حَمْحَمَةُ الأَشْعَارِ ..
[poem=font=",7,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.ab33ad.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif" border="double,6," type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
إِذَا قِيْلَتِ الأَشْعَارُ هَذِي الأَوَائِلُ=وَإِنْ سُلَّتِ الأَسْيَافُ فَالنَّصْرُ حَافِلُ
يُحَدِّثُكَ التَّارِيْخُ عَنْهُمْ مَآثِرًا=يُقَصِّرُ عَنْ إِدْرَاكِهَا مَنْ يُطَاوِلُ
نَثَرْتُ على سَفْحِ الثُّرَيَّا مَشَاعِرِيْ=وَقَدْ أَشْرَقَتْ أَفْلاكُهَا وَالْمَنَازِلُ
إِذَا مَا بَدَتْ فِي مُهْجَتِيْ تِلْكُمُ الرُّؤَى=تُسَافِحُ أَنْغَامَ الْمَسَاءِ الْعَنَادِلُ
رَسَمْتُ عَلى أَطْرَافِها نِصْفَ وَرْدَةٍ=وَنِصْفٌ بِقَلْبِيْ لَمْ تَصِلْهُ الأَنَامِلُ
يُسَامِرُنِي التَّارِيْخُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ=وَيَعْبَقُ هَذا الْجَوُّ وَالْعِطْرُ شَامِلُ
وَيُرْسِلُ أَقْوَامًا تَقَادَمَ مَجْدُهُمْ=وَتَخْضَّلُ مِنْ تِلْكَ الْعُصُوْرِ الرَّسَائِلُ
فَإِنْ لا يَكُنْ شِعْري إِليْهِمْ مَحَبَّةً=فَلا كَانَ هَذا الشِّعْرُ قِلْبِيْ يُنَازِلُ
أَجَلْ هُمْ سَنَامُ الْمَجْدِ وَالْفَخْرِ وَالنَّدَى=وَمُنْذُ نُشُوْءِ الْكَوْنِ تِلْكَ الشَّمَائِلُ
بَنِيْ وَائِلٍ أَنْتُمْ فُؤَادِيْ وَمُهْجَتِيْ=وَفَخْرِي الذَّي غَذَّتْهُ تِلْكَ الْجَحَافِلُ
عَلى وَتَرِ الأَسْحَارِ سَحَّتْ قَرِيْحَتِيْ=وَإِنِّيْ بِوَادِيْ عَبْقَرَ الْيَوْمَ نَازِلُ
كُلَيْبٌ سَعَى فِي مَجْدِ قَوْمٍ أَكَابِرٍ=إِذَا خُضِّبَتْ خَيْلٌ عَلَيْهَا الْبَوَاسِلُ
ذَكَرْتُ أَبَا لَيْلَى وَقَلْبِيْ مُوَلَّهٌ=قَصَائِدُ تَتْرَى خَلَّدَتْهَا الأَصَائِلُ
وَمَنْ خَرَّ جَبَّارٌ لِيَوْمِ فِطَامِهِ=وَمَنْ يُوْرِدُ الرَّايَاتِ وَهْيَ فَضَائِلُ
وَمَنْ يَمْلَئِ الْبَحْرَ الْعَمِيْقَ بَوَاخِرًا=فَيَخْشَى مِنَ الصَّوْلاتِ مَوْجٌ وَسَاحِلُ
رُبُوْعُ بَنِيْ حَمْدَانَ زَهْوٌ لِزَائِرٍ=هُنَا لَمْ يَخِبْ عَزْمٌ وَلا كَلَّ كَاهِلُ
كَأنِّي أَرَى زَيْنَ الشَّبَابِ مُرَدِّدًا=أَرَاكَ عَصِيَّ الدَّمْعِ وَالدَّمعُ هَاطِلُ
لَثَمْتُ ثُغُوْرَ الْفَجْرِ وَهْيَ ضَوَاحِكٌ=وَغَنَّيْتُ لِلإِصْبَاحِ وَالنَّجْمُ آفِلُ
وَقَدْ طَالَ سُهْدِيْ مِنْ حَوَادِثَ قَدْ بَدَتْ=وَسَامَرْتُ ليْلاً فِي هَزِيْعٍ أُغَازِلُ
وَبَادَلْتُ أَنْفَاسَ الْمَسَاءِ بِعَبْرَةٍ=وَأَطْلَقْتُ أَشْعَارِيْ فَمَا أَنْتَ قَائِلُ؟!
أُوْلَئِكَ مَنْ شَادُوا وَزَادُوا تَكَرُّمًا=فَمَا رُدَّ عَنْ أَبْوَابِ قَوْمِكَ سَائِلُ
فَخَارًا لأَهْلِ الضَّادِ فِي كُلِّ مَنْكِبٍ=إِذَا مَا ذَكَرُوْهُمْ أَجْزَلُوا وَتَمَايَلُوا
هُمُ غَايَةُ الْفُصْحَى وَثَوْبُ عَفَافِهَا=فَإِنْ قَطَعُوْهَا الْيَوْمَ فَالأَمْرُ غَائِلُ
وَكَيْفَ قَصِيْدٌ قِيْلَ لَحْنًا بِلَهْجَةٍ=وَشُوِّهَتِ الأَذْوَاقُ وَالْحَرْفُ حَائِلُ
فَلَهْفِيْ عَلى الأَجْيَالِ ضَاعَ لِسَانُهَا=وَلَمْ تَعْرِفِ الأَعْرَابَ هَذِي الْبَدَائِلُ
وَلَيْتَ رِيَاحَ الْوَصْلِ جَادَتْ بِنَسْمَةٍ=وَلَيْتَ رِكَابَ الْقَوْمِ حَوْلِيْ كَوَامِلُ
وَتمْتَدُّ مِنْ شَوْقٍ ظِلالٌ طَوِيْلَةٌ=وَقَدْ كَانِتِ الأَفْيَاءُ رُوْحًا تُسَائِلُ
كَأَنَّ مَزَامِيْرًا لِدَاوُدَ أَجْهَشَتْ=تَنُوْحُ وَمَا نَدْرِيْ عَلى مَنْ تُجَادِلُ
وُجُوْهٌ كَأَقْمَارِ الدُّجَى قَدْ تَهَلَّلَتْ=تُعَادِلُ وَزْنَ الأَرْضِ فِيْمَا تُعَادِلُ
لَقَدْ وَرَثُوا الأَخْلاقَ عَنْ كُلِّ مَاجِدٍ=فَمَنْ لِيْ بِمِثْلِ الْقَوْمِ وَالْجَدُّ وَائِلُ
وَعَنَّازُ حَازَ الْمَجْدَ فِي يَوْمِ حَادِثٍ=بِذِيْ قَارَ أَنْبَاءٌ لِمَنْ هُوَ جَاهِلُ
أَلا أَيُّهَا النَّجْمُ الْبَعِيْدُ تَأَلُّقًا=أَعِرْنِيْ ضِيَاءً إِذْ تَصُوْلُ الصَّوَائِلُ
وَجِئْنِيْ بِمَاءِ الشِّعْرِ عَذْبًا فَصَاحَةً=لَعَلِّيْ أُعِيْدُ الْبَوْحَ تَزْهُو الْخَمَائِلُ
أُرَصِّعُ أَثْوَابَ الْعَشِيِّ فَيَنْتَشِيْ=وَتَهْتَزُّ مِنْ نَخْلِ الْقَصِيْمِ الْجَدَائِلُ
وَيَنْتَابُنِيْ وَجْدٌ تَفَرَّدَ نَعْتُهُ=إِذَا أُرْسِلَتْ فِيْهِ الْخُيُوْلُ الصَّوَاهِلُ
لَنَا الصَّدْرَ دُوْنَ الْعَالَمِيْنَ إِذَا مَشَتْ=وَعُدَّتْ خِصَالٌ تَصْطَفِيْهَا الْقَبَائِلُ
مُعَتَّقَةُ الأَنْخَابِ كَانَتْ لِمِثْلِهِمْ=وَحَمْحَمَةُ الأَشْعَارِ فَيْضٌ وَنَائِلُ
بَدِيْعُ الْقَوَافِيْ لَمْ يَغِبْ عَنْ خِصَالِهِمْ=وَتَنْثَالُ أَشْعَارٌ وَذَا الشِّعْرُ مَاثِلُ
أَدَارُوْا عَلى ذِكْرِ الزَّمَانِ كُؤُوْسَهُمْ=وَسَالَتْ عَلى أَيْدِي الْكِرَامِ الْجَدَاوِلُ
فَقُلْ لِلْمَرَايَا الْوَاجِمَاتِ عَلى الضُّحَى=بِأَنَّ حِيَاضَ الْعُرْبِ نِعْمَ الْمَنَاهِلُ
وَقُلْ لِغَرِيْبِ الدَّارِ أَنَّا شَوَامِخٌ=نُدِيْرُ الزَّمَانَ الثَّرَ مَجْدًا نُوَاصِلُ
[/poem]
شعر: عبدالإله المالك الجعيب