ما الذي يجعل الرجل يتقي الله في محارمه وفي محارم الناس ؟
هذا السؤال طرحته إحدى النفوس تقول: والدي لا يتقي الله في محارمه فحين يأتي
الرجل باسطوانة الغاز يُدخله دون أن يتأكد مِنْ عدم مرورنا وإن طرق الباب طارق
يفتحه دون أن يُحذر الموجودين وحتى الرجل المسؤول عن نظافة البيت والسيارة
كل مَنْ يتعامل معهم والدي يعرفوننا مِنْ كثرة المواقف .
أذكر حين حضر أحد أصدقاءه فنادى عليه إن أدخل وصادف تواجدنا
في صالة المنزل !.
والدي لا يشرب الخمر ولا يأكل لحم الخنزير فلما ماتت الغيرة عنده
لما لا يحفظنا ونحن في دارنا طلبنا مِنْه وكثيرا أن يُعطينا خبر حين
حضور رجل غريب للبيت أو عامل ما إلا أنه يتعلل بالنسيان
و ( ما صار شي عادي !!) بحجة أنهم عمال أجانب !.
وهكذا تعامله مع محارم الناس فهو يستعجب حين لا تأتي جارته للسلام
عليه ( إلقاء السلام لا المُصافحات ) إن مرت أمام البيت وإن كان هو مَنْ يطرق بابهم
يستعجب إن لم تفتح له وتتحدث معه ويستعجب إن استرسل في الحديث حين
يتصل ببيت صديق له أو جار وأغلقت المرأة الهاتف.
لما والدي لا يغار ولا يتقي الله فينا ولا في محارم الناس؟.
مِنْ مروءة الرجل غيرته على محارمه وغض بصره وسمعه عن محارم الناس
لكن السؤال: كيف يصل الرجل إلى هذه المرحلة التي لا يُبالي فيها ؟ وما الذي
يجعل رجل آخر شديد الغيرة على محارمه فلا يُنزلها السوق ويتركها تتفاوض
مع البائع ولا يتركها مع السائق ولا يُعرضها للتكشف بشكل أو آخر ولا يسمح لها
باللباس العاري وغير ساتر وإن كانت بِصحبة النساء وفي مجالسهن.
ربما جوابا للسؤال الأسباب تتلخص في :
دين الرجل وتربيته فالصغير حين يَشُب على الأخلاق والدين سيشيب عليها
وربما أمثال والد تلك السائلة تربى في بيت تم التساهل فيه فحتى إن كان
الدين حاضر ستتغلب التربية عليه لذا على أولياء الأمر أن يُراعوا في
تربيتهم للصغار تطابق دينهم مع حياتهم المُعاشة فمثلا :
قد يرى الصغير و يَشُب على أن رجال عائلته تُجالس النساء في العائلة ولا يحدث الفصل بينهما
فهُنا دينه يقول له وتربيته تقول له عكس هذا فحتما سيحصل التشويش.
بقي أن أترك لكم ذات السؤال :
ما الذي يجعل الرجل يتقي الله في محارمه وفي محارم الناس ؟ .