.
عن نزار ..
قال: نوري الجرّاح
في منفانا اللندني بغيومه الكالحة كان نزار علامة فارقة بيننا نحن الشعراء الجدد الغاضبين، اختلفنا معه، وهجانا في شعره، بصفتنا "حداثيين منخلعين من الجذور". وما كنا نرفضه من غير شاعر من هجوم على الكتابة الشعرية العربية الجديدة كنا نقبله من نزار، فقد كانت له مكانة خاصة لدينا.
كنت قبل رحيله بأشهر كتبتُ تحت عنوان (نزار قباني حداثيا - كلمة) في الشاعر عاتبتني عليها جمهرة من الشعراء العرب ممن يوصفون بأنهم حداثيون، رأوا أنني مبالغ، وأشعروني أن هذه هي إحدى سقطاتي. ومما قلت في هذه الكلمة..
"
إن نزار قباني ليس فقط أشهر شاعر عربي حيّ، وإنما أحد أبرز وجوه الحداثة الشعرية العربية التي دأب نزار نفسه على هجائها، وهذه مفارقة طريفة لا تصلح للإستعمال الصحافي بمقدار ما تصلح للتأمل النقدي العميق".