زهرتي يا زهرتي....
أتيت أحمل في يدي باقتي...فتقبليني ...
قلتُ لأحدهم:
مُضنٍ جداً تقيّم قلم ذو قامة طويلة..
القصار يبذلون جهداً أكثر من أصحاب الطول العادي في ذلك...
زهرة.. إحدى الأقلام التي تتبعتها منذ البداية في مدونتها الخاصة,رأيت فيها
قلمٌ حالم.. يكتب على غيمة ليتشكل المطر فجأة كنوبة من نوبات الشتاء..
ترسم في الشمس عيناً .. فيسيري الصيف في أجسادنا ونحن نقرأ كرعشة فجائية دون مقدمات...
السبب الحقيقي وراء ذلك ظاهر لكل من يملك حساً مرهفاً , ليس لشيء أُنوه لهذه النقطة سوى لأنها السّمة الأساس والأهم التي تعتمد عليها ككاتبه في التواصل مع وعي القارئ الداخلي ,ومن هنا تبدأ بسحرية التأثير , ضِف إلى ذلك مخزونها اللغوي الثريّ , وقدرتها على ابتكار الجديد من التصاوير الفنيّة ومهارتها في اقتناص الفكرة وتطويع الحرف لها بسلاسة مدهشة...
ذاك القلم له من الحكمة ما يكفي لنقول بأنه قلمٌ ناضج , وعلى قدرٍ عالٍ من الوعي إنْ صح التقدير بدقةٍ متناهية ,و تلك سِمة قلما نجدها في أقلام أخرى ..ناهيك عن قدرتها في المشي بإدراكٍ وفي خطٍ مستقيم تقريباً طوال النص محدثةً بذلك موازنةً صعبه قد تجعلُ من شخص آخر غير متمرس يخرج من الفكرة الرئيسة إلى فكرة أخرى لا تمت للنص بصلة , زد على ذلك ,اتسام كتاباتها بالحزن الرومانسي ,كبرياء محبب , جنون مائز ,رفعة وسمو ووفاء مطلق ليس فقط لجنس " الرجل فقط " كما اتضح في نصوص الغزل , إنما على المستوى العام مثل الأم والصديقة التي أظهرتْ لهما زيادةً على الوفاء ولاءٌ نادر , وهذه صفةٌ أخرى تصب في صالحها من باب صدق الكلمة وشفافيتها...
تجلتْ زهرة بكلِ ما ذكرت, ومن باب إحقاق الحق و إبداء المحاسن بدأت بمحاسنها وكلّي أمل في أن تحتويني برحابة صدر إن قصّرتْ وإن أغلظتْ فيما سيأتي , أما من ناحية أخرى فثمة نصوص قليلة أخذت الطابع " الجامد" نوعاً ما ربما كان بسبب مؤثرٌ خارجي شوّش على الكاتبةِ انسيابية حسّها أثناء الكتابة , وربما لاستخدام بعض المفردات التي تتعارضت أحياناً قليلة وجوّ الفكرة العام ككل ..
أخيراً...
أحب زهرة كحضور , وخفة ظل , و
أقدر فيها , الروح , الإنسان ,الأنثى ....
الكاتبة الحقيقة...
وأشدُّ على يديها لدخولِ مضمار القصة , فأنا أتنبأ لها بمدى أوسع بكثير من مداها-والله أعلم- ,فإياكِ والتقصير مادمتِ قادرة ,
" فإن لقلمك عليك حق "....
على ضوء " النّميمة " السابقة تذكرتُ عبارة
للشاعر الرائع جداً "صالح الحمود " في فلسفاته الخاصة
( اكتب ما يبهج الناس ، ولا تبتهج بما يكتبونه عنك )
فقد وازنَ بذكاءٍ بين مايجب أن يُكتبْ , وما يجب أن يُدركه الكاتب عن قارئه ..
ما منظور زهرة للمجاملة ..؟
برأي زهرتي الخاص هل صحيح أن القسوة النقدية تكون حافزاً
و من هو الناقد الواعي ..؟
***
كونكِ أنثى وقلم قوي...ألا ترين بأن الساحة الأدبية تضيق الخناق
على الأقلام النسائية ؟ ومالسبب لو كان إيجاباً ..؟
أخيراً...
زهرة..
الروح قنديل الجسد...
وفكركِ قنديل قلمك...