عبدالعزيز مخيون) ، وهو النقيض لشخصية منتصر والمكلف بالقبض عليه ، مع إنه صديق طفولته وصباه وشبابه . هذا الضابط الذي وجد نفسه ـ أيضاً ـ طرفاً في لعبة قذرة فوق مستوى إرادته ومعرفته . هذان النمطان لم يكونا على دراية كافية بقوانين اللعبة ـ كما أسلفنا ـ لذا كان مصيرهما الهلاك في نهاية الفيلم .

يحكي الفيلم عن منتصر ، الشاب الصعيدي الذي هجر قريته الى القاهرة سعياً وراء حلم زائف ، يعمل في أحد المكاتب المشبوهه لتسفير العمالة المصرية الى الدول العربية ، وهو يعلم مسبقاً إن مدير المكتب يقوم بتزوير تأشيرات الدخول وعقود العمل ، بل إن منتصر نفسه يشارك في ذلك بإعتباره لا يجرؤ على الإعتراض . إلا أنه ـ ذات مرة ـ يعترض لأسباب خاصة ، فهو يكتشف بأن مدير المكتب يغازل إبنة عمه وخطيبته التي عقد قرانه عليها ، كما أن العمال المسافرين هذه المرة هم أبناء قريته ، فهو يعلم ماذا باعوا من ممتلكات لكي يتحقق سفرهم وحلمهم بالغد الأفضل . وتصل المواجهة بين منتصر ومدير المكتب الى التهديد ، فيدبر الأخير مكيدة لمنتصر للتخلص من تهديده ، حيث يوشي به للشرطة بعد أن يضع قطعة من المخدرات في غرفته التي يسكنها بسطح أحدى العمارات .

هنا يتحول الفيلم تحولاً واعياً في الرؤية والمعالجة ، وذلك بعد أن يخرج منتصر من السجن ويبدأ رحلته بالإنتقام . ربما نجد في شخصية منتصر ملامح من شخصية »سعيد مهران« بطل فيلم (اللص والكلاب) ، إلا أن كاتب السيناريو (مصطفى محرم) يضيف الى شخصية فيلمه وقائع معاصرة حقيقية عن القاتل الذي إستطاع أن يهرب من المحكمة قبل صدور الحكم ضده . وقد كان من الممكن أن تسود الفيلم حوادث الإنتقام كما في (اللص والكلاب) ، إلا أن سيناريو (الهروب) يحطم هذا القيد ـ بعد حادثتين فقط ـ ويتطرق الى عدة قضايا مهمة تضع المتفرج في مواجهة مناطق جديدة وبشكل جريء في الطرح . فهو مثلاً يتحدث عما يجري داخل جهاز الأمن حيث الإنقسام وتباين وجهات النظر بين تياراتها أو المدارس المختلفة فيها ، والتي يعبر عنها الضابطان (عبدالعزيز مخيون ـ محمد وفيق) . فالأول يتنازعه إحساس بالواجب تجاه عمله كضابط وإحساسه تجاه بلدياته (أحمد زكي) ، بينما نجد الثاني نموذجاً للضابط الإنتهازي الذي هو على إستعداد للتخلي عن كل القيم والمباديء لتحقيق أهدافه . كما يتطرق السيناريو الى رد فعل جهاز الإعلام وتواطئه مع جهاز الأمن في التهليل لحوادث منتصر وتضخيمها وجعله إسطورة إجرامية ، ثم الحديث عن كفاءة أجهزة الأمن في القبض على منتصر ، كل ذلك محاولة لشق الرأي العام وتغيير إتجاهه عن قضايا أكثر أهمية ، مثل ذلك الفساد الذي يستشري حولهم .
أما علاقة منتصر بالراقصة (هالة صدقي) ، فهي المرفأ الوحيد الذي يلجأ اليه منتصر بعد كل مطاردة ، وهي ـ أيضاً ـ تعبر بشكل صارخ على أن منتصر يبحث عن الحب والحنان المفتقد لديه ، كما أنها تأكيد على أن المشاعر الإنسانية قادرة على التواصل حتى بدون كلمات ، حيث إن الإثنان لم يتعرفا على إسميهما إلا في اللقاء الأخير . ونصل الى الحدث الأخير لينتهي الفيلم بطلقات الرصاص التي تنهي حياة الإثنان معاً ، منتصرالهارب من العدالة وسالم ضابط الشرطة الباحث عن العدالة.
في ( الهروب ) ، نحن أمام فيلم يقدم مستوى فنياً جيداً ، يصل به مخرجه عاطف الطيب الى درجة كبيرة من الإتقان ، حيث نجح في إدارة فريقه الفني من فنانين وفنيين .. فتصوير »محسن نصر« وإضاءته قد حققا مستوى عالٍ من الحرفية ، وخلقا الجو المتناسب مع الحدث الدرامي ، كما نجح مدير التصوير في تجسيد عناصر التشويق والإثارة ، فجاءت كاميرته لتعبر عن ذلك التوتر بحركتها الحرة في الأماكن المغلقة أو بالإهتزاز المتوتر عند التصوير فوق سطح القطار مثلاً .. هذا إضافة الى التعبير بالصورة والإضاءة الدرامية في مشاهد كثيرة ، وبالذات في تجسيد العلاقة بين منتصر والصقور المحلقة بمصاحبة المؤثر الصوتي الجميل (صوت راعي الجمال) والمتناسب مع الموقف الدرامي ، الذي إستخدمه ـ وبشكل موفق ـ الموسيقي المبدع »مودي الإمام« ، هذا الفنان الذي إستطاعت موسيقاه أن تعمق الكادر السينمائي ، وكانت جزءاً أساسياً في تكوين الصورة وليست ظلاً لها فحسب .

أما بالنسبة للتمثيل ، فأحمد زكي ـ كعادته ـ متجدد ومتدفق ، أضفى على دوره عفوية فطرية وصدق في الأداء ، فكان مقنعاً بدرجة كبيرة ، فهو بهذا الفيلم يقدم واحداً من أفضل أدواره ، مستفيداً من لياقته البدنية إضافة الى لياقته الفنية ، حيث كان هناك العديد من مشاهد المطاردات التي حرص أحمد زكي على أدائها بنفسه لتحقيق أعلى درجات الصدق .

 


التعديل الأخير تم بواسطة حابس المشعل ; 01-14-2008 الساعة 03:17 PM.

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2008, 03:21 PM   #27
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو
 
0 [أوراق تتساقط شجر] !
0 ذنب النور !
0 kim kardashian
0 فضيحة !

معدل تقييم المستوى: 772

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي موقع سينما تك


ناصر 56 ــ 1995نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لقد صاحبت فيلم (ناصر 56) حملة إعلانية ضخمة منذ الإعلان عن بدء الإعداد له ، أي منذ عامين تقريباً . ثم بعد عرضه الخاص أثار عاصفة صحافية ، حيث كتب عن الفيلم الكثير من المقالات النقدية والتحقيقات الصحفية . أما عرضه الجماهيري الذي بدأ في الثالث من أغسطس 1996، فقد حطم الأرقام القياسية لشباك التذاكر . حيث إجتذب الفيلم مليوني متفرج الى دور العرض في الأسابيع الثلاثة الأولى التي تلت العرض الإفتتاحي . وقد بدأ عرض الفيلم ليتزامن مع الذكرى الأربعين للتأميم ، وأعاد بذلك الجدل الطويل بشأن الدور التاريخي للرئيس الراحل ، مابين معارض ومدافع .

يحكي الفيلم عن قصة الزعيم والقرار الصعب .. عن جمال عبد الناصر وتأميم القناة . ويروي عن مائة يوم في حياة هذا الزعيم منذ جلاء القوات البريطانية الى العدوان الثلاثي ، والتي إتخذ خلالها قرار تأميم قناة السويس في عام 1956 . ويتناول الفيلم هذا القرار منذ أن كان مجرد فكرة مستترة أشبه بالبذرة التي ولدت في قلب الزعيم بعد تلك الإهانة الجارحة التي تلقاها من صندوق النقد الدولي ، والذي رفض تمويل مشروع السد العالي بضغط من الحكومة الأمريكية . فقد نمت هذه الفكرة رويداً رويداً على شاطيء بريوني اليوغسلافي ، أثناء محادثاته الساخنة مع الزعماء تيتو اليوغسلافي ونهرو الهندي ، ليعود بها الى القاهرة يهدهدها في داخله وتزداد نضجاً حتى تأخذ بمجامع عقله وتفكيره وقلبه . لقد نجح كاتب السيناريو بذكاءه وحساسيته في إيصال هذه الأفكار والمعاني العميقة ببساطة وسلاسة ، دلت على ذكاء وموهبة محفوظ عبد الرحمن . إن فيلم (ناصر 56) يسجل لنا بشكل سينمائي مدهش ، كيف بدأت هذه الفكرة في قلب وعقل الزعيم ، وكيف نمت وإزدهرت ، وألقت بثمارها مرة واحدة حتى أصبحت كإنفجار رائع هز كل الدنيا .

السيناريو :

فالفيلم وراءه كاتب سيناريو كبير إشتهر بكتابة الدراما التاريخية ، بل أنه يعد من أبرز كتابها ، ألا وهو الكاتب محفوظ عبد الرحمن .. وهو كاتب له أسلوبه المتميز في التعامل مع التاريخ وأحداثه ، جاعلاً من هذا التاريخ قصص وحكايات درامية مشوقة ومقبوله لدى جمهور عريض في الوطن العربي . وهذا ما حدث أيضاً في فيلم (ناصر 56) .. فقد نجح (محفوظ عبد الرحمن) في إختياره للفترة التاريخية التي تدور فيها أحداث الفيلم (فترة تأميم القناة) ، فهي قمة تألق شخصية عبد الناصر ، حيث أجمع كل المصريين على زعامته . فالفيلم ينقل البطل التاريخي في حياة الشعب ليصبح البطل الدرامي على الشاشة . ثم أن هذا الفيلم أتاح لشباب الجيل الحالي الذين لم يعاصروا عبد الناصر ، والذين يمثلون 70% من جمهور الفيلم ، أتاح لهم الفرصة للتعرف عليه بسرعة وبسهولة وبأسلوب شيق عن طريق ساعتين ونصف على شاشة السينما بدلاً من قراءة الكتب والعودة الى المراجع . لذلك كان للفيلم معنى مختلفاً في حياة هذا الجيل ، فالفيلم جاء عن رجل أضاء في تاريخ الأمة ثمانية عشر عاماً بكل مالم تكن تحلم به من عزة وكرامة وشموخ وصدام مع الأقوياء .

وبالرغم من أن الفيلم تاريخي يعتمد على وثائق وأحداث حقيقية ، إلا أن كاتب السيناريو قد إستطاع أن يحولها الى دراما شدت الإنتباه وجذبت الأنظار إليها . فقد إحتوى السيناريو على العنصر الإنساني في حياة عبد الناصر ، إضافة الى العنصر الخيالي الذي هو من وضع الكاتب . فمثلاً ، التصرفات البسيطة كمواطن عادي في بيته مع زوجته وأولاده ، لهفة أولاده عند عودته من السفر ، ترقب الزوجة أثناء تواجده في مواقع وظروف خطرة ، إلحاح الأولاد عليه في القيام برحلة الى الإسكندرية لقضاء عطلة الصيف ، رفضه إقامة حمام سباحة في منزله بتكلفة أربعة آلاف جنيه بسبب ميزانيته الخاصة التي لا تسمح بذلك . جميعها معلومات إستقاها الكاتب من الوثائق والكتب والمذكرات الخاصة لعبد الناصر ومعاصريه . أما العنصر الخيالي الذي أضيف على المعلومات الحقيقية فيمثل تدعيماً للدراما ، ومنها على سبيل المثال : إقتحام موظف سابق بقناة السويس موكب الرئيس يشكو له فصله من قبل هيئة القناة . إلحاح السيدة العجوز في مقابلته بمكتبه رغم إنشغاله .

الإخراج :

إن هذه العناصر الإنسانية والخيالية السالفة الذكر مع الكثير من التفاصيل التي أحاطت بالشخصيات ، قد حولت المعلومات الوثائقية الى حدوتة درامية مشوقة نجحت في شد الإنتباه . ولكن لظهور سيناريو جميل وقوي كهذا الى النور ، كان لابد من وجود مخرج متميز ومتمكن يصل بالفيلم الى بر الأمان .. وبالفعل كان هذا المخرج هو الفنان الكبير (محمد فاضل) . فقد بذل محمد فاضل مجهوداً كبيراً للغوص في أعماق شخصيات الفيلم ، ونجح الى حد كبير في أن يستخرج منها تعبيرات أخلاقية ، بدت ملامحها واضحة على الوجوه ، ولم تكن بحاجة لأي جهد من المتفرج لفهمها ، لذلك تأثر وإنفعل بها كما أراد صناع الفيلم . كما أن إعتماد المخرج على الواقعية في الديكور والماكياج ، جعل الفيلم يبدو مطابقاً لما كان عليه الزمن في الخمسينات . هذا إضافة الى أن المخرج قد إختار تصوير الفيلم بالأبيض والأسود رغبة منه في الحفاظ على الإنسجام في متن الفيلم ودمج اللقطات المأخوذة من الأفلام الوثائقية دمجاً عضوياً بباقي المشاهد . كما أنه نجح في تحويل الساعات الطويلة التي سبقت إتخاذ القرار الفاصل الى لحظات مليئة بالتوقع والترقب عبر تقديم عرض دقيق لردود الفعل وتصاعد الموقف حتى لحظة الحسم ، رغم أنها تدور بمعضمها في مكان واحد ، هو مكتب الرئيس .
ولا يمكننا إلا أن نشير الى أن أجمل ما في الفيلم هو إبتعاده الكامل عن المباشرة في الطرح والصراخ السياسي ، هذا بالرغم من أن الموضوع يتحمل مثل ذلك . فقد إختار المخرج محمد فاضل لهذا الفيلم أسلوباً يجمع بين الواقعية التسجيلية وبين الرؤية الشعرية المغلفة بكثير من الشجن الذي تبعثه الذكرى . ويشدد من قيمته هذه ذلك الإحباط السياسي اليومي الذي تعيشه الأمة العربية هذه الأيام .
وبشكل عام فإن سيناريو محفوظ عبد الرحمن ، الكاتب العاشق للتاريخ والأمين عليه في نفس الوقت ، وأسلوب المخرج المبدع محمد فاضل .. تضافرا معاً ليحققا ذلك التزاوج بين الدراما والتوثيق ، ويرسما التفاصيل بدقة ، ويقدما عبد الناصر كما كان عليه عام 56 ، ليرتقي التعبير الفني دون أن تتلاشى الحقيقة الواقعة .

عبقرية الأداء :

لقد إستطاع أحمد زكي أن يقدم لنا عبد الناصر على الشاشة بكل قدرات الفنان المتألق في المحاكاة ومعايشة الشخصية عن ظهر قلب لدرجة أن الأداء جاء ممزوجاً بروح عبد الناصر . فعبقرية الأداء عند أحمد زكي ليس لها حدود ، خاصة عندما يلتقي بشخصية درامية لها أهميتها كشخصية عبد الناصر ، حيث تنطق عيناه بذكاء حاد ، وترسم ملامح وجهه التحدي والصرامة وقوة الشخصية ، ويجسد أسلوبه عن طريق حركة الجسم الى الأمام والى الخلف وهو يخطب ، أو وهو يقوم من مقعده مقدماً كتفه اليمنى أولاً ، أو وهو برفع عينيه الى أعلى جالساً نحو من يقف أمامه بنظرات ثاقبة . ثم كيف يغوص في روح عبد الناصر أثناء الأداء . إن أحمد زكي في هذا الدور نجح في إلتقاط خيوط الشخصية ودراستها جيداً في معظم جوانبها .. ورغم ذلك فهو لم يقلد الشخصية ليبدو كنسخة مكررة ، لأنه لو فعل ذلك فسيبدو كالمنولوجست الذي يقلد فيظهر ساخراً مثيراً للضحك . إلا أن أحمد زكي عرف عن الشخصية كل شيء .. أبعادها الثلاثة الجسمانية والإجتماعية والنفسية ، ثم إبتعد عن عبد الناصر بعد أن تقمص شخصيته وراح يؤديها بطبيعة بالغة . مما ترك إنطباعاً طيباً لدى النقاد والمشاهدين في نجاح أحمد زكي بتجسيده لشخصية عبد الناصر وهو يحاول التغلب على الشكوك التي دارت حول قدرة مصر على تأميم القناة وإدارتها بنفس كفاءة الفرنسيين والبريطانيين .



لقد كلف إنتاج الفيلم مليوني جنيه مصري (600 ألف دولار) وشارك فيه 72 ممثلاً ، عدا الكومبارس الذين مثلوا الجموع .
وفاز فيلم ناصر 56 والممثل أحمد زكي و المخرج محمد فاضل والسيناريست محفوظ عبد الرحمن بدرع الإعلام المصري في مهرجان القاهرة للتليفزيون


نشر هذا المقال في جريدة اليوم السعودية

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2008, 03:35 PM   #28
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 772

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شفيقة ومتولي ـ 1978
في عام 1978 ، قدم بدرخان فيلم (شفيقة ومتولي) ، عن الملحمة الشعبية المصرية . وقد شاءت الضروف أن يكون هو مخرجه ، بعد أن توقف المخرج «سيد عيسى« عن تصويره عام 1972 . وبعد أن قرر المخرج »يوسف شاهين« إستئناف التصوير في مطلع 1976 ، وكان بدرخان مساعداً له في هذا الفيلم ، عاد وإوقف التصوير ـ بشكل مفاجأ ـ وأسند مهمة تكملة الفيلم لمساعده علي بدرخان . وبهذا يكون (شفيقة ومتولي) هو أول سيناريو جاهز يقدمه بدرخان للسينما .. فمن المعروف بأن بدرخان يشترك دائماً في كتابة سيناريوهات أفلامه ، بل ويتابع كل صغيرة وكبيرة فيها . يقول بدرخان في هذا الصدد : ... أكمل الفيلم ، يعني بأنني سأتحمل مسؤولية ، وجدتها مسألة أخافتني ، ولأني كنت معجب بالموضوع ، وافقت . ثم أنني لم أكن على دراية عميقة به .. لذلك إضطررت أن أبدأ من جديد في دراسة السيناريو ، بعد أن أوقفت التصوير لمدة أسبوع . عدلت قليلاً في السيناريو ، وحاولت أن أعمل دراسة سريعة جداً للفترة والأجواء التي كانت فيه .. إشتغلت في وقت ضيق جداً !! ... .
إن (شفيقة ومتولي) ليس فيلماً متكاملاً من الناحية الفنية ، إنما ما يميزه هو أنه أضخم إنتاج سينمائي في موسم 1978 والموسمين السابقين له . حيث إشترك فيه حشد كبير من الفنانين الجادين والباحثين عن سينما جادة وجيدة .. مثل يوسف شاهين كمنتج ، وعلي بدرخان كمخرج ، وصلاح جاهين كسيناريست ، ومحسن نصر كمدير تصوير ، إضافة الى سعاد حسني وأحمد زكي في دوري البطولة .
والفيلم (الملحمة الشعبية) يحكي عن شفيقة (سعاد حسني) ، الفتاة التي قادها الفقر والتخلف الى الوقوع في عالم الرذيلة والدعارة ، والتي تقتل على يد شقيقها متولي (أحمد زكي) ، إنتقاماً للعرض والشرف .
وقد إنتقل السيناريو ، الذي نفذه بدرخان ، بالقصة الأصلية الى فترة حفر قناة السويس ، فترة الصراعات بين إنجلترا وفرنسا ، وذلك لإضفاء بعد سياسي على الأحداث الدرامية . مما أعطى للفيلم طابعاً خاصاً ومميزاً ، وخلق مناخاً إجتماعياً ذو إبعاد سياسية وإستعمارية تتحكم في مصير الشعب المصري ، الذي حفر القناة بسواعده وأرواحه .
يتحدث بدرخان عن فيلمه هذا ، فيقول: (...لقد وجدت أنه يمكن مناقشة قضايا معاصرة من خلال الأسطورة الشعبية القديمة ، كالعلاقة بين الشرق والغرب ، والإنفتاح على الغرب الذي حدث في الماضي ويحدث الآن ثانية .. الخ . ومن هنا تحمست للفيلم وأعدت بعض المشاهد وأكملته حسب رؤيتي الخاصة!!...).
لقد إستطاع بدرخان ، ووفق كثيراً ـ بمساعدة اللون والإضاءة والإكسسوارات ـ في الإيحاء بأجواء تلك الفترة التاريخية . كما أنه نجح في تصوير مدى القسوة والظلم والطغيان ، الذي وقع على أفراد الشعب المصري ، من خلال مشاهد قوية وواقعية صادقة ، تمثلت في مشاهد حفر القناة ، ومشهد مقتل العامل (أحمد بدير) ، ومشاهد المجاعة والوباء المنتشرين بين العمال ، وتصوير معاناتهم في تحمل كل هذا . وبالرغم من التطويل الممل في بعض الأغاني ، إلا أن مشهد »المولد« يعد من بين أهم مشاهد الفيلم ، بديكوراته الضخمة وتصوير حياة المولد الطبيعية من موسيقى ورقص ومرح . كما أن هناك مشاهد قد برع بدرخان في تجسيدها ، مثل حمام الخيول في البحر ، ومشهد جلب متولي للسخرة ، إضافة الى مشهد عودته للقرية . أما مشهد النهاية ، فقد كان لمخرجنا وجهة نظر في تغييره .. تلك النهاية التي يسقط فيها متولي وشفيقة تحت رصاص السلطة . حيث يعتبر بدرخان الإثنان ضحية لقوى أكبر وأقوى منهما ، وهي القوى التي تسحقهما في النهاية . يقول بدرخان عن هذه النهاية: (...منذ البداية لم أكن مقتنعاً بحكاية العرض والشرف ، وأن هناك من تقتل بسبب ممارستها للجنس .. ماذا يعني هذا بالنسبة لي ؟ هذا كلام لا يهمني . ففي النهاية الجديدة ، أصبحت الحكاية أبعد من حكاية عرض وشرف .. في هذه النهاية نجد متولي يمشي حاملاً سلاحه وهو يبكي .. لأنه يعرف بأن التقاليد قد فرضت عليه أن يقتل شقيقته .. لذلك نراه يبكي وهو تعيس...).

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2008, 03:44 PM   #29
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 772

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي سينما تك



العوامة رقم 70 ـ 1982
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


في ظل موجة الأفلام الهابطة التي سيطرت على سوق الفيلم المصري، برز لنا فيلم (العوامة رقم 70) لمخرجه خيري بشارة. وهذا الفيلم يعتبر أحد الأعمال الجريئة والجادة التي تناضل من أجل قيام سينما متقدمة وسط الكم الهائل من الأفلام التجارية التي تصيب المشاهد بالتبلد الحسي المؤقت عند مشاهدتها.

و(العوامة رقم 70) رمز لجيل السبعينات ومشاكله، ومن خلال استعراض شخصيات الفيلم يكون لدينا محصلة نهائية لمفهوم الفيلم .. فشخصية أحمد الشاذلي (أحمد زكي) هي الشخصية المحورية. أحمد مخرج أفلام تسجيلية ويحلم بالتحول إلى مخرج أفلام روائية لكن الظروف لا تسمح بذلك، ويعيش حلماً دائماً وصعب التحقيق خاصة في الظروف التي عاشها وعاشتها مصر خلال العشر سنوات الماضية، إنه ينتمي لجيل ممزق فقد الكثير من حماسه والتزامه الثوري، وفقد كذلك القدرة على مواجهة الواقع بشجاعة ففضل الاستسلام للأقدار. إن أحمد واع لذلك ولكنه مصاب بمرض جديد هو اللامبالاة، فعندما يخبره عامل محلج القطن عبدالعاطي (أحمد بدير) عن الاختلاسات في المحلج الحكومي، لا يحرك أحمد ساكناً وكأن الأمر لا يعنيه، بل ويحاول إلقاء العبء على خطيبته وداد (تيسير فهمي).
ومن خلال قضية عبدالعاطي تزداد حدة الصراع داخل أحمد الشاذلي، ويصبح غصباً عنه طرفاً فيه، وعليه مجبراً اتخاذ موقف، ولأنه يعاني بعض الشيء من سيزيفية اتخاذ القرار فلم يكن بالأمر السهل خاصة في ظل الأزمة التي وجد نفسه فيها.
وقد حاول المخرج وكاتب القصة (خيري بشارة) أن يوضح الأزمة التي يعاني منها أحمد بإلقاء الضوء على تاريخه وأحلامه وعلى علاقاته بمن حوله. فأحمد الذي ترك الريف ليتلقى تعليمه في القاهرة يراوده شعور دائم بأن براءته قد سرقت، حين يقول: (أنا لما سبت البلد براءتي إتسرقت مش قادر أرجعها تاني) .. فهو يرفض السكن في قلب القاهرة ويرفض أن ينصهر فيها.
وفي مقابل شخصية أحمد السلبي اللامبالي الذي يجد في عمه حسين الشاذلي السكير الفاشل مثلاً أعلى له، علماً بأن عمه هذا يجسد جيلاً سابقاً حطمته الهزيمة ولم يبق منه سوى حلم مكسور وحكايات بطولية واهية، نجد هناك نماذج لشخصيات أخرى في الفيلم أكثر إيجابية من أحمد الشاذلي.
إن وداد خطيبته التي تعمل بالصحافة أكثر إيجابية منه، فهي المرأة الجديدة المثقفة المتحررة والملتزمة في نفس الوقت، والتي ترفض أن تكون تابعاً للرجل بل نداً له. وهي أيضاً نقيض النموذج النسائي الآخر الذي يقدمه خيري بشارة .. نموذج المرأة الضائعة في شخصية سعاد (ماجدة الخطيب)، الوجه النسائي لأحمد الشاذلي، فهما ينتميان إلى الوسط الريفي الذي يعيش تمزقاً بين قيم القرية وقيم المدينة.
من خلال علاقات أحمد الشاذلي بمن حوله تتجسد الأزمة في داخله، ولكن هناك بقية شجاعة قديمة يمتلكها أحمد زيادة على الوعي الفكري الذي يحمله والذي يمارس عليه رقابة دائمة.
فالمشهد الأخير من الفيلم يوضح لنا موقف أحمد لرفض ما يدور وإيمانه بأن الحل لن يكون بعمل أفلام عن قضية مقتل عبدالعاطي وإنما عن دودة البلهارسيا التي تعيش في نخاع الفلاح المصري.
إن خيري بشارة وكاتب السيناريو (فايز غالي) في هذا الفيلم يدينان جيلاً كاملاً من خلال هذه النماذج السلبية التي تقوم بدور البطولة في الفيلم، وهما يصران حتى النهاية على عدم خلق أي تعاطف مع بطلهما. فالمتفرج هنا لا يجب أن يكون سلبياً يخرج من صالة العرض وهو راض عما شاهده، بل عليه أن يحكم على البطل ويرفض سلوكه.
أما اختيار العوامة لمكان إقامة أحمد الشاذلي فلم يأت اعتباطيا، فهي جزء من هذه الهامشية التي فرضت على جيل كامل ودفعته إلى الاستغراق في اللامبالاة. والمهم هنا أن أحمد ليس ميؤوسا منه، وهذا في حد ذاته أمر إيجابي.
لقد نجح المخرج في توظيف إمكانياته التقنية والفنية لإظهار عمل جديد وجيد في صنعته السينمائية. حيث كان الإخراج ذو طابع مشوق وذلك لتتابع أحداثه بشكل غير ممل، بحيث يجعلك مشدوداً حتى النهاية.
لقد استعان خير بشارة بزميله المخرج (محمد خان) في تمثيل بعض مشاهد الفيلم، كذلك على نمط أفلام هيتشكوك يظهر لنا خير بشارة في لقطة عابرة وذكية ليس بها شيء من الإسفاف والخروج عن الموضوع.
أما اختيار الممثلين، فقد كان موفقاً إلى حد كبير، فأحمد زكي في دور جعلنا نفهم أبعاد الشخصية بكل مواقفها السلبية والإيجابية، أكدت على مقدرة هذا الفنان في تقمص أي شخصية وإتقانها. كذلك تيسير فهمي، التي كانت منطلقة واعية تملك الصدق والموهبة. أما الفنان الكبير كمال الشناوي في دور (حسين الشاذلي) فقد نجح في إظهار عمق الشخصية وتقمصها بقدرة فائقة تؤكد حرفيته كممثل له خبرته الطويلة في السينما، وهو بهذا الدور يقدم واحداً من أهم أدواره على الشاشة. وماجدة الخطيب في دور صغير لكنه يؤكد أهمية الدور الثانوي، حيث أعطت للدور كل ما يريده ونجحت في ذلك.
أما التصوير فكان ذو طبيعة واقعية شاعرية تؤكد مقدرة مدير التصوير محمود عبدالسميع على التصوير في الأماكن الحقيقية خارج الأستوديو.
والموسيقى لجهاد سامي، لم يكن لها دور رئيسي في الفيلم، فقد كانت أغلب المشاهد صامتة، فيما عدا مشهدين أو ثلاثة، ورغم ذلك فقد كان للصمت دوراً مهماً من خلال بعض المشاهد.

و(العوامة رقم 70) لغة سينمائية راقية حاولت قدر الإمكان عدم السقوط في توظيف مفرداتها من أجل الإبهار، وإنما من أجل تحقيق شيئاً جديداً يرفع من مستوى الفيلم المصري وينتشله من الإسفاف والاحتضار.


نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج في 28 نوفمبر 1983

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2008, 03:53 PM   #30
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 772

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي موقع سينما تك


البريء

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يعتبر (البريء) من الأفلام الجريئة القليلة التي تناولت السلطة ونظام الحكم . فقد أثيرت حوله ضجة رقابية وإعلامية بسبب إعتراض الرقابة والحكومة المصرية على الكثير من مشاهده ، وبالتالي تأخر عرضه كثيراً .
يحكي الفيلم عن أحمد سبع الليل (أحمد زكي) الفلاح البسيط ، ويروي أدق التفاصيل عن حياته اليومية في الريف ، حيث يعيش هذا الفلاح مسالماً في قريته ، ملتحم بالأرض وهمومها ، مهتم بأهله وبمشاغله الحياتية المعيشية وإستمرارية الحياة . كل هذا قبل أن يطلب للخدمة العسكرية ، ويعين حارساً في معتقل سياسي بالصحراء . ويرى بنفسه أبناء الوطن يزجون في السجون . وعندما يسأل سبع الليل .. من هؤلاء المواطنين الذين يعاملون بهذه القسوة ؟ يأتيه الجواب .. بأنهم أعداء الوطن !! ولأنه مفروض عليه بأن يحمي الوطن فعليه أن يكون شرساً في معاملته لهؤلاء . وبذلك يتحول سبع الليل الى جلاد لنخبة من أدباء ومثقفين مصريين .. ويكون كلباً من كلاب الضابط شركس (محمود عبد العزيز) هذا العسكري السادي الذي يتلذذ بتعذيب المعتقلين بوحشية .
وفي يوم يصل فوج جديد من المعتقلين ، ليجد هذا الفلاح البسيط نفسه مضطراً لتعذيب إبن قريته ورفيق صباه حسين (ممدوح عبد العليم) . هنا يبدأ سبع الليل في التشكيك فيما يقوم به ، حيث لا يمكن أن يكون حسين عدواً للوطن !! هكذا يلح الهاجس عند سبع الليل . فيرفض تنفيذ أوامر الضابط ، لدرجة أنه يفضل أن يسجن مع صديقة حسين في زنزانة واحدة . وتصل الأمور لذروتها ، عندما يموت حسين من جراء التعذيب أمام ناظريه . وإنتقاماً لصديقه ولمجمل المعتقلين الأبرياء ، يتناول سبع الليل بندقيته الرشاش وهو أعلى برج المراقبة ويصوب على كل حراس المعتقل في غضب وتحدي . وبعد أن يقضي على الفساد (هكذا يعتقد) ، يتناول سبع الليل نايه الذي كان قد أمر برميه سابقاً ، ويبدأ في العزف عليه ، لولا أن رصاصة تنطلق من بندقية »بريء« آخر ترديه قتيلاً . لينتهي الفيلم بـالبريء الجديد وهو يسير بفخر مبتعداً بين جثث الجنود ، معتقداً بأنه قد قام بواجبه تجاه الوطن .

عند الحديث عن فيلم (البريء) ، لا بد لنا من التوقف كثيراً أمام أداء أحمد زكي كفنان كبير يمتلك طاقات تمثيلية عبقرية ، تشكل إختياراته لأدواره عاملاً مهماً في تألقه الفني . ففيلم (البريء) هو فيلم أحمد زكي بحق . وهذا ـ طبعاً ـ ليس إنتقاصاً من تميز فيلم جريء عميق الدلالة قوي الإخراج ، وإنما هي حقيقة واضحة تؤكد بأن الفيلم ينتمي الى أحمد زكي في جوانب كثيرة . فشخصية سبع الليل أداها هذا الفنان ببساطة وصلت أحياناً الى حد السذاجة التي يحتاجها الدور فعلاً ، ولم يتخل عنها لحظة واحدة . إننا نشعر بأن أحمد زكي لا يمثل وإنما يقدم جانباً من شخصية موجودة في أعماقه ولم تلوثها المدنية بعد . وأكاد أقول بأن عبقرية هذا الفنان هي التي جعلت من سبع الليل شخصية تتجاوز مرحلة السكون وتتحول من مجرد كلمات على الورق الى نبض حار متدفق ومؤثر ، حيث جاء ذلك بأسلوب بسيط ومتمكن في الأداء يعتمد اللمحة بدلاً من الكلمة وعلى الحركة عوضاً عن الصراخ الزاعق . إن ما سبق ، ليس إلا وسيلة للوصول الى حقيقة واحدة ، وهي أن أداء أحمد زكي كان هو الفيصل الحقيقي الذي جعلنا نصدق سبع الليل ، ونتابع معه خطوات مغامرته الكبيرة هذه . إنه بهذا الصدق في الأداء قد جعل المتفرج يتعاطف مع الشخصية الى درجة التماهي ، حيث أن المتفرج قد نسى أو تجاهل أن يفتش عن الأخطاء والسلبيات التي إحتواها الفيلم . بل إن هذا التماهي قد جعله لا يرى ما يمكن أن يخالف المنطق أحياناً . صحيح بأن فيلم (البريء) قد تناول موضوعاً خطيراً ومهماً ، إلا أن هذا التناول لم يتلائم وحساسية هذا الموضوع . فالمعالجة جاءت تقليدية وضاعت بين الميلودراما المؤثرة المصحوبة بالعنف ، وبين إطروحات الفن الملتزم والموضوع السياسي . لهذا جاء الفيلم ركيكاً في كتابته الدرامية ، معتمداً في نجاحه على فكرته الجريئة . إلا أنه يمكن الإشارة ، في أن السيناريو قد نجح في الخروج من إطار المعتقل ، عندما كانت الكاميرا في الريف مع سبع الليل ، تنقل لنا الخلفية الإجتماعية والحياتية لبطل الفيلم ، لكي تكون تصرفاته بعد ذلك كبرره ومنطقية . وفي المقابل ، لم ينجح السيناريو كثيراً في خروجه مع الضابط من المعتقل ، رغبة في إعطاء شخصيته عمقاً وبعداً نفسياً وإجتماعياً ، حيث لم يؤثر ذلك في شخصية الضابط ولم يبرر تصرفاته السادية .. بل كان من الأفضل الإستغناء عن هذه اللقطات ، طالما لم تؤد الغرض المطلوب منها .

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2008, 03:56 PM   #31
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 772

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حابس المشعل مشاهدة المشاركة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
العظماء لا يموتون !
لا
لا يموتون!

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2008, 04:02 PM   #32
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 772

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 5 مايو 1993


الإمبراطور ــ 1990
ــــــــــــــــــــ


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ولادة مخرج جديد في مصر ليس حدثاً غير عادي، فالسينما المصرية من خلال معهد السينما بالقاهرة تخرج سنوياً عدداً من المخرجين . هذا إضافة الى المتخرجين من معاهد السينما في الخارج . لكن الحدث غير العادي هو تميز هذا المخرج الجديد وبروزه في الوسط السينمائي من خلال أول افلامه .
وفيلم (الامبراطور ـ 1990) يمثل شهادة ميلاد لمخرجه طارق العريان . هذا القادم من لوس أنجلوس حاملاً معه شهادة السينما . وقد إختار في أولى تجاربه فيلماً كتب السيناريو له السيناريست فايز غالي ، مقتبساً قصته عن الفيلم الامريكي (الوجه ذو الندبة SCARFACE) ، معطياً مادة درامية جيدة ومتقنة على صعيد الصياغة والحبكة .
وفيلم (الامبراطور) يحكي قصة صعود زينهم (أحمد زكي) .. هذا الانسان المتشرد الذي تفوق احلامه وطموحاته كل إمكانياته وقدراته . فهو يتجه لطريق يحقق اكبر ربح في اقل وقت ممكن بتوظيف قدراته وإمكانياته في خدمة الشر والجريمة .
يبدأ صعود زينهم من مجرم صغير في السجن الى مجرم طليق تحت إمرة المجرم الكبير (الامبراطور) صاحب تجارة المخدرات ، وشيئاً فشيئاً وبذكاء واضح من زينهم ، يصبح هو الامبراطور الاوحد في تجارة المخدرات ، بل ولا يستطيع أحد تهريب جرام واحد من الهيرويين الى مصر إلا بمعرفته . لكنه في نفس الوقت يعاني من مشاكل خاصة تمثل له قلقاً كبيراً ، فزوجته الراقصة السابقة (رغدة) لا تستطبع ان تنجب له وريثاً لكل هذه الثروة ، والتي يزداد شعورها بالقلق والاحساس بالخوف والتنافر بينها وبين زوجها . فنراها تتجه لتعاطي الهيرويين . كذلك شقيقه الاصغر الذي كان يمثل له الامل في ان يحقق فيه وبه ما لم يستطع هو تحقيقه ، هذا الاخ يجرفه تيار الانحراف فيبدأ بتعاطي المخدرات ثم الاتجار بها ، الى ان يتم القبض عليه وايداعه في السجن . هذا إضافة الى المشاكل التي يسببها له منافسوه من تجار المخدرات نتيجة احتكاره للسوق .
وفيلم (الامبراطور) قريب الشبه بالفيلم الامريكي ، بتفاصيله واحداثه وشخصياته ، حتى ان المشهد الاخير (مشهد قتل الامبراطور) مأخوذ بشكل شبه كامل من نهاية الفيلم الامريكي . وهذا الشبه قد أوقع صناع الفيلم المصري في خطأ واضح وهو انهم نقلوا أجواء الجريمة المنظمة ، التي اعتقد بانها لا توجد بهذا الشكل في مصر . ثم هذا العدد الكبير من القتلى والدماء في كل مكان مما جعلنا نشعر باننا نشاهد فيلماً أمريكياً عن عصابات المافيا .
وهذا بالطبع لا يمنعنا من القول بان وراء هذا الفيلم عناصر نجاح فنية وتقنية ساهمت في ظهور فيلم ذو مستوى جيد . أولها ذلك الاداء المتميز من أحمد زكي ، ذلك الفنان المبدع الذي يقدم دائماً قدرات هائلة من التعبير المتنوع والثري ، ويقوم بدراسة كاملة للشخصية بحيث تحقق المصداقية الدرامية الكاملة . مؤكداً من جديد بانه أفضل ممثل قدمته السينما المصرية خلال العشرين عاماً الاخيرة .
ولا يمكن ان نغفل بقية العناصر الفنية من تصوير ومونتاج وموسيقى بقيادة مخرج متمكن ، فانها جميعاً ساهمت في تقديم دراما مشوقة وعنيفة على الطريقة الامريكية في قالب مصري مقنع .
وأخيراً لا يسعنا إلا ان نؤكد مرة أخرى بأن (الامبراطور) فيلم يعلن عن ميلاد مخرج سينمائي جيد ، يعبر في أول افلامه عن نضج غير عادي في تعامله مع أدوات وتقنيات السينما .

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وراء الستار الأسود .. عبيد خلف العنزي أبعاد النثر الأدبي 23 06-27-2008 05:33 AM
وفاة الشيخ عبدالعزيز المسند هدب أبعاد العام 17 10-05-2007 03:48 AM
خل الحزام الأسود ينفعك !!! علي القحطاني أبعاد العام 10 07-15-2006 09:04 PM


الساعة الآن 12:33 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.