رسائل الزُّعفران ..!. - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 1 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 7 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 795 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 8221 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75200 - )           »          !!.. غــُبـــــاااار قـُـــرآآآآني ..!! ( وإنِّـي لَـعَـلًى صـَبْـرٍ عـَظـِيــِمْ ).. (الكاتـب : خالد العلي - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 24 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 75 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 1 - )           »          أحلام الكلام (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 3 - )           »          من لا يعشق ليلى (الكاتـب : د.حاتم المصري - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-2012, 05:41 PM   #17
ترتيل
( شاعرة )

الصورة الرمزية ترتيل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ترتيل غير متواجد حاليا

افتراضي


شهدَ الخليِّ وغسلين المحبينــا
مسـّاكِ بالخير ، ماذا لو تمسينا ؟


انتخبتُ لكِ مطلع قصيدة ( زجاج العمر ) ألقيه عليكِ تحيّةً كـ ما فعل قائله
حين أقبل مشتاقاً لمدينته .


طيّبَ الله كلَّ أوقاتـك يا مدينتي الخضراء


أخبريني مالمشترك بينكِ وبين الماء يا هند ؟
لِمَ كلّما لمحت أحدكما أو سمعت صوته دبت بأوردتي الحياة حدائق وعصافير ؟!.

ويسألونني عنكِ !
مَنْ تكون تلك الماكثة فوق أهدابك, تلك التي تنساب على وجنتيكِ دمعة وضاءة ذات حزن
بليغ وتمتد بسمة مشرقة تزهق بحلولها كلّ خصومات الكون من حولي ذات بهجة
وأُخبرهم أنَّكِ ساعةٌ مضت ولو بُعثت أُخرى تلدني أُمّي بلقيسا, فيشقون قلبي بحثاً عن الهدهد
وأُخبرهم أنْ لا تسترشدوا بدليلٍ ضيعته قبل أن تتوارد الخيبات إلى صدري نبأ يقيناً

آهـ يا كلَّ الحكايات ,يا فرحاً أقام في سماء ليلٍ فاقد بدرهـ عرس ضوء لا ينطفئ !
الرّسائل الرّسائل ولا شيء سواها يا صديقة العصافير والنوافذ الضّاحكة
الرسائل يا هند نعوش من ورق تخبئ بين طياتها والسُّطور رماد الأيام الماضية وما استبطنتْ من
أقداروما خطاباتي إليك يا نصفي الصّالح إلا تشييعاً لما مات من أيامي _الخالية من صوتك_
دونما غُسل وصلاة .
أنا لا أُحيك الكلماتِ إليكِ يا هند على سبيل السّرد والتوصيف لما سقط من العمر أنا أكتب إليكِ لأصحو
, لأنجو ولتموت الأيام بين يدي كرّة أُخرى فـ اغسلني وأصلي .
ليس عليكِ أن تضيعي وقتك بقراءة كلّ ذلك العبث المسطور والمصدّر إليكِ بهذا الكم ,
لستِ ملزمة بذلك أبداً .

وبعد ,

الطين _ يا هند _ ميراث أهل القرى والضّوء صوتهم المفتول بغناء الجدّات عند المهود, أحاديثهم
ملائكة تسابق النَّهر في جريانه ساعة تنام الحقول وتستفيق المواويل ,قلوبهم نخيل يهتزّ كلّما
ضجَّ بالأجواء عطرعشق أسمر يمطر وجدانهم سدراً وماء ,وأنا _ يا كلَّ القرى المسلوبة _
مسكونة بكِ وبالنّهر والبساتين .
فلا تعجبي
حين لا أعرج على قلبكِ بقلق المحبين فلازلتُ مطمئنة منكِ وبكِ وعليكِ كـ فلاّحٍ ما عاد
يتفقد حقله المتروك بلا فزاعة بعد أنْ أستودع الله فسائله والثّمار .

لو تعلمين _ يا هند _ كم تُسرف دروب القرى في شوقها لخطاك !

يا لهذا الصّداع البغيض !
لو يمهلني قليلاً من الوقت فأنفث على الصفحات شوقاً ممّا تشتهين .!.
بالأمس قصدتُ طبيباً أبتغي منه أن يرشدني لدواءٍ يُزيل - ولو لبعض حين - هذا الصّداع الذي
يحول بيني وبين السّكينة , بيني وبينك , بيني وبين هذه الحياة التي تتقوزح أفراحاً كلّما دونتُ
إليكِ سطراً/ صدراً .
هذا الصّداع الذي بلغتْ به الوقاحة أن يوقظني من نومي دونما خجل سالباً من عينيّ وقلبي
هناء الغمض, ذاك اللعين رافقني حتّى عيادة الطبيب حيث كانتْ غرفة الانتظار مكتظّة بأهل
العلل ومرافقيهم ,
أولئك الذين بدوتُ وسطهم يا صديقتي مدّعية كبيرة وهو يدنو مني ويبتعد ساخراً من خجلتي حين يغدو
وتأوهي المكبوت حين يجيء أرشدني الطبيب أن أُخلي رأسي من الضجيج وسأكون بخير ,أ أفعل ؟
حسناً ,سأنصاع لما قالته أُمّنا عائشة (رضوان الله عليها ) :
"هو نهر في الجنة ليس أحد يدخل إصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر".
وأُسدل جفنيّ بعد أن أدس سبابتيّ في أُذنيّ وأُصغي بكلِّ اشتهاء لدوي الكوثر ساعتئذ

لا ضجيج سيبقى ولا حزن ولا غيوم ,لاشيء لا شيء سوى الطمأنينة .
لِمَ يا هند كلّما فعلت ذلك تترائين لي هناك عند الكوثر تتوضئين ؟!

وبعد يا هند,
في القلب شوق عظيم _ بعمر الأرض _ بلغ مني كلَّ مبلغ لسيدة فارسية مورقة تحبُّ الله كثيراً
كانتْ تلك المثمرة جدّة أبي الّتي حدّثنا عنها جدّي -ابنها - باكياً ذات ظهيرة رمضانية
معطرة بـ تلاوة خاشعة فأخبرنا أنَّها كانتْ تبكي حين تسمع القرآن بكاء الخاسرين بلا حيلة التعويض
بل كان بكاؤها أشدّ حرقة وعذوبة حين تغشاها هيبة الترتيل فتُبعث في صدرها خشية تليها غصة تجدل
من أمانيّ قلبها دعاءً ينساب خاشعاً على لسانها عبرة عبرة علَّها تتعلم العربية يوماً فلا تُفرّط في حفظ
قول ربها بقلبها أنيساً وباعثاً على الطمأنينة, تلك المؤمنة التي كانتْ توصي أبناءها أن هاجروا إلى أرض
العرب وتعلّموا لغتهم لغة القرآن وعودوا إن شئتم بعدها ,منذ تلك الظّهيرة يا هند وأنا بشوقٍ لقلب تلك
الجدّة علّه حين يبصر تيهي يتلو عَلى ضلالتي آية الخلاص بلغة نورانية خصّ الله بها تلك السّيدة .
هند,
مدينة أنا لتلك المضيئة حدّ الإجلال فلولا جهدها الحثيث من بعد مشيئة ربّي لبقيتُ -ربّما – إلى الآن
أجوب القرى في خراسان محرومة من عقد العربية الذي زيّن عنقي حتّى استطالتْ قامتي وعياً فصرت
أبصر ما لم يبصره آباءي الأوّلون , أنت أيضا يا عربية الدّماء مدينة لتلك الجدّة التي يسرتْ لكلينا
سبيل اللقاء وتبادل أقداح الحديث ذات عطش ومنحتني _ دونك _ نشوة الفخر بصحبتك
وبالتأكيد لذّة الكتابة إليك .
أتدرين ,
لعلَّ حبّي للعربية يا صديقتي الأشهى جزء من وفاءي وامتناني لتلك السّيدة من حيث لا أدري ,

لله كم أشتاق لرؤيتها !
حذار يا هند أنْ تُحزنكِ أعجمية دمي حسبكِ أنَّ قلبي ينطق / يخفق بنبض عربّي مبيّن
حسبكِ أنْ لا لغة يجيدها صوتي والقلم _ ولو قليلا _غير تلك الّتي أتشهى أن أُتقنها كما تفعلين
حين تحيلين السّطور بين يديّكِ أساوراً وخواتم .
لله أنتِ وتلك العربية الشّهية الّتي تسكبين من شفتيكِ .

أتودّين _ يا هند _ أن أحكي لكِ عني قبل أن أخرج إلى الرّيح والليل والأسئلة حين مضيتُ
لأوصد باب مدينتي بعد أن أشاع فيّ صريرها وبالدروب خوفاً يلوّن_ مدّ قلقي _ أضواء المدينة بالشّحوب ,
يوم كنتُ أظنّ أنَّ الدّنيا كلَّ الدّنيا مخبأةٌ بين أسوار مدينتي وأنْ المصابيح أبناء الشّمس الذين يستفيقون
قلقين حين تمرض أمّهم ليلاً ولا ينامون حتّى تبرؤ كلَّ صباح ينيب بالشفاء والعافية فينامون آمنين ,
كنتُ مثلكِ يا هند ومثل المصابيح أنام آمنة كلّما أشرقتْ للطمأنينة - في صدري - شمسٌ ولكنّي مذ
مرضت شمس المدينة بقيتُ متقدة فهي لم تُشف منذ تسع مضين ولا الصّباح في مدينتنا صار يجيء .

هند,
في صدري - الآن - مصابيح تتقد بقلق تتناسل ضوءاً وحريقاً
رضيعة تلاعب سكين قاتلها
غيمة جوّادة تمطر فوق البحر الميت
صانع حلوى مصاب بداء السُّكري
مشط عاجي يرقد في حقيبة سيدة منذ عامين
طفلة ترسم سفينة على جدار غرفتها
سائق سيارة أجرة يتفرّس في وجوهـ النّاس
مجاهد نفدتْ ذخيرته
وكثير كثير من المصابيح التي لم تنم بعد لأستريح !

ترتيل

 

التوقيع

.
.
لا شيء يحدث عبثاً
.
.

ترتيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2012, 05:45 PM   #18
ترتيل
( شاعرة )

الصورة الرمزية ترتيل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ترتيل غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَارة القحطاني مشاهدة المشاركة
.

.
العنوان كان يكفينا كي نُبرهن على جمالية ما سنقرأه .. والمضمون لوحده أُغنية ربيعية فاتنة ..
مممم كُل الأشياء أتت هُنا بشكل مغاير / مُختلف إنه ( الإستثناء بعينه ) نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة!


أنتِ مدهشة .. بُوركتِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
العذبة سارة
لكِ أيتها البهية سماء شكر عظيمة يا صفاءها
عظيمة بكرمكِ و وفائك
كلّ الخير

 

التوقيع

.
.
لا شيء يحدث عبثاً
.
.

ترتيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2012, 05:51 PM   #19
ترتيل
( شاعرة )

الصورة الرمزية ترتيل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ترتيل غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموخ الأحمد مشاهدة المشاركة
فعلا
رسائل الزعفران
فاحت منها رائحة الزعفران
عطرت هذه الكلمات الارجاء
وكان لها لون كالونه..
وحده ما كان بيننا يستحق الاعتذار والبكاء .!.
وقفت عندها كثيرجمال كلمات ورقي أحساس
تراتيل
كل شيء هنا مختلف
.
.
المباركة شموخ
كثيرة أنتِ كثيرة جداً
لكِ شكراً واسعة بحجم الطهر الذي يسكنكِ
كل الخير

 

التوقيع

.
.
لا شيء يحدث عبثاً
.
.

ترتيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2012, 05:56 PM   #20
ترتيل
( شاعرة )

الصورة الرمزية ترتيل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ترتيل غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي آل علي مشاهدة المشاركة
(1)

(2)

(3)

(4)

(5)


سأذكر الله كثيرا هنا على هذه المقطوعة الفنية ذات البلاغة الفذة ..
لله أنتِ وبورك المداد والقلم
متابع لترتيل لا ينتهي

.
.
المبارك علي
أيُّها الظافر بالنّصيب الأوفر من الروعة
كثير شكر يمتد من بغداد محلقاً إليك
كلّ التقدير والخير

 

التوقيع

.
.
لا شيء يحدث عبثاً
.
.

ترتيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2012, 09:15 PM   #21
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 23

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي


ما زلت متابع لذلك باستمرار
رقرق القلب واعشوشبت أرضي من ذلك الدمع

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-11-2012, 11:55 PM   #22
بدرية البدري
( شاعرة وكاتبة )

افتراضي


ترتيل ..
فعلاً هي رسائل من زعفران

لا أملكً تعليقاً أمامها سوى الدعاء بأن يبارككما الرحمن

لقلبكِ الطمأنينة أخيتي

 

التوقيع

لماذا ؟
والبردُ أقسى من مدينةٍ خاليةٍ اجتاحها الضباب بغته
أجدُ أضلُعي ترتمي بمواقد الحنين لِتُدفئك ..
!

بدرية البدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2012, 01:35 AM   #23
ترتيل
( شاعرة )

الصورة الرمزية ترتيل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ترتيل غير متواجد حاليا

افتراضي


يا لتلك الوساوس الراقدة برأسي تلك التي أقسمتْ ألا تبرح قبل أَن تُتِّم أباطيلها،
آثامها والمكائـد


مَنْ يُقنعها أنْ تمضي فقد فرَّ الفجر مُشيّعاً صلاتي والخشوع.


ليلتكِ هانئة يا هند ,
قليلكِ الذي تدسينه بصدري - يا سخية - ساعة لقاء كثير جداً , أوسع من حيز قلبي والفرح


وكلّ كثيري المتصحر - يا واسعة الخضرة - أقل من بعض بعض بعض ما تستحقين .
آهـ يا هند لو تعلمين كم أشتاق إليكِ , إلى صباحات وجهك وقلبك و إليّ ساعة كنتُ أُشبهك.


هند،
تشغلُ رأسي الآن نرجسة شمالية تذوي أمامي شيئاً فشيئاً منذ اقتلعها عاشق جسور من فوق قمة جبل أشم وغرسها


على ضفاف دجلة فأنبتَ روضها ست سنابل وجبلين , قطف الأغراب سنابلها وسُيَّر الجبلان , تلك النّرجسة


التي تُعيذني كلّ ليلة من الشّياطين وتنسى أنْ تُعيذني مني ,تلك البهية التي وسع غفرانها كلّ طيشي ,وتمردي


ولعنة الغليان في دمي بصبر جميل , تلك التي أورثتني عشق النايات حين تغازل قلبي والمروج بنغم تركي يدنو


من الرّوح ولا يبرح , تلك التي تدّعي أني أجمل أقدارها وأُصدّق كذبتها بقلبٍ سعيد , تلك التي تُزهر وجنتيها كلّما


لاحتْ رؤوس الجبال في مداها , تلك التي يلتهم المرض عافيتها ببطء ويفترس صبري ويتركني وإياها شاحبتين كـكبشين
ينتظران دورهما في النحر , تلك النّرجسة سبيلي إليكِ ,إلى الحياة , إلى الألوان وإلى العطر والجنّان


ما حيلتي - يا هند - لو قطعتْ الأقدار ذاك السّبيل ؟!!


يااااه يا صديقتي ,


كم أتشهى عودةَ لحظة منفية , لحظة لا تسألني _ عند مرورها _ عن هويتي وماذا أُريد ,


لحظة تتسرب من خلف أقفاص العمر بخفية , لحظة تفقد _ بحلولها _ الأشياءُ كلُّ الأشياء صوتها وذاكرتها


لحظة تُنسيني أَنَّ كلَّ الأُمنيات قضتْ في حادث قدري مروع وأنَّ قلبي لم يحتمل تلك الصّدمة فمات هو الآخر


لحظة لا تعنى بالمبادئ المتعفنة في رأسي جراء عوز المواجهة ونقص الاستخدام


لحظة تُخليني مني فاستريح .


أبوسع المنفى يا هند أنْ يُعيد تلك الأعمار التي ابتلعها ؟!


وبعد ,


طويلاً تمنيت ألا أعيش خاوية ,غير ممتلئة بقضية ,تمنيت أنْ أعيش بمعنى كبير وأموت لمعنى أكبر حلمتُ أَن يقرأ


أحفادي اسمي في كُتب التأريخ ,ويخبّروا أصحابهم أنَّي جدّتهم ليشعروا وأشعرُ بالفخر ولكن , يا للخسارة !


كنتُ وما زلتُ مغمورة جداً وما كنتُ أملك شيئاً يحرّضني على الشُّعور بالفخر تخيّلي حتّى أني لم أجد اسمي مدوناً


في دليل هاتف المدينة ,ولكنّ حين عرفتكِ تراءى لي اسمي مكتوباً بالذّهب على أطهر الكتب / القلوب البشرية التي


عرفتها فـشعرتُ بالفخر , ذلك الشّيء الذي لم أتذوقه منذ ولدت حتّى ألفيتُكِ ترتلين بصدري آية البهاء .


ايه يا صديقة البيادر ,



لمْ أعدْ أُحسنُ الكتابة كما يجب ولا الصّمت في حضرة بياضك كما ينبغي ولا قطف الكلام حين ينضج


في صدري ويتوق قلبكِ لتذوقه كما تشتهين !


أوَتسألينني مُتعبة ؟!


بلى يا هند , متعبة كـوسادة مُنهكة رُفعتْ رُغماً عنها من فوق سرير يتوسط غرفة فندق لأنَّها فقدتْ طاقتها


على استيعاب وحمل ما جاء به رأس النّازل الجديد .


مرهقة كثيراً , بقدر الوحشة التي تحيط بي حين يغيب صوتك, بقدر الخيبة التي تتعاظم بصدري


كلّما باعدتْ يقظة جائرة بين كفيّنا , بطول السؤال الذي ينتصب أمامي كطود عظيم كلّما أخفيتُ لهفتي


عنكِ بقناع من فتور, بقدر عطشي إليكِ يا آخر الكؤوس الباردة والعابرة من أنهار الحياة العذبة , بقدر


ما يرتكب الطين من حماقات وحرائق هنا وهناك .


بلى يا هند , حتّى الطين يشتعل ويساعد على الاشتعال ,


أعلمُ أنَّها الخاصّية التي لا تقرُّها الكيمياء ولا تدركها أبصار المكبّلين بأصفاد القاعدة العلمية وشريعة


الجدول الدوري ودستور ابن حيّان , وحدهم النُّبلاء يدركون أنَّ التراب المبلل يحترق, تُضرم بوجدانه


النيران والوساوس ,يصطلي ,يتبخر ماؤه ويغدو هشيماً كما نفعل نحن سلالة الطين مع كلّ زلزلة


تفجّر في ذرآتنا المبللة ألف سعير وسعير .


غاضبةٌ _ يا هند _ حدّ الاشتعال كـأبريق تيّبس جوفه فوق نار طائشة بانتظار أن يستكين بعد أن تنهي


سيدته كلامها الفارغ والمعيق لسيل من الكلام الممتلئ الماكث فوق كلّ الشّفاه / القلوب القلقة على دروب الأثير


الظنّ يا رفيقتي مطر أسود يحرق سنابل القلب الآمنة حتّى تغدو


طمأنينتها رماداً , مطراً أحلك من قِطاف الحقيقة


حين تمتهن الأخيرة فلاحة السّراب بمعولٍ من دوائر عاجزة عن الوصول والإيمان .


خليلتي ,



أخبري اليقظة البائسة عني أني لَنْ أكفَّ عن التحليق بأحلامي


وإنْ ظلّتْ تصرخ بوجهي كما تفعل مركبتي حينما تُصاب بالهلع


كلّما اجتزتُ سرعتها الآمنة أو ما حسبتها آمنة


فأيُّ حمقٍ أنْ أُصدَّق أنَّ البطء صنعة العقلاء ومزية الآمنين


ودروب الأقدار لا تمنح تيجان الفوز إلا للواصلين أولاً .


هند,
يا آخر الأكتاف التي حملتْ رأس الفجيعة بكلّ نخوة


لابد هذه الليلة أن أُلقي نقطة الرَّحمة على ما تبقى لديّك من بياض لم تحله سطوري رماداً بعد


سأصمت لبعض الوقت سأنتهجه وسيلة أتجمّل بها خشية أنْ يدلّلكم صوتي _ بما يسوقه من كلام _ إلى كلّ تلك البقاع


الضّالّة والمجدبة بصدري فيُفزعكم ما تجدون من خواء فتفرون وأنتم تلعنون الأرض _ صدري _ التي انبتتْه .


لا شيء لديّ يا هند أهديكِ إياه , لاشيء بهذا الخافق المريض يليق بصخبكِ وبالحياة التي تُثيرينها بي رغماً


عن الموت الذي يسكن مدائني والأُمنيات , لا شيء على لساني يجلب الدّهشة فيحفزكِ لانتظار قادم أشهى وألذّ ,


كلّ كلامي يا صديقة القزح تراب ورماد وعلى سفوح قلبكِ تتراقص المروج بانتظار الضّياء والمطر.


رسائلي مدائن خاوية والقلب الذي مدّها بالحبر والحزن شبح عالق بين الرّحيل والإياب لا يستشعر قيده أحد ولا


طاقة له على إيقاظ حرف متعب من ألف عام و رحيل .


أريد أن أنام يا هند , أنام ولا أستفيق أبداً .
.
.

 

التوقيع

.
.
لا شيء يحدث عبثاً
.
.

ترتيل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسائل مُؤجّلة .. نازك أبعاد النثر الأدبي 17 02-20-2015 03:27 AM
انزواءات مشبوهة بنت السما أبعاد الهدوء 16 03-10-2013 08:03 PM
رسائل المنزل المنكوب ...." لذكرى النكبة " إيمان والي أبعاد القصة والرواية 3 05-17-2012 02:21 AM
رسائل البدر . قراءة صالح الشادي ميــرال أبعاد الإعلام 7 10-18-2011 02:43 AM


الساعة الآن 10:14 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.