أخانا: خالد الحربي
دام متصفحك عامرًا بكلِّ جديد ونافع،
متصفحٌ مفعم بالتَّصحيح والتَّرتيق والنَّقد المفيد، نفع الله بك
أخانا: قلتَ في مستهل موضوعك ما يلي: "أيضاً كُلّ رأي سَيتِمّ إدراجهُ هُنَا ـ سيحتمِل الخطأ وَ الصَّوَاب في آنٍ واحِد !
رَغْم أنْ ما يَخُصّني من هذه الآراء .. لن وَ لَم يُدرَج إلاّ عن قَناعةٍ تَامّة ـ على الأقَلّ هذه الفَترَة ! ، وَ لكنّهُ قابلٌ للنسف مَتَى ما وجدت الرأي المُقنع عند غيري .." اهـ.
أجدني أخالفك في هذا القول، وإنْ بَدَوْتُ بقولي هذا (قمَّة المخالفة) !
ولو تمّعنْتُ وإيَّاك والقرَّاء في هذا القول، نجد أنَّ سببَه عددٌ الهفوات وزلَّات الأقلام، وكبوات الأدباء في طريق الكتابة، لتُصحَّح الأخطاء، وتُقال العثرات.
لكن الرَّأي في بيان الخطأ؛ ليس على درجة واحدة في الصواب أو الخطأ، ولا يمكن أن يحتمل الخطأ والصَّواب في آنٍ واحد؛ فهذا ممتنع عقلًا في ظنِّي.
وللخروج من هذه القضيَّة، علينا أن نذكر أمرين:
الأوَّل: درجات الرَّأي، وهي:
أ- الرأي المستند إلى دليل صحيح وقاطع، من قرآن أو سُنَّةٍ أو معلوم بالضرورة من العلم، أو قياس صحيح، أو قاعدةٍ صحيحة، أو أصلٍ منضبط، فهذا الرأي لا يكون إلا صوابًا مطلقًا، والخطأ يكون في مخالفته.
ب- الرأي المخالف لما سبق، فهذا رأي لا يكون إلا خطأً محضًا، والصواب يكون في مخالفته.
ج- الرأي المتعلق بالنظر والاختلاف؛ لعدم ورود ما يقطع في أمره، فهذا خاضع لاختلاف وجهات النَّظر، ولا يصح تخطئة القائل به إلا بقرائن قويَّة تعزز موقفه، وهذا ما ذكرتَه -أخي خالد في نصِّك- مشكورًا، ولا يصحُّ أن يكون متعلق بالمزاجات الشخصية والآراء الحدسية المجرَّدة.
الثَّاني: معيار الصواب والخطأ، والمعيار مهمٌّ في الحكم على الآراء، ولا بد أن يكون منضبطًا وصحيحًا ومتفقًا عليه ليصح الرجوع إليه، وفي ظنِّي فإنَّ المعيار لا بد أن يكون: قواعد النحو والصرف، والأصول الأدبية المتعلقة بالبلاغة العربية، وأن تكون دلالات الألفاظ المستخدمة معروفة في لغة العرب.
هذا والله أعلم، ما ذكرتُه هو وجهة نظر لا دليل قاطع فيها =)
دمت بعزٍّ وَ رَفَاهٍ.