في موعد جديد مع الشعر الذي أضاءت نجومه في سماء شاطئ الراحة، وبحضور سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبو ظبي – مدير عام هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، وجمهور واسع ضمّ مثقّفين ومتابعين للشعر وجهات إعلاميّة محلّيّة وعربيّة وعالميّة،
انطلقت الأمسية الثالثة من أماسي مسابقة شاعر المليون بنسخته الخامسة، وبألق وتميّز افتتح الإعلاميّان حصّة الفلاسي وحسين العامري الحلقة التي بثّتها قناتا شاعر المليون وأبوظبي الإمارات، بالترحيب بأعضاء لجنة التحكيم وجمهور الشعر في مسرح شاطئ الراحة، لتبدأ الأمسية بتقرير تضمّن ملخّصاً للحلقة السابقة عُرضت فيه لقطات لقراءات الشعراء الثمانية الذين أحيوا الحلقة الثانية، والتي انتهت بتأهّل الشاعرين عبدالله الخالدي من البحرين، والشاعر علي البوعينين التميمي من السعودية بقرار لجنة التحكيم.
سعادة محمد خلف المزروعي في مقدمة الحضور
لجنة التحكيم
بعد ذلك تمّ عرض نتائج التصويت التي كان ينتظرها الشعراء الستّة المتبقّين، والتي أسفرت عن تأهّل الشاعرين السعوديين عبدالله بن مرهب البقمي بنسبة تصويت بلغت 75%، وعلي بن مغيب الأكلبي بنسبة 52%، ليلحقا بإخوانهم الشعراء السعوديين الذين تأهلوا قبلهم بقرار لجنة التحكيم وهم: صقار العوني ومنصور الشمري اللذان تأهّلا في الحلقة الأولى، وعلى البوعينين التميمي الذي تأهّل في الحلقة الثانية بقرار لجنة التحكيم. فيما جاءت نتائج التصويت للشعراء الأربعة الآخرين متقاربة في أغلبها حيث حصل حمود بوعوينه العازمي على 44%، وحصل كل من علي العدوان وفلاح العجمي على 46%، فيما كانت نسبة التصويت التي حصل عليها غالب الجزيلان 31%.
البقمي والاكلبي في التصويت
أحمد المنصوري
ثمّ رحب عضو لجنة التحكيم د.غسان الحسن بالشعراء الثمانية المشاركين في الأمسية، لتبدأ المنافسات بالشاعر أحمد بن هياي المنصوري من الإمارات، والذي قالت عنه المستشارة النفسية د.ناديا بوهناد في تحليلها لشخصيته إنه يملك جاذبية عالية لمن حوله، قدّم المنصوري قصيدة أشاد خلال أبياتها بالمسابقة في مواسمها السابقة، وقد أثنت اللجنة على القصيدة ووصفتها بالمميزة وبأنّها اتّصفت بالترابط والتماسك في بنائها وموضوعها.
أصيلة المعمري
وبعد المنصوري حضرت أولى المشاركات النسائيّة في هذا الموسم ناقشة، والتي تمثّلت بمشاركة الشاعرة العمانيّة أصيلة المعمري التي قدّمت نصّاً مهدى إلى والدتها، وقد تضمّن التحليل النفسي لشخصيّة أصيلة أنّها حسّاسة وتميل إلى الحزن الذي بدا جليّاً خلال أبيات قصيدتها، وقد أشادت اللجنة بقصيدة الشاعرة وموضوعها حيث وصفوها بالمتماسكة ومحكمة البناء وتمتاز بالقوّة وحضور ذات الشاعرة في معظم أبياتها.
بدر الوسمي
ثالث فرسان الأمسية كان الشاعر الكويتي بدر سعود الوسمي الذي قدّم قصيدة تناول فيها الربيع العربي ومحمد البوعزيزي الذي رسم خارطة جديدة للواقع العربي، مقارناً في قصيدته بين الحكّام الذين تثور شعوبهم وبين حكّام الخليج العربي، وقد ذهبت اللجنة إلى أنّ القصيدة حملت الكثير من الجماليات ووجّهت له بعض الانتقادات في سياق تخليل الأساتذة المحكّمين للنصّ.
حامد بن مبارك
الشاعر الرابع كان السودانيّ حامد بن مبارك بن بركي الذي قدّم قصيدة عاطفيّة وجدانيّة، وعلى الرغم من ثقته بنفسه إلاّ أنّ القصيدة كانت برأي اللجنة ضعيفة حيث قالوا عنها إنّها أضعف بكثير ممّا قدّمه أثناء الاختبارات والجولة، وكذلك فقد اتّصفت بالتقليديّة وعدم التجديد والتطوير في المضمون أو الشكل.
سيف السهلي
ومن السعوديّة يأتي خامس فرسان الحلقة الشاعر سيف مهنّا السهلي ليهدي قصيدته الحماسيّة إلى قوّات درع الجزيرة وإلى مجلس التعاون لدول الخليج العربيّ، ولعلّ هذا الموضوع كان أبرز ما ميّز القصيدة حيث لم يتطرّق له أحد واعتبرته اللجنة ذكاء من الشاعر الذي امتلك أدواته الفنيّة والبنائيّة فكان ذا موهبة شعريّة كبيرة.
صالح العنزي
الشاعر صالح الخمشي العنزي من السعوديّة، قدّم قصيدة تناول فيها هموم الناس وآمالهم من خلال موضوع الربيع العربيّ الذي كان له دور البطولة في هذه النسخة من المسابقة والتفات معظم الشعراء المشاركين إليه، إلاّ أنّ صالح الخمشي – بحسب وصف اللجنة – قدّمه بأسلوب خاص وذكاء جعله يتنقل بين أساليب مختلفة في الطرح حيث راوح بين التورية والترميز والوضوح والإيحاءات، ما جعل الشاعر مميزاً ومختلفاً.
عبدالله العصيمي
واستمراراً مع شعراء السعودية الذين كان لهم النصيب الأكبر في هذه الدورة من شاعر المليون، كان سابع المتسابقين في هذه الحلقة الشاعر عبدالله بن سمران العصيمي الذي لم تأخذه رهبة المسرح والجمهور عن التوجه بالشكر إلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على جهودها في خدمة الشعر والأدب، لينتقل إلى قصيدة في رثاء المغفور له الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، امتازت القصيدة بلغة جميلة وإحساس عالٍ وجمالية في العبارة والتصوير، حيث استقى الشاعر تصويراته من كل معطيات البيئة بشكل أكد على إبداع الشاعر وقوة بنائه وجعله تنال استحسان اللجنة.
فالح بن علوان
أمّا مسك ختام الحلقة فقد كان الشاعر الكويتي فالح بن علوان العجمي الذي قدّم قصيدة مغرقة بالإنسانيّة التفت فيها إلى حالات الجوع والفقر والمآسي الاجتماعيّة، وبحسب تقييم اللجنة فقد كانت القصيدة ذات تصويرات شعريّة مميّزة وُفِّق الشاعر في استخدامها، وأكّدت اللجنة على أنّ الشاعر كان ذكيّاً في اختيار مثل هذا الموضوع الذي لم يسبقه إليه أحد، واعتبرت القصيدة جميلة وذات قيمة فنّيّة عالية.
أصيلة المعمري لحظة إعلان النتيجة
وبعد جلسة سريعة للتحليل النفسي تناولت فيها د.ناديا بوهناد شخصيات الشعراء الثمانية وحضورهم المنبري على المسرح وانعكاس شخصياتهم على نصوصهم الشعريّة، قام الإعلاميان المتميزان حصة الفلاسي وحسين العامري بإعلان قرار لجنة التحكيم الذي تأهّلت بموجبه الشاعرة العمانية أصيلة المعمري بدرجة 46 من 50، والشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري بـ 48 من 50.
أحمد المنصوري بأعلى درجة
فيما جاءت درجات الشعراء الستة الباقين على الشكل التالي:
بدر الوسمي: 41 من اللجنة و 7% من تصويت جمهور المسرح، حامد بن مبارك: 29 من اللجنة و 41% من جمهور المسرح، سيف السهلي: 41 من اللجنة و 9% من الجمهور، صالح العنزي: 45 من اللجنة و 20% من الجمهور، عبدالله العصيمي: 44 من اللجنة و 7% من الجمهور، فالح العجمي: 44 من اللجنة و 16% من الجمهور.
( الخبر منقول عن وكالة انباء الشعر )