لتكن يداكَ حُضنَنا الدّافئَ هذا المَسَاء , لا تفعل شيئاً آخر سوى أن تُلامِسَ أطرافَ فرحي بجفنيك ..
لا تعتقِد بالفُراقِ و نجمةِ الشّمالِ و وجهِ الحبِّ الأزرقِ الّذي يجلبُ الحظّ , دعكَ من أشيائيَ المرميّةِ في صوتي و ألبِسْنِي يديكَ !
تنقّل بينَ أضلاعي , مرّر شفتيكَ على ظنّي و أثبت لي إثمهُ إذ يعتقدُ بأنَّ دفئاً آخر سيحملُ إليهِ الشّمس ..
ابدأ بالقراءة و سأتّتبّعكَ قُبلةً قُبلَة , إن واجهكَ اسمي , لا تتوقّف ..
أكمل و سأتظاهرُ بعدمِ رؤيتي للمطرِ على صدرك , سأكتفي بأن أقولَ أنّني نسيتُ مِشبكَ يديكَ على شعري و أنشغلُ بتعديله !
هلّا أغلقتَ النّافذة ؟
أخافُ أن يطيرَ قلبيَ بجناحي صوتكَ فتفقدَ نبضَهُ هذهِ اللّيلةَ و أُمضِي أَنا ليلَتِي بلا حُنجرَة !
حين تبتسم أُدركُ انَّ اللّيلَ فشلَ في سرقةِ انتباهكَ عن اسمكَ المعلّقِ على جيدي ,
ثمّ ..
كيفَ تزرعُ الصّمتَ على شفتيكَ في ذاتِ الوقتِ الّذي تقولُ فيهِ كلَّ الكلام ؟
و كيفَ تستطيعُ استخراجَ ثرثرةِ اللّهفةِ من داخلي دونَ أن أقولَ شيئاً ؟
نقطةُ الصّمتِ تلكَ الّتي نتوقّفُ عندها سويّةً في ذاتِ اللّحظة , لا تعني فقط تآمرنا على رغبةِ الوقتِ و وقتِ الرّغبة ,
بل هي أيضاً فواصلُ انقطاعٍ نمارسُ فيها التّنفّسَ سويّاً خارجَ حدودِ الكلام !