مأوى الأحلام.

[آية الرفاعي]

قالَ لها بصوتٍ هامسٍ:
رأسي ملبدّةٌ بالغيومِ , لا أرى الشمسَ أينما ولَيّتُ بصيرتي!..
لن أستطيعَ مغادرةَ الحزنِ اليوم!..

ردّت عليهِ بنحيبِها المبحوح: لا أظنّ أنّك ستغادره يوماً,
تعالَ نخيطُ من غيابنا فيه، خيمة!..

 

[آية الرفاعي]

.
.
ليتَ : تَضمَحِلُّ..
ولعلّ : تتعاظَمُ..
والأمنياتُ تفتحُ نوافِذَها لرِياحِ الحقيقة..
.
.
.

 

[آية الرفاعي]

و أمدُّ قلبي على باطنِ الشوقِ،
أنزعُ عنْ عينيَ غِشاءَ الأرقِ، وضبابيَّةِ الصُور..
و أزرَعُكَ في دواخِلِ الروحِ.

هكذا فقطْ أجعَلُكَ في مَنأى عن أوهامِ الحكايا الخرافيّة التي تتدّفَقُ من إبهامِكَ حينَ تكونُ مُلهَماً،
وأحيطُكَ للأبدِ بابتسامَتي.

 

[آية الرفاعي]

ينمو الفَرَاغُ دون أن نَزرَعهُ، لكنّهُ يحصدُنا !..

 

[آية الرفاعي]

‎في النهاية لا احد ينتصر!
‎لا الشمس تحرق البحر بِحُمرةِ نارِها..
‎و لا البحر يُخمدُ وهجها الصارخ..
.
.
‎هل فهمتَ الآن ما كنتُ أقولهُ لكَ طوال الوقت؟!..
‎لا أحد ينتصرُ بشكلٍ قاطع!..
‎إنّها معارك عابرة، أشباه حروب صغيرة،
‎نُتفٌ من الحياة.. هذا كلّ ما يحدثُ!
‎الحربُ الحقيقية خفيّةٌ للغاية ، حادّة بشكلٍ لا يتقاطعُ مع الجحود.. و صعبة، صعبةٌ بشكل لا يُطاق..
‎و نتائجها ضربٌ من التنجيم، أو الثقة العابِثة!..

 

[آية الرفاعي]

الغروبُ :
خريفُ النَّهارِ،
مطرُ الذاكرةِ،
و صلاةُ القلبْ!

 

[آية الرفاعي]

قالَ في مطلَعِ موتِه:
و أخيراً تجدكَ تخرجُ من بوابةِ الحياةِ، بأسمالٍ ممزقةٍ، و ابتسامةٍ مترهلةٍ، و اندهاش!..
لا صديقَ حقيقيّ يدّق معكَ الحياةٓ لتستخلِصانِ معاً زبدةَ الأفكارِ التي فوقها بنت الأيامُ مجدها..
و لا فرحٌ حقيقيّ ممتدّ الى زوايا العجزِ ..
و لا حبّ لا تطالُهُ ألسنَةُ العاداتِ..
و لا شرفةٌ واحدةٌ، تطلّ على شطآن السكونِ، تغرسُ اللامبالاةَ في أعينِ الدمع..
و لا شيئا ممّا زرعتٓهُ، حصدت..

تقول في عجزِ موتِكٓ:
و كلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ..

تتدّثرُ بالقبرِ، و تنسَحِبُ من قافيةِ الحياة!..

 

[آية الرفاعي]

‎وأنتَ تَصعدُ درجةَ آذارٍ..يَنفتِحُ صدرُكَ للرّبيعِ، و تخضّرُّ روحُكَ..
‎ينثَني البردُ في داخِلِكَ، يَتراجَعُ ..و تُسَجّلُّ ذبذباتُ الأمل منحنياً صاعداً نحوَ الفرَحِ..
‎و أنتَ توّدِعُ مائةَ يومٍ من العُزلَةِ، و تشرّعُ نوافِذَ عقلِكَ..تنفضُ الغُبارَ عن كُتُبِكَ التي أهملتها..
‎تُعيدُ الانتماءَ إلى إنسيّتِكَ الحقيقيّةِ..إلى أوطانِكَ التي لم تُنسى لكنّها جمّدت فيكَ اللغة..
‎تنتظرُ الدهشاتِ من طُرقٍ قديمةٍ، مع أصدقاء الروح..و تكتشفُ أنّك قابلٌ للقسمَةِ على نفسِكَ..و أنّكَ واحدٌ صحيحٌ مهما انكسرتْ!