الأسطورة :
لنُعرف ببعض المعالم في القصة لتتضح الخرافة ...
1- جبل [قطن ] : جبل أشم يقع بين القصيم والمدينة المنورة، وبالتحديد إلى الغرب من منطقة القصيم، وعلى بعد حوالي 10 كيلومترات من (عقلة الصقور) الواقعة في أقصى غرب منطقة القصيم، حيث تبعد حوالي 150 كيلومتراً إلى الغرب من بريدة حاضرة منطقة القصيم، وهذا الجبل على يمين الذاهب إلى المدينة المنورة، ويرى على مسافة بعيدة حيث إنه جبل متفرد.
2 - جبل [ طمية ] : بفتح الطاء فميم مكسورة فياء مشددة مفتوحة فهاء.
جبل أحمر مشهور في القديم والحديث ، في أعلاه حجارة صفراء ، وعر الأعلى .
يقع جبل ( طمية ) في أقصى الغرب لمنطقة القصيم على بعد حوالي مائتي كيل من مدينة بريدة تشاهده قريبا منك وأنت على الطريق الأسفلتي الطريق السريع على يمينك وأنت ذاهب للمدينة النبوية كما أنك تشاهده وأنت في ( عقلة الصقور ) ثم يماشيك إذا كنت متجهاً إلى المدينة امع الخط الأسفلتي الذاهب إليها من القصيم لمسافة تزيد على خمسين كيلاً .. ويبعد عن بلدة ( عقلة الصقور ) نفسها اثنين وثلاثين كيلاً.
3 - جبل [ عكاش ] : بفتح العين وتشديد الكاف ، جبل أسود قريب من [ طمية ] يبعد عنها من ناحية الشرق 15 كم تقريبا ، حتى أن [ طمية ] لتكاد تجلله بظلالها عصرا ، وقد اقترن اسم [ طمية ] باسمه في القديم والحديث حتى زعموا أنه تزوج [ طمية ] وأنجبت منه ولدا اسمه [ ديم ] ، وهو جبل صغير يقع إلى الشمال منهما !.
الأسطورة / الخرافة :
تقول الأسطورة الشعبية أن جبل ( طمية ) الذي ذكره عدد من الشعراء منذ العصر الجاهلي حتى عصرنا الحاضر ، وأشهرهم إمرىء القيس بمعلقته المشهورة ومطلعها :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللوى بين الدخول وحومل
إلى أن يقول :
كأن ( طمية ) المجيمر غدوة *** من السيل والغثاء فلكة مغزل
ومن الشعر في طمية أيضاً قول عُمَارة بن عقيل في طمية وشطيب وذقان :
سَرَى بَرْقٌ فأرقني يماني = يضئ الليل كالَفْرد الهِجَان
يضيْ ذُرَى ( طَمِيَّة ) أو شطيب = وفَلْجٌ من ( طَمَّية ) غير دانيَ
أيأْمل مَنْ يَرى رقمات فَلْجٍ= زيارة من يَرَى عَلَمي ذِقان ؟
ودون مزارها بَلَدٌ يُزَجَّى = به الغَوْجُ المُنَوَّق وهو واني
تقول الأسطورة أن جبل طمية لم يكن هذا مكانه الأصلي ( و إنما قُلع من حرة كشب ، فخلف الحفرة ( فوهة الوعبة ) ..
و سبب تركه مكانه الأصلي أنه أحب جبلا آخرا وهو ( جبل قطن ) بكسر القاف وفتح الطاء ، ويميل لونه للبياض ، ويقع شمال غرب منطقة القصيم أيضا ، واتجه إليه عشقا وحبا فيه ، ويقال أنه خلف وراءه قطعا تساقطت أثناء سيره با تجاه قطن . حتى وصل مكانه الحالي في غرب منطقة القصيم ..
بالطبع هذه أسطورة يؤمن بها الكثيرون من محبي الأساطير .. ولو تتبعنا ( فضائيا ) المنطقة الواقعة بين حرة كشب وحتى شمال غرب القصيم وغرب هذا الجزء أيضا ، لوجدنا أنها منطقة حرات وبراكين ومتشابه جيولوجيا وجغرافيا ، ولون صخورها متشابه كثيرا ، وقد يظن أي شخص أنها نفس المنطقة ، وهذا ما جعل البعض يقول أن طمية كانت تمشي وتتساقط خلفها الصخور حتى وصلت مكانها الحالي ...
و أسطورة أخرى تقول :
أن جبلي [ طمية] و[ عكاش ] من جبال الحجاز أصلا ، وبسبب عشقهما لبعضهما هربا من تلك المنطقة لموقعها الحالي ، وقالت العرب فيهما :
تزوج عكاش طمية بعدما **** تأيم عكاش وكاد يشيب
و تقول الأسطورة الشعبية [ الأغرب ] و [ الأهم ] أيضاً :
أن هضبة [طميه] الجبل الشهير الموجود بين الحناكيه وعقلة الصقور قد كانت في حّرة كشب. وأن طميّه الاسم المؤنث قد سمعت عن جبل شهير أسمه [قِطَنْ ]
يقع في الشمال من موقعها الحالي وأحبته. وفي ذات يوم قررت أن ترحل إليه وأقلعت من مكانها متجهه إليه إلا أنها في طريقها إليه رآها جبل آخر اسمه [عكاش ] وبسبب الغيرة من[ قِطَنْ ]
أرسل عليها رمحه (و هو عبارة عن سلسلة أحراش على وجه الأرض تمتد بين [عكاش ] و [طميه] ) , وان [عكاش ] تمكن من إسقاطها على الأرض قبل ان تصل [ قِطَنْ ]
و تستدل الأسطورة بأن النباتات التي توجد في جبل طميه لا توجد في المناطق المجاورة و ان هذه الأعشاب والنباتات لا توجد إلا في حرّة كشب.
هذه الأقوال جمعتها من هنا و هناك لتكتمل معالم الخرافة ...
مودتي ...