أهلاً بك مجدداً
كل نقاش قابل للقبول والرد
لكن إذا أن الإنسان إعتدى على الدين
بكلامه سواء كان يعلم أو لايعلم فهنا قابل
للرفض .
وأنا لم أتطرق لأخطاء إبن جدلان المعنوية في غير الدين ولا اللفظية لأني أعلم أنها سوف تحور لإبن
جدلان حتى تصحح مثل ماقيل ( إذا كنت مرغوباً فالأخطاء مصححة أو إذا كنت مشهوراً فالأخطاء مصححة)
لذلك تطرقت لأخطائه العقدية وليس له تفسيراً غيرها فإذا كان له مقصد غير المكتوب ((( يعدل اللفظ ويعذر بالجهل لكن لايعذر بالتعديل )))
وقلت لك ذلك ياسعد من قبل (( يؤخذ الرجل من كلامه وكلامه الذي ذكره في إعتداء على الدين والرجل معروف بجهله ونعذره لكن نوجهه ونصحح أخطائه العقدية )
ولكن كونك تأتي وتقول لسنا بمناظرة دينية وتخرجنا عن الإطار بإسم ( النقاش المفيد )
طيب يارجل أنا أقول لك ( هي أخطاء عقدية فكيف نخرج عن الإطار الديني والعقدي ونفسرها إلى غير ذلك لأجل إبن جدلان ! ! )
وأنت بالبداية تقول يقصد بالعروش السسموات ((ولا أرى في كلامه شي ؟ ! !))
هنا دخلت معه بالمحضور وكأنك تأييده في الإعتقاد وتقول لا أرى في كلامه شي يعني إذا كان إبن جدلان يقصد بالعروش السموات فلا غبار على قوله .
أنا أقول لك أعطني دليل في ( أن السموا عروش )
إذا ً ماهو الإشكال عندما أطالبك بالدليل
وتقول أين شكر الرياح وبينت لك في قوله :
( مهما خذوا منها من الحسنات ماردو لها )
هل الحسنات والفضل يرد للرياح ؟؟
إذا النقاش في تصحيح أخطاء عقدية فكيف نخرج عن العقيدة ؟؟
إذا أخطاء الشخص خطأ عقدي وصححنا له الخطاء وحجنا وقال كلامي صحيح وقلنا له مالدليل على صحة كلامك لأن الخطأ عقدي ومعلق تصحيحه بالدليل وقال لنا لاتدخلنا بالدين فهل يقبل قوله ؟؟
كيف لنا أن نخطأه تخطيئنا منطلق من دليل فكيف نقبل قوله بلا دليل فإذا قال لا أقصد ماتقول نقول له بارك الله بك لفظك له طريق واحد وعدل لفظك ونيتك الله اعلم بها وتعذر بالجهل ولكن لاتعذر بتعديل الخطاء
وتقول يا أخ سعد ( أنني ـأنا فيصل الباهلي ـ اناقض نفسي وأقول ـ أعلم أنه يريد محبة الله ولكنه أخطأ ـ وبالأخير أقول مالنا إلا الظاهر )
لاتوجد مناقضة وأنا قلت أعلم لأنه إنسان مسلم ومعروفة عقيدته لذلك إلتمست له عذر وقلت : أعلم أنه يريد محبة الله ولكن لايعذر بتعديل الخطأ .
فا أنا لا أعلم أصلاً ولكن من باب إلتماس العذر لأنه مسلم ومن هذا المنطلق نحسبه والله حسيبه .
وقلت في كلامي الأول والأخير ( يعذر بالجهل لكن يعدل الخطأ اللفظي ) وأنا هنا أبين أخطاء إبن جدلان اللفظية في العقيدة . أما من ناحية الإعتقاد الله اعلم وإن شاء الله أنه لايقصد مايقول .
وأنت أختلافك معي حول القصيدة نعم لكن الأخطاء عقدية وتصحيح عقدي مشبع بالأدلة والبراهين وأنت تقول أنا أختلف معك تماماً وتؤيد إبن جدلان في كلامه وتأييدك لأخطائه العقدية يتطلب منك الدليل فلا تجزع إن طالبتك بالدليل وقلت لك دلل لأن تخطيئي له ولمن هو مؤيده منطلق من دليل فمن يدخل معي بالنقاش ويصحح عليه بالدليل وإذا قلت لانعلم النيات أقول لك نعم بارك الله بك لكن اللفظ يعدل .
إنتهى الإشكال من الجانب هذا
وتقول أيضاً ياسعد ( إبن جدلان يقصد الريح المسخرة أنها لاترد )
إذا كان هذا قصده فهو معذور ولكن كلامه المكتوب يخالف هذا التفسير وأظن أنك أنت المخطي في تفسير كلامه لأنه يقول ( مهما خذوا منها من الحسنات ماردو لها )
الرد للرياح هو بمعنى رد الرياح ؟؟
ولم يسبق قول إبن جدلان مايستدعي قولك أي ( رد الرياح )
بل قوله السابق مطابق لآخر كلامه ( مهما خذو ماردو لها )
لاحظ إبن جدلان ماقال : مهما أتتهم بحسنات لم ((( يستطعيوا ))) ردها .
قال إبن جدلان ( ماردو لها) مامعنى أخذ الحسنات منها والرد لها؟؟؟؟!!!!!!
هو هنا في هذا الموضع عملية أخذ ورد عملية ضدية في نفس الموضع والمقصد ( أخذ منها ورد لها ) أي أخذ منها حسنات ورد لها .. لا كما تقول يأخذ الحسنات منها وعدم رد الرياح لأنها مسخرة . لا يا أخي كلامه لايعني ذلك أبداً فلا تفسر له كيفما تشاء بارك الله بك نحن معناعقول ونعرف اللفظ وما يعنيه .
وأخيراً أنت تقول (( الإنسان مسيّر لا يا أخي هنا يجب التصحيح الإنسان ليس مسير في هذه الحياة الإنسان مخير مسيّر ولو كان مسيّر لقلنا أنت مسّير من الله وليس لك إرادة ولا نية ولا شيء ودخلنا بما دخلو به الفرق الضالة الذين يقولون : اسرق وازني وا وا وا ... الخ فكل هذا مكتوب عليك أيها الإنسان وانت مسير .. فالإنسان بارك الله بك له نية وإرادة وليس بمسيّر فالمسيّر هو المجبور الذي ليس له رأي ولا إرادة )
فهو مخير من جانب الإختيار والأفعال ومسيّر من جانب الأمراض والموت فهو لايستطيع رد المرض ولا رد الموت ولكن يعمل بالأسباب الموقية .
وهذا إجماع أهل السنة والجماعة فينبغي لك أخي الكريم أن تصحح المعلومة .
وخذ هذه فتوى الشيخ إبن عثيمين رحمه الله .
سئل شيخنا العلامة ابن عثيمين –رحمه الله تعالى – مثل هذا السؤال ( هل الإنسان مسير أو مخير ؟ ) فأجاب –رحمه الله تعالى - " على السائل أن يسأل نفسه هل أجبره أحد على أن يسأل هذا السؤال وهل هو يختار نوع السيارة التي يقتنيها ؟ إلى أمثال ذلك من الأسئلة وسيتبين له الجواب هل هو مسير أو مخير ثم يسأل نفسه هل يصيبه الحادث باختياره ؟ هل يصيبه المرض باختياره ؟ هل يموت باختياره ؟ إلى أمثال ذلك من الأسئلة وسيتبين له الجواب هل هو مسير أو مخير . والجواب: أن الأمور التي يفعلها الإنسان العاقل يفعلها باختياره بلا ريب واسمع إلى قول الله تعالى-: ( فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً )(النبأ:39)- وإلى قوله تعالى ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ )(آل عمران :152) وإلى قوله تعالى ( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الإسراء:19) وإلى قوله تعالى ( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )(البقرة :196) حيث خير الفادي فيما يفدي به . ولكن العبد إذا أراد شيئاً وفعله علمنا أن الله -تعالى -قد أراده -لقوله -تعالى-: ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير:29) فلكمال ربوبيته لا يقع شيء في السموات والأرض إلا بمشيئته تعالى ، وأما الأمور التي تقع على العبد أو منه بغير اختياره كالمرض والموت والحوادث فهي بمحض القدر وليس للعبد اختيار فيها ولا إرادة . والله الموفق." ا.هـ
وقال –رحمه الله تعالى – " هل الإنسان مسير أو مخير ؟ وهل له إرادة أو ليس له إرادة ؟ فنقول : الإنسان مخير إن شاء آمن وإن شاء كفر بمعنى أن له الاختيار وإن كان ليس سواءً لا يستوي الكفر والإيمان لكن له اختيار أن يختار الإيمان أو أن يختار الكفر وهذا أمرٌ مشاهدٌ معلوم فليس أحدٌ أجبر الكافر على أن يكفر وليس أحدٌ أجبر المؤمن على أن يؤمن بل الكافر كفر باختياره والمؤمن آمن باختياره كما أن الإنسان يخرج من بيته باختياره ويرجع إليه باختياره وكما أن الإنسان يدخل المدرسة الفلانية باختياره ويدخل الجامعة الفلانية باختياره وكما أن الإنسان يسافر باختياره إلى مكة أو إلى المدينة أو ما أشبه ذلك وهذا أمرٌ لا إشكال فيه ولا جدال فيه ولا يمكن أن يجادل فيه إلا مكابر نعم هناك أشياء لا يمكن أن تكون باختيار الإنسان كحوادث تحدث للإنسان من انقلاب سيارة أو صدم أو سقوط بيتٍ عليه أو احتراق أو ما أشبه هذا هذا لا شك أن لا اختيار للإنسان فيه بل هو قضاءٌ وقدر ممن له الأمر ولهذا عاقب الله سبحانه وتعالى الكافرين على كفرهم لأنهم كفروا باختيارهم ولو كان بغير اختيارٍ منهم ما عوقبوا ألا ترى أن الإنسان إذا أكره على الفعل ولو كان كفراً أو على القول ولو كان كفراً فإنه لا يعاقب عليه لأنه بغير اختيارٍ منه ألا ترى أن النائم قد يتكلم وهو نائم بالكفر وقد يرى نفسه ساجداً لصنم وهو نائم ولا يؤاخذ بهذا لأن ذلك بغير اختياره فالشيء الذي لا اختيار للإنسان فيه لا يعاقب عليه فإذا عاقب الله الإنسان على فعله السيئ دل ذلك على أنه عوقب بحقٍ وعدل لأنه فعل السيئ باختياره , وأما توهم بعض الناس أن الإنسان مسير لا مخير من كون الله سبحانه وتعالى قد قضى ما أراد في علمه الأزلي بأن هذا الإنسان من أهل الشقاء وهذا الإنسان من أهل السعادة فإن هذا لا حجة فيه وذلك لأن الإنسان ليس عنده علمٌ بما قدر الله سبحانه وتعالى إذ أن هذا سرٌ مكتوم لا يعلمه الخلق فلا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً وهو حين يقدم على المخالفة بترك الواجب أو فعل المحرم يقدم على غير أساس وعلى غير علم لأنه لا يعلم ماذا كتب عليه إلا إذا وقع منه فعلاً فالإنسان الذي يصلي لا يعلم أن الله كتب له أن يصلي إلا إذا صلى والإنسان السارق لا يعلم أن الله كتب عليه أن يسرق إلا إذا سرق وهو لم يجبر على السرقة ولم يجبر المصلي على الصلاة بل صلى باختياره والسارق سرق باختياره ولما حدث النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بأنه ( ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار ) قالوا : يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل ؟ قال : ( لا اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له ) فأمر بالعمل والعمل اختياري وليس اضطرارياً ولا إجبارياً فإذا كان يقول - عليه الصلاة والسلام- ( اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له ) نقول للإنسان اعمل يا أخي صالحا اعمل صالحاً حتى يتبين أنك ميسر لعمل أهل السعادة وكلٌ بلا شك إن شاء عمل عملاً صالحاً وإن شاء عمل عملاً سيئاً ولا يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر على الشرع فيعصي الله ويقول هذا أمرٌ مكتوب علي يترك الصلاة مع الجماعة ويقول هذا أمر مكتوب علي يشرب الخمر ويقول هذا أمر كتب علي يطلق نظره في النساء الأجنبيات ويقول هذا أمرٌ مكتوبٌ علي ما الذي أعلمك أنه مكتوبٌ عليك فعملته , أنت لم تعلم أنه كتب إلا بعد أن تعمل لماذا لم تقدر أن الله كتبك من أهل السعادة فتعمل بعمل أهل السعادة , وأما قول السائل هل للإنسان إرادة ؟ نقول : نعم له إرادة بلا شك قال الله تبارك وتعالى ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ )(آل عمران : 152) وقال تعالى ( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ )(الإسراء : 19) وقال تعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ) (الشورى :20) والآيات في هذا معروفة وكذلك الأحاديث معروفة في أن الإنسان يعمل باختيار وإرادة ولهذا إذا وقع العمل الذي فيه المخالفة من غير إرادة ولا اختيار عفي عنه قال الله تعالى ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )(البقرة :28) فقال الله : قد فعلت . وقال تعالى ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ ) (الأحزاب :5) وهذا أمرٌ ولله الحمد ظاهر ولا إشكال فيه إلا على سبيل المنازعة والمخاصمة , والمنازعة والمخاصمة منهيٌ عنهما إذا لم يكن المقصود بذلك الوصول على الحق وقد خرج النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذات يوم على أصحابه وهم يتنازعون في القدر فتأثر من ذلك عليه الصلاة والسلام لأن هذا النزاع لا يؤدي إلى شيء إلا إلى خصومة وتطاول كلام وغير ذلك وإلا فالأمر واضح ولله الحمد.
ختاماً أقو لك ( نعرف الأدب ونحن مؤدبين ولم نخطيء ولله الحمد وكوني أبين لك الخطأ بالدليل وتقف مع المخطي وأطالبك بالدليل وأبين لك شروط نقض القول بالدليل , وتقول الأدب وا وا . .. الخ
الحمدلله أنا لم أخطيء ومتأدب والإنضباطية مطلوبة في الرجال والتأني من صفات الرجال الحكماء فينبغي للإنسان أن يزن الكلمة قبل أن يخرجها .
وفقك المولى لما يحبه ويرضاه وأنار بصيرتك أنه سميع بصير .
مودتي وإحترامي
فيصل الباهلي