أنبش ذكرياتي القديمة جداً جداً وبينها كانت ورقتين أمتلأتان مِنْ الغبار
و كتبت فوقها .. الزمن والتوقيت
[BLINK]
سأقرأها لكم ... [/BLINK]
[ أقتبس النُور مِنْ حَولي لِــ يحاصرني و أكتب ،
هَـا هي مٌلقاة حَولي لا أسمع سِوى صوت أنفاسُها وأنفاسي تتناغم بِبعضها والدمع بين وجنتينا قد أغرقنـْـا ، إلتَحَفْت جَسدُهَا النَحيل تِلكَ الغيبوبة ،
بِ هَدوء ء ء ء أضع رأسي فوق يدها الحريرية وقد لَونِت بِالدماء ( آآه ) أتنْهَد بِ دموع قد حفرت يدها ، ونبض العروق المليئة بِ مٌغذي المشفى .!. ،
أترك أوراقي عَلى الكرسي الصامِد حَول ذلك السرير الجَبار ، وأذهب بعيداً عنها قليلاً لِــ أتنفس الهَواء النَقي الخَالي مِنْ تَنهيدات الزَمَنْ المُر .. صَوت طرقات حِذائي بِرفق على الأرض
يجيئنْي وقتها صَوتْ رنين الهَاتف النقال يُرافق صوت طرقات حِذائي الممُزق حُزنا ..
- ألو .!.
- أنا لله وانا إليه راجعون ...
- ( دمعة بين الأهداب .. وعلامة الأستعجاب تخنقني ) ماااذااا ؟؟! .. ،
- مات ( سعد ) اعطاكِ الله عمره في وقت الغروب .. ولآ تخبريها بِـشيء .،
- طيب طيب ..!..
أغلق الخبر المُميت السادس بعدها
كانت أمي تُحدثني وصوت الحزن هو من يتحدث معي ، وكأني أخبر نفسي بأن أصبِر .. أشكر .. المُصيبة أثرت على جسدي الصغير وقلبي الباكي بِنبضاته كُنتْ حينها أنتظر أي روح تُربت على كتفي وتمسح على رأسي وتهديني وتضمني بِ قوة وتجمع أطرافي المفكَكة ، كانت غُرفة جلوسي مع تلك الرفيقة بعيدة عني فما كان مِنْي إلا أن أسقط على الكرسي الذي كان ينتظرني في المَمر وأبحث عن الأنفـاس وأمسِك بِرأسي .. وأبكي بِ صمت
ياااه .. لحظة جِداً كانت مؤلمة وقاسية وجامدة ومميته وصارمة
ياااه .. تِمنيت أن روحي تُلتقط ويلقفها ملك الموت حينها معهم .. وتبتلعني الأرض
ياااه .. بكيت .. وبكيت .. وبكيت .. حتى أني بين الناس المَاره نسيت .!.
بعدها حملت حذائي بعد أن رميته بجانبي وكأني أجتر خلفي دُول ، وكأني حملت حجراً كبيراً ووضعته بِ قلبي لِــ أصبر .،
دخلت ذلك الظلام مَرةً أخرى وهي مُلقاة على سريرها صابرة .. لآ .. لآ أعرف أتراني حين أبتسم لها .!.
أتسمعني حين اتحدث إليها ..؟ أعلم جيداً بإنها لآتستجوبني لكن أعلم بإنها تسمعني واسمع حديث أنفاسها معي تُسامرني وتهدهد دموعي ونفسي المتشنجة .!.
نظرت لِ ملامحها حينها ..جبينها عينيها النائِمتان وجنتيها وانفها وفاها ودقنها .. تِلك الملآمح الدقيقه الرقيقه .. ياااه لآ أحتمل إلا أن ابكي بِــ حرقة
أهلكِ يافتاة يانائِمة جميعهم رحلوا عن هذه الدُنيا وتركونااا تركونااا تركوناا وحدنا .. فهد و سعد و ريم ومريم و عبير وأمكِ ..
.. لم يتحرك مِنْ جسدها شيء بعد قولي لها حتى أني امسح على خصلات شعرها المظلوم بِـحكم المشفى وتقصيره ، لم تسدل دمعتها من جفنيها
قلبها .. قلبها ينبض بِــ خوف .!. " أعتقد "
بكيت وهدهدتها وهززتها بأطراف جسدها بأن حدثيني أرجووكِ ..
حدثيني لآ أريدكِ ترحلين معهم أرجوكِ ..
وينقطع وتر صوتي البائس اليائس المبحوح بِ صوت صرير فتح الباب مِنْ المُمرضة
حتى الباب يبكي والحائط يبكي والإضاءة الرمادية تبكي لِ حالتي و حالُها تِلك .!.
كان دخول الطبيبة مِنْ أجل نور .. وليس مِنْ أجلي
خَر جسدي المتهالِك كالقماش على الأرض وسقطت بِ أغمائة
لم أشعر إلا أنني كُنت جالسة وبأن الممرضة تٌذيقني مشروب العصير لِأشعر بِحلاوة الدنيا ولو قليلاً
أٌلقي جسدي بِجانب تِلك النور صامتة
( القلم تعب ورحلت عنه .. لــ يرتاح قليلا كأحبتي ليريحوا الروح مِنْ أسى دُنياي ) ..]
ولم تنتهي بَعد
.
,،