الوَرَقَة الثَانِيَة
لِـ نُشِعِلْ شَمْعَة الذِكرَى وَ نَتَصَفَحْ وَرَقَة أُخْرَى مِن أورَاقِ دَفْتَرِي الذِي نَفَضْتُ مِن عَلَى غِلاَفِه غُبَار الزَمَنْ
لِتَتَضِح حُرُوفَه البَاهِتَة وُتُخْبِرنَا قِصَّة لِـ مَا قَدْ كَانْ ..
عَلَى ضِفَافْ أغْنِيَتُه التِي أعْشَقَهَا أبجر فِي عَالَمِي الخَيَالِي
لِـ تَسْتَمِعُوا لَهَا بِـ إنْصَات وكَأن حَلِيم يُغَنِيهَا لَكم ....
انا كل ما اقول التوبه
أنا كل ما قول التوبه يا بوي ترميني المقادير يا عين
وحشاني عيونه السودة يابوي ومدوبني الحنين يا عين
أنا كل ما اقول التوبه يا بوي ترميني المجادير يا عين
وحشانى عيونه السودا ومدوبني الحنين يا عين
متغرب والليالي يا بوي مش سايباني في حالي يا عين
والرمش اللي مجرحني يا بوي ضيعني وأنا كان مالي يا عين
يا رموش قتاله وجارحه يا بوي وعيون نيمانة وسارحة ياعين
أديكي عمري بحاله يا بوي واديني انتي الفرحة ياعين
القلب الأخضراني يا بوي
دبلت فيه الأماني يا عين
ولا قادر طول غيبتكوا يا بوي
يشرب من بحر تاني يا عين
عبد الحليم , فريد , أم كلثوم , محمد عبده , طلال مداح
كانوا رُفَقَاء السفَر الطَويل الذِي كُنا نُسَافِرُه بِسَبَب عَمَل الوالِد لِذَالكـ تَرَبَى عِندِي حُب تَذَوق الكلِمَات
ولَيسَ مَا نَسْمَعُهُ الأنْ مِن أغَانِي سَخِيفَة لامَعْنَى لَها ( خَرجنا من الموضوع ) ..
المُهِم لِإنتِقَالِنَا الأول من جِدَهـ عَلاَمَة فَارِقَة فِي حَيَاتِي فـَ قد كَان من الصعْبِ عَلِيّ تركـ مدرسَتي وصدِيَقاتِ ومَنزِلِي وجِيرَانِي والذَهَاب لمنْطِقَة فِي ذالِكـ الوقْت كانَت نَائِيَة وبَعيِدهـ جِدَاً عَنْ كُل مَظَاهِر التَطَور والتَقَدُم
حَاولت أقَلَمت نَفْسِي عَلَى ذَالكـ العَالَم وَكُل مَن فِيه رَغْمَ الًصعُوبَة التِي واجَهنَاها فِي البِدَايَة
لَكِن المُحِيط الذِي كُنَا فِيه سَاعَدنَا فَـ طِيبَة القُلُوب وطُهْرهَا الذِي كَان مَوجود بِين النَاسْ مَنَحُنَا الأُلْفَة والمَحَبَة
وسَاهم كَثِيراً فِي التَخْفِيف من عِبء الغُرْبَة والبُعْد عَنِ الأهلْ والأصْحَاب ..
كَانتْ أربَعَة أعْوَام جَمِيلَة رَغْمْ مُرُور مَايُقَارِب الـ 25 عَام إلا أنَهَا أجْمَل سَنَواتْ حَيَاتِي
رَغْمَ التَخَوف مِنْ الحَيَاة بَعِيدَا عَنِ الأهل إلا أن الناسْ الذينَ تَعرَفنَا عَليهم كانوا أعَز مِن الأهل والأقارب
ولَسْتُ أبَالِغ إن قُلت أنَنَا مَازِلنَا عَلَى تَواصُل بِـ بعض مَنْ تَعَرَفَناَ عَلِيهِم فِي تِلْكـ الغُرْبَة ..
فِي آلسَنَة الرَابِعَة حَدَثَت أهَم الأحدَاث عَلَى مُستَوى العَالَم الخلِيجِي والعَرَبي بِـ شَكْل خَاص والعَالَمِي بِـ شكل عَام
( غَزو الكُويت )
فِي هَذِهِـ السَنَة التِي أثَرَت عَلَينَا بِسبَبَ عَمَل الوالِد والمُرَابَطَات التِي كانَت تَمتَد لأسَابِيع وَشُهُورْ بِدون أن نِرَاهـ وبَعِيدَاً عَن أهلِنَا غَيَرَت فِينَا كَثِيرَاً وفِي شَخْصِيَتِي أنَا بِـ الخُصُوص فِـ غِياب الوالِد حَمَلَنا جَمِيعَاً المسؤولية وَعَلَمَنَا مَعَنَى الاعتماد عَلَى أنْفسِنَا وَكَيفْ نَكُون مُتَرَابِطِين فِي ظِلْ غِيابِه وَرَسَمَت لَنَا خطْ حَيَاهـ جَدِيد وبَنَت لَنَا شخصيات جَدِيدَة ..
هَكَذَا هِي الأحْدَاث والمَواقِفْ إمَا تَبْنِي أو تَهْدِم عَلَى حَسَبْ قُدْرَتنَا عَلَى تَقَبل الأمُور وإحْتِمَالَهَا .
رُبَما هَي ذِكْرَيَات لا أهَمِيَة لَهَا عِنْد البَعْض وَلكِنَها عُمْر بِـ النِسْبَة لِي ..
إلَى لِقَاء فِي وَرَقَة أُخْرَى ....