الـ ـروح الـقـ زحـيــة

[فيصل بن فهد]

(8)
ماهذا الشرط الذي أصبحت أدفع ثمنا له روحي؟
استمرت الأيام هكذا
وأنا أحاول أن تكون حديقة عشقي
جنة لا يشبها في العشق أحد !!
وأصبحت كل الخيالات سكنا لي
بل أكون صادقا جزءا مني
بين الأهل والصحبة شارد
في ذلك اليوم !!
الذي تربيت فيه على حب مشاهدة الدماء
كان لابد أن أقدم مع قرابيني
مباركة لسيدة الإناث
وعند تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا
اتصلت عليها
ردت علي والصورة هي الصورة
اللحم بيدها
لكن تلك اللحظة
كانت تقول
لو كان بيدي
لنفخت في ما بين يدي روحا
لتكون أنت
يالله
أحسست أن لقاء الأجساد قد حان


يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(9)
لكن !!
هيهات
ظل العنيد عنيد
وظلت محاولات المتشفق
تنهمر كالشلال
والأيام تلو الأيام
أراد العاشق أن يعرف
مكانة عشقه ؟!
هل لهذا العشق بوح حقيقي
أم أن الحكاية أصوات تصارع أصوات
وفي شهر مارس من عام 1998م
كانت تلك المواجهه!!
الحاده !!
التي كانت يجب أن تكون
في مثل هذا الشهر من العام الماضي
حبيبتي !
عشيقتي
يجب أن يكون اللقاء مصيرنا
فلماذا كل هذا الصد ؟!
ماذا تريدين ؟
أتريدين أن يسجل الزمن
شاهد على ضحية جديده

يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(10)
أتريدين أن أقول لنفسي
تبا لك يا نفسي
ويحي يا مَلك
خلق بإتقان ملِك
يا روعة الكمال
في صون العظمة والإجلال
يا طوق من الألماس
مرصع بلهيب الأنفاس
أنفاسك تحرق جسدي
صمت
ثم صمت
ثم صمت
حتى تنبهت لحرقتي
فقالت
قلت لك سابقا
يكفيك مني صوتي


يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(11)
دارت الأيام
وكانت الثواني تزيد لهيب الشوق
الانتظار
كأنني كنت أنتظر لحظة الاحتضار
يا لقسوتها
يا لرقتها
يا لكلمات متضادات
حالة صراع تتفجر فيني
كأنني لم أعد بحالتي الأولى
لم أعد أعرف سبيل الرجوع
ولم أعد أعرف سبيل التقدم
شككت في كلماتي كلها
شككت في نفسي
سألت نفسي يوما
قد تكون عوقبت بهذا
لتكون رسول عشق
لأنثى تأتيك مستقبلا
أو انك أخطأت الهوى
هل الهوى كان بيدي
لأكون مخطئا



يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(12)
بدأ صراع الشوق يأخذ منحنى آخر
وبدأت تتفجر عواطفي
وبدأ كل شيء أمامي هو حب
أتنفس حب
أرتشف حب
بدأت أنظر كل العلاقات حب
الصراخ حب
الغضب حب
الزعل حب
كل شيء لا تتخيله ملاكي
كان يمر علي حب
حب
حب
حتى بدأت أتنفسه
أعيشه
حتى الكل بدأ يمل شعوري هذا
فاتخذت عزلتي مؤنس لي
بعيدا عن العالم

يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(13)
في غرفه صغيره في أعلى المنزل
اتخذت منها معبد
أسافر في ظلمتها
ليل نهار
كان الخوف يسكنها
وكانت كل الصور
تسافر فيني
صور الحيرة
صور التأمل
صورة الدم
صورة قلب شق نصفين
لم أعد أدري ماهي تلك الحاله
أصبح تفجر الشوق يذبحني
يصرعني حلم لكي أراها فيه
يقتلني الأمل المفقود
طال شعر لحيتي
واتسخ جسدي
لم يعد معي في تلك الغرفه
إلاصوتها ونيسا لي
فاستنشقت كلمات الحب من أنفاسها
حتى كلمات الخوف رقصت فيني
عواطف
وانقلاب
لا يمكن وصفه في كتاب
كانت غذائي الذي أقتات عليه
أريد أن أعيش لأكون فقط
مصغيا لكل الكلمات
بدأت أرسم الحب
كمخلوق جميل
لا يعرف جماله إلا أنا
أنفخ فيه من روحي
آمره حيث أشاء
ومتى أشاء
وكيفما أشاء
كل شيء كان غريب
يحدث في تلك الغرفه
في أعلى المنزل

يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(14)
كان مخلوقي الجميل
يسكنني كل اللحظات
أصبح صورة لا تفارق مخيلتي
حتى عندما أهاتفها
أجسده أمامي وكأنه هي
يا هي
يكفيك ما تفعلينه فيني
ياهي
الا يكفيك انني الفيصل
وقفت لك على ركبتاي
أرجوك دعيني أراك
ولو من مكانٍ بعيد
قلبي لا تسكنه صورة لك
يا هي
يا مرتع حزني الأشنع
يقتلني ذلك العند فيك
الى متى ؟
الى متى ونحن نعشق بعضنا !!
ولا نعرف من نكون ؟
الله
قالت :
أنت جسدي
انت تريد جماعي
ثم ترميني كباقي إناثك
هي قالت هكذا
وسقطت مغشيا
يا هي
يا أنثى الطهر
ما رأيتك هكذا
حتى أنني لم أتخيل جسدك
الا بستره وعفافه
كيف وصلك عني هذا الاحساس المشين؟
متى ؟
وأين ؟
وكيف ؟
قالت هو معي منذ الوهلة الاولى !!
ماذا تتوقع مني أن أقول
أعشقك نعم
أعترف بذلك
لكن إنني أعلم ان ساعة موت هذا العشق
هي لقاء واحد على مخدع
تتسخ عليه العواطف
قلت لها
ما أنا بذاك !!
إن سألتك إياه فصديني حينها
كل ما أريده منك أن أراك
أن تسكن خيالي ولو لمرة واحده
صورة حقيقية عنك
أتعبت الدفاتر
واللوحات
كل يوم أرسمك على شكل
وأقول لالالا ليست كتلك !!
رددت كلمتها التي تذبح
يكفيك مني صوتي
قل لي الا يكفيك !!
خشيت أن تغضب
قلت لها وما حيلتي
يكفيني !!

يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(15)
بدأ من حولي يتضجر من الحاله التي وصلت لها
والوالده ترفع أكف الدعاء للرحمن
تشتكي مصابي
قالوا عني مسحور
مريض نفسي مصاب بالانفصام
كل الذين حولي
يالله
الا يعرفون ماذا دهاني ؟
العشق يا هؤلاء
الداء الذي لادواء له
الكل بدأ يسكنه الخوف
الا أنا !!
كان يسكنني الامل
فحبيبتي لن تقسو علي أكثر مما قست
الان نحن في نهايات عام1998م
عندما أحسست !!
بما يحيط من حولي من خوف
وخوفي من اتهامات أخرى
خرجت من عزلتي
وقررت أن أستعبد حروف العشق كلها
حتى كان حرف واحد
قلت له قم لها
وقل
إن عشيقك يزداد عشقا كلما عندت ِ
لم يعد يهمني أن أراك !!
يكفيني صوتك ولن أزيد !!
طالما هذه رغبتك
سأتنازل عن كل شيء
قالت اني أعلم انك ستفهم وضعي
وانك تؤمن !!
بل تعتقد انني اعشق همساتك كلها
ولكن !!
دعنا نعيش عشق سامي
رَوْحي بعيدا عن الاجساد
لا نظرة محرمة فيه
جمال عشقنا سيكون نادر
لا وجود له
قلت لها لك ما تريدن يا ملاكي
لن أزيد الحاحا
فكم كنت أكره أن أكون لحوح
ولكن لا تلومينني أبدا
قالت
لا لوم عليك
فبدأت أتشرب صوتها
وانصت له
واكتفيت بمخلوقي الجميل
صورة لها أشاهدها فيه



يتبع..