ما أرى فيه أهميَّة أقله لهذه الأجيال فما أراه مِنْ خلال المواقف المُعاشة أن هُناك قلة وعي
وإدراك لحجم المسؤولية ونوعها عند القيام بتأسيس لُبنة أولى في المُجتمع المُسلم سأقف على بعض
المُشاهدات والتي كانت قبل خمس سنوات تقريبا : رجل له أكثر مِنْ بيت وعدد كثير مِنْ الصغار
نسبة لقدرته المالية وحتى سنه وإن تحدثت عن حال الصغار فهم في مستوى مُتدني مِنْ ناحية
المظهر ! الصحي والنظافة وإن أجزمت أن هذا سيصل إلى مستواهم العلمي فيما بعد إن كتب الله
لهم الحياة تكرر هذا الموقف على مجموعة مِنْ الأسر والبيوت إذا هي ليست حالة واحدة
هذا وأنا لم أقف إلا على ما تحت يدي مِنْ أوراق تخص ( دفاتر العائلة ) طبعا قبل وقوفي على
هذه الأوراق كونت مجموعة مِنْ الفرضيات بناءً على المُشاهدات ( التعايش مع النساء وصغارهن )
لكن بعد وقوفي على الأوراق عرفت مربط الأمر وسببه بعد أمر الله تعالى .
الشاهد : علينا سلك مسلك ( علمني كيف أصيد السمك ولا تُعطيني سمكة ) نحتاج إلى تعليم
النفوس كيف يمتلكون حرفة وكيف يتعايشون مع أحوالهم وكيف يُطوعون هذه الأحوال
لتكون يد عون لهم ترفعهم لا تُسقطهم .تثقيف الأجيال بكيفية إدارة حياتهم بالشكل الذي يؤهلهم
لحياة مُريحة اجتماعيا صحيا ماليا علميا وربما المُفارقة هُنا أن إحدى تلك الأسر التي جاء الحديث
عنها أعلاه وعلى لسان إحدى نساء رجل لم تتدارك الحال وهذا أدى إلى تسليمها لابنها الشاب
إلى ذات التعايش بعد ارتباطه بزوجة ثانية رغم أن دخله المالي لا يؤهل لذاك وبتالي ستدخل
أسرته في ذات الدائرة حتى تصل إلى لا عناية بالنفوس المولودة فقلت المال يؤدي إلى كافة صور
انعدام الاهتمام وفقد الرعاية _ حتى لا تذهب العقول القارئة إلى " التعدد " فالمقام هُنا
لا يعنيه إنما كرسم مشهد واقعي لم تتدبره النفوس قبل خوضه ولم تُسقِط ظِلاله على واقعها
المعيشي وبتالي مستقبلها _ فالموقف ليس حصرا على فتح أكثر مِنْ بيت بل الصور
كثيرة وكلها تُقرب لصورة واحدة وهي : مُستقبل الفرد .
هُناك أولاد وبنات خرجوا مِنْ أُسر لا تملك المال الذي يكفل لها عيش مُرفه بل بالكاد
يكفي الحاجات الأساسية لكن الوعي بالحالة التي هم فيها والتي رأوا عليها آباءهم ربما
جعلهم يدركون حجم وأهمية أن يتدبروا قبل أي خطوة في بناء مستقبلهم والذي ستترتب
عليه حياتهم المعيشية .فأهتموا بما توفر لهم مِنْ دراسة وعلم وشهادات وزاولوا ما يجدونه
مِنْ أعمال توفر لهم العيش الطيب الساتر وإن لم يصل للمُرفه.
على الفرد أن يعي أن المواطن الحق هو مَنْ يعرف ما له وما عليه اتجاه وطنه ونفوس
وطنه . فالعلاقة علاقة تبادلية أقله هذا المُفترض . لكن إن لم أخذ أنا كفرد ومواطن بأسباب
تكفل لي العيش الطيب والساتر إن لم أصل ( للمرفه ) فلا ذنب للوطن هُنا وليس عليه
أن يدفع ضريبة لا وعيي وإدراكِ للخطوات التي تبنيتها وأوصلتني لما أنا عليه وفيه .
وإن تحدثنا أكثر عن كون علاقة الوطن والمواطن تبادلية سنؤكد واقع أن على المواطن
أن يسعى في كسب كافة القدرات التي تؤهله لبناء مُستقبل واعي واقعي وعلى الوطن
أن يُذلل العقبات بيد المسؤولية التي تطوق أعناق كل مسؤول وصاحب شأن فلا تُترك
الأمور لأصحابها فليس كل فرد لديه أمانة واتقاء لربه في نفسه وفيما يقع تحت يده
وبتالي واقع ( إدارة المسؤولية وإعلانها ) واجب ليعلم كل مسؤول أنه قيد المُراقبة
وأن امتلاكه لِزمام الأمور لا يعني أنه الوحيد المُتحكم بها وأن مَنْ تحت يده سيقع تحت
رحمته !.
ولننظر قليلا بعد أن نُبعد مِنظار المشاعر / العواطف لأن هكذا مناظير لا تُقرب واقع!
المواطن يحتاج إلى الانتماء ويحتاج أكثر إلى أن يشعر بحجم ومكانة وطنه
هذه الحاجة ذاتها أليست مِنْ حق الوطن أعني ألا يحتاج الوطن أن يفتخر
بالمواطن يفتخر بنا كأفراد أليس هذا حق له !؟ .
كان الله في عون هذا الوطن فبماذا يفتخر بأفراد ذِممهم واسعة جدا باعوا
واشتروا فيه أو بأفراد حمَّلهم أمانة ففرطوا فيها أم بأفراد لم يتعاملوا بوعي
وإدراك مع أحوالهم فحمَّلوه وزر هذا والان نجد حتى في الخطوة التي يحاول
أن يؤسس فيها لقاعدة احترازية ومحتوية لأبنائه الباحثين عن عمل نرى انعدام
الوعي والإدراك فبدل أن يكونوا عونا له باتوا كربا عليه فهاهن مجموعة مِنْ النسوة
والاتي لم يطرقن باب العمل في يوم بل بتنا في مرحلة لا تستدعي العمل خاصة في
ظِل ظروف انعدامه واحتياج الشباب والشابات إليه هاهن يطرقن باب ( حافز )
ومهما كانت النوايا لا يبقى إلا القول: كان الله في عون هذا الوطن فمثل تلك نماذج
مُخجلة لا مُشرفة .