أعلم جيداً بأن عنوانك الجديد لن تصل إليه مراسيلي !
ربما لبعد مكانك أو لبعد مكاني ، لا يهم
أنت الآن أيضاً قطعت زياراتك الليلية التي عودتني بأنها متصلة وخالدة ..
دعك من ربما ... سأكتب إليك رغم أنف المسافات ..
كيف حالك ؟
أشتاق إليك ، إشتياقي ليومٍ جديد ...
كيف أصبحت أيامك ؟ مازالت متوهجة كما عهدتها ؟
أم أصاب دفئك ثليج الموت ؟ هل تجمدت أطرافك ؟ أم مازالت يدك دافئة ، كفك مكتنز وخطوطه واضحة ؟؟؟
لقد تركت كل ما يذكرنى بك ، رغماً عني فلم يفلح الأمر
الناس هنا فرحة حتى بغيابك ..
يعزفون الموسيقى فى كل مكان ...
يسافرون ويتأنقون ويتعطرون ..
والأدهى بأنهم يتناسلون ..
أحد أحفادك رزقه الله بمولود ألصق به إسمك ، كيف لا وأنت ولي نعمته وسبب عزّه !
بسببك أصبح لزوجته مركبة فاخرة وسائق مهندم يفتح لها باب المركبة وخادمة مرتبة تحمل لها حقيبتها الشانيل !
لا أحد يذكرنى بك ..
لا أحد له طريقة مشيتك الموهوبة ، ولا وقارك الراكز عندما ترفع رأسك فجأة وتبتسم !
لا أحد يشبهك عندما تفرك كف يدك وتفكر بحنكة السياسيين !
لا أحد يشبهك عندما تنظر لى وكأنك تعرف ما أشعر به ...
أنت ... مازلت هنا
اليوم وجدت ورقة صغيرة صفراء ولها رائحة الورق القديم ..
عليها خط يدك .. فتحسست وجهى عندما تذكرت رائحة عطرك ، لاموسيقى الان تحتوينى مثلما كان صوتك يلملمني !
لا أعلم متى سأكتب ثانية .. فعدم ردك على رسائلي لم يؤرقنى كل هذه المدة ، ولكنى أعلم أن رسائلي تصلك وخط يدي تقع عليه عينيك .
وهذا يكفيني !