.
.
الحلقة الثالثة ( اللقاء الأول )
الممر يعج بالطالبات ,, وبالرغم من إن المسافة الفاصلة بين صفي وصفها لا تـُـقدر بأمتار معدودة قد تكون ثلاثة على الاكثر ,, الا انني شعرت بطولها ,, !!
أنا أقف عند باب الصف تماماً وشيء من الخجل قد اجتاحني ,, كيف لي ان أتصرف ؟؟ وماذا أقول ؟؟ عليّ التراجع ,, أخشى أن أكون سخيفة في نظر أحد ما ,, لكنما الفضول يقتلني !! أريد أن ألتقي بهذه المريم ولابد من ذلك ,, !
ناديت إحداهن ! علني أعرف فقط من تكون ! والبقية مصيره التأجيل !!
- لو سمحت ِ .. من مريم محمد ؟؟
- مريم ؟ هل هنالك ثمة شيء ما .. ؟؟
قالت ذلك بشيء من البراءة ,, والبسمة اعتلت ملامحها ,, لكن لم يعجبني سؤالها ,, اجده شيء من الفضول .. !
- سأخبرها به أنا ,, هل لك أن تخبريني بشخصها .. ؟
- أنا هي مريم بأم عينها !
شلت حركتي كلمتها تلك ,, شعرت بأني وقعت في الخجل عينه ! أحمر خداي خجلاً ,, لم أكن أتوقع أن اقع في هذا الموقف حين سؤالي عنها .. !! ماذا اقول الان ؟؟ يا إلهي وقعت في أمر ٍ اجهل الخروج منه لارفع هذا الاحراج ..
- هل هنالك شيء ما ؟؟
- مريم ,, هل لي بمصاحبتك قليلاً ,, ؟؟
- لحظة !
مضت مريم لمجموعة كبيرة من الطالبات ,, وحديث قصير قالته وإذا بهن يعترضن .. !! لم أكن افهم ماذا قالته ولكن يبدو إنها قالت مالايرضيهن .. ! ثوان ٍ وإذا هي مقبلة نحوي بابتسامة لطيفة تدعوني للنزول نحو الفناء ,,
شيء بداخلي كان يثور ,, كنت اود معرفة الذي حصل بين مريم وصحبها ,, لكني اخجل من مفاتحة الموضوع ,, لا اود أن أسيء لصورتي منذ اللقاء الاول ,, ! وبطريقة ما أبتغيت المعرفة ..
- هل لك صداقات كثر ؟؟
- اجل ولله الحمد , , وأنا سعيدة بذلك ,, بالمناسبة .. المجموعة التي تحدثت لها قبل قليل كل أفرادها صديقات مقربات لي ,, وهن يشاركني الجلوس اثناء الفسحة وقد غضبن حين اعتذرت لهن اليوم ,, !
- كل هؤلاء صديقاتك ؟؟ أحسدك على ذلك .. !! أنا لاصديقة لي .. مجرد زمالة .
- على فكرة ,, ما هو ذاك الشيء الذي تودين إخباري به ؟؟
لم أكن اعرف ما اجيبها ؟؟ فهل اخبرها بإعجابي بشخصها من حديث قيل عنها ؟؟ أم أخبرها بفضول كاد يقتلني لمعرفتها ؟؟
- سمعت عنك الكثير ,, كل ذلك شجعني على أن أعرف من وراء هذه الشخصية !
- الموضوع إذا فضول .. !
مريم تكاد تجزم بما كان في داخلي حقاً وكأنها قرأته ,, وقد أخجلتني عبارتها ,, وبعثرت بقايا حديث كان بامكاني أن أقوله !
- كثيرات اللاتي ابتغين مصاحبتي من أجل إرضاء فضول ٍ اقتحمهن لحديث طال ذكره من قبل معلماتي,, ولكن ذلك الفضول تحول لصداقة كبيرة ,, ونسبة قليلة منهن لم يرغبن في مصاحبتي بل انتهى الأمر منذ اللقاء الاول بهن !
أسلوبها كان راقيا ً ومختلفا ً عن جل معارفي ,, ولأنه كان كذلك فكنت اصغي لها باهتمام شديد .. بينما أنا في صمت رهيب ..
و أكثر ما شدني هي الابتسامة الرائعة المرتسمة على هذه الشفاة !
*******
- لا اراك تتحدثين! هيا ,, اسمعينا شيء من قولك !
أتحدث ؟؟ بماذا أتحدث ؟؟ اخشى أن تسخر مني مريم حين أتحدث .. !! فأين أنا منها .. هنالك فرق كبير لا أقوى على وصفه ,, فأنا بسيطة وهي على العكس من ذلك ,, !
- مريم ارى الكثير يتحدث عن بسمتك هذه ,, ما هو سرها ؟
شعرت بأني سألت سؤال في غير محله ,, فالابتسامة تلك اختفت فجأة ,, !! وردة فعلها هذه جعلتي أشعر بالاحراج !
- أأسف إذا كنت أخطأت في سؤالي ,, فالعذر !
عادت تلك الابتسامة مجدداً ولكنها هذه المرة أقوى .. ! ما السبب ؟؟ سؤالي اخفاها لتعود مجدداً اقوى ؟؟
- اعشق الفرح أنا وأعشق أن اكون مصدر فرح لغيري! أعشق أن يقال عني ذات الوجه الفرح ! حتى لا يستاء من مقابلتي أحد ما ,, فهكذا أمضيت عمري ,, وهكذا سأمضيه ,, ولا مجال للحزن في أن يعتلي على قسمات وجهي ,, !
نبرة صوتها كانت توحي بشيء آخر لم أكن افهمه ,, ولكني فهمت شيئا واحداً أن حياة مريم هي كمثل حياتي ,, فهي سعيدة في أيامها ,, ولكنما الفرق فيما بيننا إنها ذات فكر راق ٍ أحسدها عليه ,, ولعل هذا التقارب في السعادة فيما بيننا سيكون منطلق آخر لنا ,,
ذلك جيد ! فأشياء متشابهة كثيرة فيما بيننا !! وذلك كفيل أن يكون صداقة قوية !
سعادة أخرى اضيفت إلى رصيد أيامي الحلوة ,, ولكن هذه المرة كانت مدتها قصيرة لم تتجاوز النصف ساعة ! فجرس الحصة الرابعة قد دق الان !
- مريم العذر ,, لم أدع لك فرصة لتأكلي وجبتك .. ! أتأسف ,,
- لا داعي لذلك ,, فأنا لم اعتد على تناول وجبة في هذه الاثناء ,, على كل ٍ كنت سعيدة معك يا .... بالمناسبة لم أعرف اسمك بعد ,,
- اسمي ليلى ,,
- اسم جميل ,, اعتز بهذا الاسم كثيراً ,, سعدت بلقائك ,,
- أنا كذلك ,,
ابتغت الانصراف فمضيت معها ,, وبخجل مبين قلت لها ..
- هل يمكن لي مرافقتك في الغد ؟
- لا أعدك بالموافقة ,, ! لا لشيء ولكن لي صداقات كثر ,, لابد لي وأن أعتذر منهن أولا ً ..
..
كم أزعجتني هذه العبارة ,, فبالرغم من اللقاء الاول والوحيد الذي جمعني بها إلا أن رغبة تملكها اجتاحتني !
فلمريم صداقات كثر حقاً وهذا سيجعلها تعتذر عن كثير من الامور ربما تحصل بيينا مستقبلا ً وهذا شيء لا أجده جيد !
مريم .. مريم .. تخبئ هذه الفتاة من ورائها الكثير ,, ويبدو لي سأجن إن لم اكسب صداقة معها !
.
.
][ يتبع ][
.
.