::: جُمَآن ..! ::
كيفَ تكونُ البدآيَة .. من أيْن أستطيعُ أنْ أقْحمَ ذآتِي في كلّ هذَا الموْجْ القآتِل .. وهَبْ أني أستطعت .. فمآذا سأقُول ..!
اتمنّى أن يحْصدَ هذآ المَوْقف كل مُخيّلتِي المتهآلكَة وجَعاً .. وآنتِظآر ..
قبْلَ سنَوآتٍ وذآتَ يوْمٍ .. وقَعَتْ عيْنآيَ علَى هذِه الصفحَة .. قرَأتهآ فأنتابنِي برودٌ ورهْبة .. نفَضْتُ عن وجْهي ملامحَه .. فأعدت الكرّةَ تلوَ الكرّة ، فتسمّرت اطرآفِي ، وأحْفَوفَرَت ملَآمحي .. بكلّ آلوآن الوَجَعْ ..
من هِيَ التي تكْتبُ كلّ هذا الجَرْح ؟ ؟
كآن قدْ فآتَ الآوآن لأكونَ في صفُوف المنتظرين .. فقد رحَلت قبْل أن يسْتفِقَ هذآ العُمْرُ الذّآبِلُ بسنتين أو أكثـر ..! قبْلَ أنْ أجْتَرِحَ منْ تثاقُلِ آلَمِهآ إجآبةً على أسئلتِي التي مازلت أحمِلُهآ كأطفآلي الذّين هآجَرَت أمّهُم إلى اللّاعَودة ..
هُنآ بدَأت رحْلةُ قآسِيةٌ من البَحثِ في صخَب الملامِح .. حآوَلتُ عآبِثاً أن أرْسَمَ لهآ منْ إبدآعِ مآساتِهآ ملآمح تُريحني عنَآءَ سَنوآتِ البَحْثِ عن كُنهِهآ ..
ولكنّ محاولآتِي بآت بخيبَةٍ لم تتمكّن معهآ ملآمحي من الصّمودْ ..
اخيراً انبثَقتُ عن محاولةٍ يآئسةٍ آخرى .. كمثْل صآحبَهآ دآئماً ..
رُحتُ آهيمُ على كُلّي في دواوينِ الشعرآء .. لعلّهآ تكُون قد آشآحتْ بوجههآ إلى وآقعٍ كآنت تنتظره ..
صعَدُت كلّ قِمَمِ الجنونِ على مدى ثلاثِ سنوآت ..
عندمآ قرأتُ بعضَ آبيآتٍ للشآعر فهد بن عآفت حينمآ يقول :
رِميتَكـ يآحطبْ ذكْرآي في درْب المسآفة نآر :: وشفتكـ يا حطبْ تِخلص وآنا بأوّل مسافاتي
وحين يقول :
علَى حَد العطَشْ أرْسمْ يدي غَمة وخَمْس أطفآل : على حَدّ الظلآمْ أشعِل يدي عصفورتَين وشمس
مُلْتحفاً بجنوني رحْتُ ابحَثُ عن مايشْبهُهآ ولوْ من أقْصى البَعيدْ .. وأعْلَمُ أنّهُ الجُنونُ بكل شخصيّآته الوآقعيّةُ والاعتبآريّة .. ولكنّي فعلْت ..
سمّرْتُ نفسي آمَآم شآشةِ البلّوْر عندمآ ظهَرتْ برنَامجَيْ " آميرُ السعرآء ، وشآعرَ المليُون " لعَلّي ألمحُ طيفَ ذلكَ الوَجع الجميل .. لَفَتنِي شآعريْن فحسْبْ ، الاول هوَ علي الحارثي في قصيدة "اللوحة التشكيلية" ، والاخر هو حازم التميمي في قصيدة " ما نجمة في منزلِ الشعرآءِ " ، شآركت العديد من الشآعِرآتْ ولكن لا شيء يذكر ولا ضوءّ يسبر ..!
وَصلْتُ الى خآصرَةِ اليأسْ .. قررتُ أن أنسى .. فكآنَ قراراً بآهتاً .. لم ولن وهيهآت أن يتحقّق .. وفي آخِر المَطآف تفتّقَ يأسي عن آخرِ خيْبآت اليآئسين ..
أصبَحتُ أبْحَثُ عنْ ما يشبههآ .. شِعراً وقَدَراً وآنتظآر .. فلعلّي قد غَلوْتُ فيمَآ نظَرْتهُ من شعْرٍ وآلمْ ..ولَكننّي بئتُ بالخيبَةِ تلْوَ الآخرى .. وأبَت كُل آقْدَآري إلّآ أن تَشِيخَ على هذِه الصفحآت .. وآنآ آنتَظرُ آن تأتي لتقُولَ شيىئاً آخَر .. وإن لمْ يَكُن شعرًا .. وهلْ تَأتِي جُمَآنُ بغيْرِ شعْرٍ ..
أطْلَقْتُ صَفْحةَ بموقِع تويتر للبحثِ عَنهَآ .. أردّدُ فيهآ شعْرَهآ المخَضّبُ بالوَجَعْ .. وأسأَلُ العَآبِرينَ عنْ ملآمَحَ حَآلَتْ إلى رُكآمٍ تحتَ وطآةِ الغيآب .. وغَيآهِبِ الظّلآمْ .. والإنْتظآرْ ..
لآ أمْلكُ اليَوْمَ يقِيناً بالعثُورِ عليْهآ .. إلّآ أنّني سأبْقى أبْحَثُ كلّ السّنوآت القآدِمَة .. وإنّ لمَحْتُ وجَعَهآ المَنْثور على ضفَآف شِعْرهآ فإنّي أؤكّد للإنْتِظآر .. أني لَنْ أخطِئهُ حَتْماً .. !
وجُلّ مآ أمْلكُه اليَوْمَ مِن حُلُمٍ هو .. حفْنةٌ منْ ركآمِ المَلآمِحْ .. وبحُوراً مِن الإنْتظآرْ ..
كونُوا بخَيْر .. أوْ فلْتكُونوا كمَآ تشآؤون .. فليسَ كلّنَآ يريدُ أنْ يَكُونَ بخَيْر . . أوْ أقلّهُ آنا الذّي لا يُريدْ ..