5.
: ذهب الأموات الى آخرتهم , التفت الطُرقات الى الوراء , نامت رسائلُنا على الرصيف , ومضى الساعي الى الله , وكبرتُ الصبيه , وفي مُتكأ اذنها صوتُ شيخها الغليظ * نحنُ الفقراء لانقدر على عار النساء .. ولا على اصواتهن اذا كبرن .. موتهُن هو المنفذ الوحيد .. لبقاء مائنا في العروق .." آنتهى كلامُه .
شاختْ صبيته , وزاد طولها عن المعتاد , سالتُ حولها دماء , وأعلنت عذريتِها , دست نفسها بالسواد , وأختلط مائُها بالخفاء , حتى قرأت لها الجارة الفنجان , خبوء لون وجهِها , وقبضت صدرها بين رحمتيّه : " رب ان الموت احب الي مما يدعوني اليه " .. قربُوها إلى الصلاة , علقوا على ظهرها قلادة القادم من الرِجال , وقطعُوا سر قلبها في العراء , رشق الغبار عينيها , وبكت على " دعكتِه " , أرغمُوها على الرقص , هزت خصرها الفاضِح , انسدل ستار شعُرها , أمطرت حتى بللتُ نهديّها , وضاع قرطُ حُبها في الضجيج .. جاء يُوم نحرها .. رجال قبيلتُها يقصِون الرقاب للزيجات , قدمها أبيها على طبق من دماء , قادُوها إلى سريره " نعجةً عمياء ..حول عضديه وفخذيها .. مابين سماء وأرضْ .