البحيرة والنورس

[حمد الدوسري]

‏قد كنت أفرح بينكم وأعاني
‏أبني جسورا من تلال عنادي
‏أشدو لأرض لا تقاوم رفعتي
‏لا تستهين كرامتي وسدادي
‏أشتاق أشعار كرذات الندى
‏يتساقطون مع الصباح الهادي
‏أرنو لأيام تفانى سحرها
‏سهر الغياد ورقصة الأجيادِ
‏أشتقت دوما أن تعود هنادي
‏راحت ورحنا و انتهت بعنادِ

 

[حمد الدوسري]

‏تَتَهادى بينَ أَحضانِ الدُّجى
‏تَحْمِلُ اللَّيلَ وفي الخَدَّينِ ظُهْرا

‏نامَ لَونُ الفُلِّ في وَجْنَتِها
‏تَغْمُرُ الساحةَ أشذاءً وعِطْرا

 

[حمد الدوسري]

‏

أيا بُحيرَةُ هل بعدَ الخليلةِ لي
‏سلوى وذاك الغنا باقٍ تَسَمُّعهُ

‏وفيكِ فلذةُ كبدٍ ذائبٍ غرقت
‏بل غارقٌ فيك قلبُ الحبِّ أرفعهُ

‏أُحبُّ مَوجَكِ حباً للتي غضبت
عليهِ يوماً وقد جاءت تُوَدِّعهُ

‏ما كادَ عامٌ يولّي بعد فرقتنا
‏حتى رجعتُ وقلبي الشَّوقُ يتبعهُ

‏وجئتُ ألمسُ وحدي حيثُما لمست
‏يا حبّذا ذهبٌ دمعي يرصِّعهُ

كذا على الجسر كانَ الموجُ محترقاً
كما تحرَّقُ من مُضناكِ أضلُعهُ

كذا تَناثرَ في ليلِ الهوى مطرٌ
فكانَ من قَدَمَيها اللّطمُ نسمعهُ

 

[حمد الدوسري]

وعيّرني بالفقرِ أخرقُ موسعٌ
فكرّهني جوداً يقرِّبُ إذلالي

لئن كان ريحُ السمنِ يملأ ثوبَه
فإنّ رحيقَ الفخر يملأ سربالي

أرى الجمرَ والهامورَ في الفحمِ والثَّرى
كقَلبٍ عفيف خافقٍ تحتَ أنذالِ

فكم عشراتٍ للكرامِ كفلتُها
وكم من جميلٍ للّئامِ وأفعالِ

فوا أسفي لو كنتُ للمالِ مدفياً
لما برَّدت عرقي براثنُ أرذالِ

لعمركَ إنّ الزمنَ ما زالَ مُزرِياً
بأفضلِ هزَّاجٍ وأفضلِ رمَّالِ

ألا فَلتمُت بالبحرِ كلُّ قصيدةٍ
لأن الوَرى وازى القصيدةَ في المالِ

 

[حمد الدوسري]

‏ولمّا طالَ بي قلقي وهمِّي
‏ركضتُ كموثَقٍ يَبغي الديارا

‏وقلتُ فكا سراي إلى فتاةٍ
‏بها عمري مِنَ الهمِّ استدارا

‏فتؤنسُ وحدتي ويُسرُّ لَيلي
‏إذا أبصَرتُ في الشعرِ اشقرارا

 

[حمد الدوسري]

‏

لا تسألوني عن جروح غزالي
‏من دمعها في لحظة استبعاد ِ
‏في كل فجر من لماها ..... همسة
‏كانت تهرول لهفةً و تنادي
‏الأفق يمطر .... والسماء حزينة
‏خلف الطيور .... أرى غياب حصاد ِ
‏تتلاطم الأحوال، أعمى خبطُها
‏وتعاكس الريحُ المُنى بعناد ِ

 

[حمد الدوسري]

‏ما كفى سحرهنَّ نشرُ القوافي
‏أو رُسوماتُ مبدعٍ في مجلَّة

‏أو حنينُ الناياتِ في الأمنياتِ
‏أو جروحٌ في قلبِ صبٍّ تولَّهْ

 

[حمد الدوسري]

‏

وتغتال كالنار ضيفا جميلا
‏وينهي الحكاية.. برد المطارْ

‏وتنسى عـيوناً رأت فيك بدراً
‏يُنيرُ ظلاماً، وشمسَ النهارْ

‏تذكر قليلا ولا تنس أني
‏طويت بسعيي إليك القفارْ