احتماء .... بالضوء ! - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
القهوة أكثر من مجرد شراب (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 34 - )           »          وفاة اخي سلمان حسن عايد الشمري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 12 - )           »          مآرِب (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 6 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 80 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 796 - )           »          البستوني ♤ السباتي ♣ الديناري ♦ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 6 - )           »          رضوض الماء (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 50 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 47 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 9 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 5 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-2010, 06:11 AM   #17
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

*** في الظلام ..
* أختلي بوفرة من شجون شتى ..
نظرة شاردة من هدب الحيرة تنغمس في صدري ..
ورمق جاف للحياة ..
ووجه الصمت يلوح من قعرالزمن هائمآ ..
وفي جانب الظلام تأوه الخوف يتلمظ ببقايا قلوب افترسها ..
وعند هبوب الشمس .. تراكضت الأحزان تتوارى من الضوء ..
ولم يبق سواي ..
فحملت قلبي ومشينا نفتش في طيات يوم جديد
عنك .,

*********

* آويتُ إلى حديقة الليل ..
وبساط من حشائش الصمت يتمرغ تحت وقوفي ..
والهواء كخيوط للحياة يمسكها صدري فتتقطع إربآ ..
وجنى الجنتين دان ..
وهزي إليك بجذع النخلة ..
وياحبذا الفردوس ونعيمه ..
ورب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ..

*******

* تمادى الألم في غيه ..
وتهادى على رابية الزمن يفتش عن بقايا ذكرى ..
وعن أطياف تتدحرج من سفح الحكاية ..
ولكنه أحيانا لا يرى وقع خطاه ..
فبنقلب رأسآ على عقب ..
ويمسي الكائن .. المنسي

تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-10-2010, 06:18 AM   #18
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


*** في الظلام (2)
* فر ضوء مارق من الطريق واعتصم بنافذة مشرعة ..
وكلص أخذ يحاول في القضبان ..
حتى انصاعت له فتسلل إلى حجرة مغشي عليها ..
كانت العيون مغلقة في موعد مع الأحلام ..
ولكن الضوء أيقظها بصخب الألوان ..
فقام الوجه الناعس وألقى القبض عليه ..

*******
إنفرط عقد الضوء ..وانزلقت حباته الثمينة على وجه الليل ..
الطرق في هذه الرؤية تزداد التواء والأزقة تنطق ..
لاشئ يدوس الرصيف غير خطوات شاردة ..
وعند منتصف الألم ..
تسير الدقائق بخطوات متثاقلة ..
يشيح كل شئ وجهه عن زمني ..
حتى الفجر أصبح سراب ..

*******

* أردتُ أن أبعث برسالتي إليكَ :
أيها المار بثقل قلب على مقاس كل الإناث ..
ها أنت ترتكب بداية جديدة وخاتمتك . لغة لا نظير لهافي أسطورة الغرام الأسود ..
تقطيبة لقلبك .. وأخرى متسمرة عجبا لدغل يتكور في ليلك ..
وكوم من الأنات .. والآهات .. وأجداث القلوب ..
وأنا أضمن لك مزاج ثائر.. وعشيقة جديدة وساذجة .. ونهاية وخيمة ..
وحكاية توشمك بالقبح ويلوكها الزمان ..
سلام ....

تحيتي

*

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2010, 05:49 AM   #19
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

*** في الظلام (3)

* أقبل شبح الحكاية يهمهم بين دروب الذاكرة ..
إبن يعقوب والبئر وسيارة وسادة ..
ورجل ابيضت عيناه من الحزن ..
كانت امرأة العزيز تنسج غواية الليل ..
وكان الفتى سجين زنزانة تغشاه من وراءها ضوء الحكمة ..
ظلم .. وغدر ,, ونهاية أمهرتها العظة ..
حكاية تحدث كل يوم ..
ولكن بتفاصيل ووجوه مزركشة بالزيف

********

* قام الغسق على عجل يرحب بالوافد الأسود المهيب ..
الشمس قربانه .. وألوانها تسفك في حظيرة الأفق ..
وحين ينضج رحيلها .. يلتهمها الظلام بنهمة عجيبة ..
فلا يبقي منها سوى عظام ..
عظام .. ورميم الزمن ..
يبعث العظيم فيها الحياة مجددآ ليوم آخر ..
ويكسوها النور .. في نهار جديد ..


********

* يتجمر زمني ويبثني بسخونة الشوق الغاضبة ..
كم أصحو من شتاتي على طيفك المنكس ألما ..
وكم تلكزني الأماني الضاحكة بأن أتشمم قلبك مليا ..
أمير أنت .. وتسود عروقي ..
حتى ألوح الشمس التي غربت وهي تدعو لك ..

تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-12-2010, 11:58 PM   #20
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


*** في الظلام (4)

* أيقنتُ أن الصيف طقس من الجحيم ..
تتسلل نيرانه بدون هوادة إلى خلاياي ..
وتحرق ما تبفى من جلدي , حتى أشم روائح الشواء ..
وقلبي مضغة لا يلوكه الحريق ..
وإنما يهلكه نسمة مارة وتحمل عبير شبيه بروائحك ..

********

* يحضر الليل كشيخ تعبت خطاه من وطأ السواد فيرتشف جرعة من نور بارد ..
وقشة ملقاة على ظهر الريح وتمسك بتلابيب الفزع وتبتهل بألا تسقط بين براثن المجهول ..
وتنحسر الغصة ولكن الحسرة كائن معصوب التراخي ويتجلى بأنينه الوجل ..
فيلوح الفجر ..
ويولد الصباح منغولي ..
ويمسي الضوء معوق ..

********

* تناوشت أرجوحة العتمة مع خيوط الليل ..
والحيرة.. تقف على الرصيف وتنتظر انقضاض المهل ..
ودوح المدينة يرشق المارة بظلال كطعم الضجر..
فقط الحبق ذليل , لأن الخميلة انتبذت مكانا قاصيا عنه ..
والشتات دوما .. سيد الوقت

تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-13-2010, 10:29 PM   #21
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* سجينة الظلام

لبثتُ في بطن الحدث إلى يوم سرمدي لا تحويه سوى ودائع الذاكرة ..
لمحة ماكرة جاست بي التيه فبرح الذهول مجرد نظرة منقوشة على قسماتي أو كتجعيدة مزمنة تختلس خطوط الفرح ..
وهاهي الذاكرة ترتدي قبعة الشرود احتماء من شمس الوعي الصاخبة بالسخونة ..
وأمي تقلب كفها ثم ترميه على راحتها وتهمس : لا حول ولاقوة إلا بالله , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
كانت الريح تشاطر وجه أنفاسي العبوس وتهمهم بترنيمة الليل التي علت على قامة الضوضاء ..
والمساء بدا هزيلا وهو يجر جرابه الملئ بالنجوم والأقمار في طرقات الكون ..
إقتربت من ذاك الوجه الصغير الغارق في الدهشة , سألتها : أمي , ما بك ؟
وكما توقعت نهرتني بنظرة قلقة تضعني على حدود الصمت حتى أستند إلى حيرتي وأراقبها ..
يجئ أبي , وينشر مظلة الحراك في المكان , فتستقبله أمي بكلمات رتيبة وتوسع له مكانا بجوارها .
السكون خيم لهنيهة بينما يطل الوجوم على كراسي تبعثرت في أنحاء الحجرة وتستصرخ الشفاه بالحديث ,
وكأمنية دلفت من النافذة وجالت المكان بعذوبة قال أبي مبادرآ : هل سمعتِ بماحدث ؟
نكست أمي رأسها وقالت : أجل .. وصلني الخبر قبل قليل ,,,
همس أبي يطلق تنهيدة خرجت مع صوته الحزين : فليكن الله معينآ لتلك الفتاة وذويها ..
لأول مرة ترفع أمي رأسها وتنظر في عيني أبي مباشرة : ولكن كيف حدث الأمر ؟
أبي بهدوء , ولا زال يمارس إعتاق الزفرات : لقد صدمتها عربة مسرعة في طريق عودتها من المدرسة وأردتها جريحة على متن الرصيف ..
- يا لوفاء للمسكينة . هل ستقضي باقي عمرها ضريرة لا تبصرالدنيا كما قبل ؟
- أجل , هذا قدرها والحمدلله على كل حال ..
يشيخ الزمن وتلك الصيحة التي أطلقتها وقتذاك , لا تزداد إلا ينوعا : ماذا . وفاء ابنة جيراننا ورفيقة دراستي أصبحت عمياء , يا إلهي ..!!
ويسرق هلعي وجه والدي فينظران نحوي , وكأنني كنت مغيبة عن إنتباههما .. قالت أمي تصرف عني هول النبأ :
- إذهبي وأعدي لأبيكِ كوبآ من العصير ..
ولكن هيهات .. مضيت أسير على جمر ولا يحرقني غير رماد وعواصف الزمن تذروه وجعا على أرصفة الروح ..
وكلما حاولت آن أهرع إلى وفاء , كي أضاحكها في خيالي .. أبحث عن طفولتنا وأكوام من الذكريات ..
كنت أعود في كل مرة خالية الوفاض .. فلا شئ سينقش ضحكة الزهر حين تعبس الشمس وتحجب أنوارها عن العيون السقيمة ..
ليس كمثله الألم المتردي بين ليال صبيحتها دوما .. العتمة ..
وذاك الهاجس يستل الآه من قلبي .. حين يواتيني الواعز : بأن وفاء برحت سجينة للظلام .. وقد ألقيت في جب عميق من العمى أحلم دوما وأدعو القدير بأن يحررها منه ويشفيها ..
و هكذا توالت السنين , وكبرنا .. وافترقنا ووفاء أبدآ لا تغادر خاطري .. ولا تفارق مخيلتي ..

تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-18-2010, 08:55 AM   #22
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** كف .. في الظلام

تمتد من الشتات كف تبدو غليظة الملمس وحواف أظفارها تقلم دهشتي المنبرية عنها نظرة عجب ..
الفكرة العمياء تتلمس دبيبها إلى جمجمتي التي ترنحت لمرأى الأنامل المحلقة في الفراغ كأجنحة ترتكز على الخواء ..
أصابع منثنية حادة البنان .. ومجعدة بخطوط سميكة عند كل مفصل ..
لم أهدر تسمري على الشرود , ندت عني آهة أحاول بها المثول أمام حواسي بأني حقيقة تستشعر الهوس ..
وأن ما يدور حولي ليس إلا خارق للمنطق لا تفسير له في قواميس العقل ..
ولكن اليد ما زالت تقترب من مهجعي .. تأتي بطيئة كسرب هواء لا يستعين بالهبوب .. لكنها تدنو ..
تتجاوز الأريكة الممدة بجوار الباب .. وتتحسس فوهة قربة أثرية كانت معلقة على الجدار .. وتقترب ..
كنتُ أتخبط في هاجس يصرخ بعويل يصم الآذان .. فترتعد فرائصي وأعصر طرف غطائي في راحتي التي كتمت أنفاسه فتجعد ميتا ..
بشري أنا يرتجف في قلبي النبض ويجلو ضباب الروح عن مخلوق فزع بوجه هزيل يريد الغوث .. كانت تلك الطفلة التي تسكنني ..
تململت في رقادي أقنع ذاتي التي بدأت مراسم الخوف بأني على قيد الحياة ..
ارتعشت شفاهي وأخذت تمارس ترتيل الطهر : أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن ..
وابتلع الذكر وألهج به في طيات الروح حتى يعلو صداه ويختلط بالفجر وليال عشر .. والشفع والوتر ..
ما الذي يجري .. هل أنا ميتة وعلى مشارف البرزخ أنحني لمراسيم حضور منكر وناكير .. أم هذا مجرد هذيان وسراب ..؟
ألتفت إلى النافذة .. وأتيقن أني حية .. هاهي عربة جارنا السيد نايف تصطف تحت نافذتي كالمعتاد .. ويخرج الرجل وأسمع خطواته وصليل وفاتيحه ..
إذن هذا حقيقة .. فما الذي يحدث تماما لي ؟
أعود لرمق الكف .. ويا للغرابة .. أجدها لم تختف .. بل ما برحت تدنو وتدنو .. يا إلهي ..
أغمضتُ أهدابي وشرعتها مرة أخرى فإذا بيد أمي تهزني برفق ووجها يطل علي من شارف الحنان :
- سحر .. حان موعد صلاة الفجر .. هيا يا ابنتي ..
أجلس وأستعيذ بالله من همزات الشياطين .. وأدرك أنه كان مجرد حلم خبيث ..وأنها تجربة فاشلة لي تلك التي قررت أن أخوضها لأغفو في العتمة ..
فأنا اعتدتُ النوم والأضواء تغمر حجرتي كل ليلة ..
حينها تذكرتُ مجددا كم أنا أكره الظلام ..

تحيتي ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-20-2010, 10:19 PM   #23
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** ضوء .. أوسنجاب .. أو سراب ..!!

قال أحدهم يروي قصة حقيقية وقعت في طفولته :
كان الصوت ينهمر في أذني كالمطر .. قال لي أبي لا تلعب في الباحة الخلفية بعد حلول المساء , وعلل ذلك بسبب الحشرات التي تكاثرت بين الأعشاب ولسبب غريب لم نفهمه ..
في عصر ذلك اليوم رأيت من نافذة حجرتي حيوان صغير ينشب بأظفاره العشب ليصنع له جحرآ , لم أتبين حينها إن كان فأرآ أو سنجابا , كل ما كان يعنيني أن أخرجه من حظيرة الدجاج بعد أن يأوي الجميع الى النوم ,, لأجل هذه المهمة السرية غفوت في قيلولة صغيرة لم أكن معتاد عليها وأديت واجباتي المدرسية على أكمل وجلست أتعجل مرور الوقت متجهزآ لمواجهة ذلك الوحش الصغير .
في أمسيتنا العائلية المعتادة وبعد أن تناولنا طعام العشاء طلبت الي أمي بأن آوي إلى فراشي مبكرآ بسبب برودة الأجواء ..
- ولكني أريد أن أجمع لك باقة من الريحان كما وعدتك يا أمي ..!
- لا .. إفعل ما تقوله أمك وكن ولدا مطيعا ..
قال أبي بحزم وهو يقرأ في الصحيفة ويرتشف رشفات من الشاي..
- ولكن ..
- قلت لك اسمع الكلام ..
صاح أبي وأرسل نحوي نظرة ساخنة أحرقت كل عناد لدي , جلست قليلا بجانب المدفأة , ثم سرت الى حجرتي صامتا حزينا بعد أن تمنيت للجميع نوما هنيئآ .. كانت الأجواء في الليل تزداد برودة ومع ذلك شرعت نافذة حجرتي أبحث بين الظلام عن ذلك الحيوان الصغير , وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت خطوات أمي تقترب من باب حجرتي , فأسرعت أدس بجسدي بين طيات السرير وأدعي النوم ..
كانت الساعة تقترب من الحادية عشر ليلا عندما ساد الصمت أرجاء منزلنا .. فتسللت إلى القاعة الرئيسية في البيت أتأكد مناستغراق الجميع في نوم عميق.. ثم أسرعت على رؤوس أصابعي أتجه إلى الخارج حيث رأيت الحيوان ..
لم أنسى أن أحضر مصباح جيبي معي كي أرى طريقي بوضوح .. وبعد بحث قليل وخطوات بعثرتها هنا وهناك .. وجدت الجحر .. فبدا لي هادئآ .. وفارغآ ..لا أحياء تعيش بجوفه .. ومع ذلك
أخرجت قطع من الجبن المخبئة في جيبي ونثرتها على شق الجحر في محاولة لاستمالة الحيوان للخروج .. ولكن انتظاري طال ولم يظهر شيئآ .. حتى أنني أرخيت السمع محاولا إقتناص أي حركة للمخلوق الغامض .. ولا جدوى .. فالصمت كان بسود المكان .. ولا إشارة تلوح من قلب الليل عن وجود ما جئت من أجله .. وبعض مضي من الوقت بدأ الملل ينتابني .. والنعاس يدب إلى جسدي .. والحقيقة أن العتمة والوحدة أشعلتا في قلبي بوادر الخوف .. لذلك عزمت على المحاولة في الغد بعد أن وقفت أصلب جسدي المجهد من طول التقوفع .. وما كدت أخطو خطوة للأمام حتى حدث أمر رهيب .. فجأة ..رأيت نورآ هائلا يسطع في كبد السماء .. وجسد طائرغريب بشكل بيضاوي يدور حول نفسه عدة دورات منتظمة ثم يتوقف قليلا .. وكأن راكبه كان ينظر إلي ثم سرعان ما ارتفع في السماء مخلفا وراءه ضوء أزرق .. وذيل ساطع من الألوان العجيبة .. حدث الأمر في ثواني معدودة .. خلتها أنا ساعات من الزمن ,في تلك اللحظات المفزعة ..
لم أتمالك نفسي لهول ما رأيت فأسرعت فزعآ إلى المنزل وأنا أصرخ بصوت عالي :
- أبي أمي .. مركبة في السماء تريد اختطافي ..
وما هي الا لحظات قليلة حتى عج البيت بالحركة والصوت من جديد ..
كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحآ .. حين أخذ أبي بيدي إلى الخارج .. ليقنعني بعدم وجود شئ .. وإنما ما رأيته كان وهما أو أضغاث أحلام ..
وبالفعل , لم يكن هناك أثر للضوء أو الجسم , بل كان المكان يعج بصمت غريب .. حتى صوت الحشرات الليلية لم أسمعه في ذلك الوقت ..
وكل ما تناهى إلي تمتمة أبي وهو يهمس لأمي :
- أخشى أن يكون الصبي مصاب بأمراض نفسية.. والمشي أثناء النوم .. والكوابيس ..
كنت في التاسعة من عمري عندما وقعت هذه الحادثة ..ولم أنسها قط رغم بلوغي الثلاثين من الآن ..
وحلمي الوحيد الذي رافقني طوال هذه السنين .. حلمي الذي سكن يقظتي .. وبين طيات جفوني عند النوم .. كان ولا زال هو أن أعرف حقيقة ماجرى في تلك الليلة .. وذاك الضوء الغريب الذي ما توقف عن الوميض في عيني بين وقت وآخر ..
هل كان وهم .. أو حقيقة أو ماذا ...!!

تحيتي للجميع

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-14-2010, 10:45 PM   #24
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* احتماء بالضوء

ليلتي تقارب بين دقائقها وتلفظ الصمت من شفتين تصطك وراءها الأسنان ..
كان الحنين يتلقف الطيف ويغرسه في تراب ناء من حقل الصدور .. وحدق يجوس المجهول برمق فاغر أهدابه ..
صوت السكون كهمهمة للخيال يصطلي بها القلب ..
والفزع صريم يجوب الحنايا بأقدام حافية وأنفاس منقطعة ويؤم وجهه صوب الأفئدة ..
بينما الغيم يدنو على أطراف نسمة ويهمس في أذن القمر ..
مناوشآ زحل الذي امتعض واتخذ من حلقاته وشاحآ يلوذ به إلى كتف الكون باكيآ ..
القناديل حسبها الوهج الناطق بالضوء كي تبتسم على الطرقات ..
حماية هي المنارات من وحش البحار ..
وجنود الأسرجة وعساكر النجوم تصطف على ناصية العين وتبث في الروح بوارق للآمان ..
تتجمع المعاني على بوابة حنجرتي وشعور بالخوف يلونها بالسواد ..
دومآ يباغتني الظلام برغبة عاصية ونية يلوثها النفور ..
دائمآ يجئ مع فوج من الهواجس التي تتراقص طربآ على أوردتي ..
وأنا .., ألوذ إلى الشتات .. أو أقبع في ركن بعيد من الشرود ..
بانتظار مارد المجهول القادم مع قطيع الأوهام ..
حيث تأخذ جمجمتي هيئة الضجيج للأفكار المتقدمة بالنواح ..
وتتلبد حواسي بقشعريرة تنتفض فيها الروح ..
احتفال غريب بالعتمة ..
ولكني أحمل شموع في قلبي للفأل ..
وأحنمي بالضوء ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.